الفصل السابع والثلاثون
طل التساؤل من عينيها لدفء عينيه وهو ينطق كلمة واحدة لفت حولها سحرا
" رددتكِ "
هزت رأسها بنفس حالة الغباء هامسة بذهول
" ماذا ؟! "
التوى فم أكمل بشبه ابتسامة ناظرا لشفتيها المفترقتين قبل أن يستدير ليغادر .. و ... !
ماذا حدث للتو ؟! .. كم بقى على عدتها تحديدا ؟! ..
يا إلهي .. ماذا قال حقا ؟! .. هل سمعت جيدا ؟! ..
خرجت مسرعة تنزل الدرجتين لتركض خلفه فتقف أمامه تسأله بلهفة" ماذا قلت ؟! "
صدرها يرتفع وينخفض ببهجة غير طبيعية وقلبها كاد الخروج بدقات طبوله وهى تتمسك بساعديه هاتفة برجاء
" أعدها .. احتاج أن اسمعها مرة أخرى "
توهج سحر اللحظة من عينيها لعينيه ففاضت زرقتهما بأمواج الشوق رغم تعابيره اليابسة .. أوليس القلب الخائن مَن جاء به اليوم ؟..
تتوحد أعينهما برغبة قاتلة وأصابعها تلتف على ذراعيه ک قيود لن تُفك مجددا ..
تهمس شفتاها وعيناها تدمعان بفرحة قلبها" مرة واحدة فقط "
سمح ليده أن تتمرد أخيرا فترتفع لجانب وجهها مؤكدا مشتاقا لمذاق العسل ودفء القهوة ولذة الخمر
" رددتكِ لعصمتي يا شمس "
ظلت تنظر له لا تصدق وجوده أساسا ويده تنزل عن وجهها ثم أطرقت برأسها تفكر وعقدت حاجبيها تحدث نفسها بالغباء الذي انتابها فجأة
" هل حقا عدت زوجتك ؟! "
بحالة توهان غريبة كأن كل الأمور تتضخم فجأة فالفرح يتحول لصيحات سعادة والحزن يتحول لأنهار دموع ..
وأمامها ظل واقفا ينتظر عينيها حين تصدق وهو ينظر لخاتمه باصبعها ثابتا مكانه لم تنزعه فيبتسم ..
عيناها ما زالت دامعتين وهى ترفع رأسها تنظر لملامحه الجامدة وقد اختفت الابتسامة فتمتد يدها تلمس لحيته الخفيفة المنمقة ليبعدها قبل أن تلمسه قائلا بجدية" قلت لكِ لا تلمسيني "
وقعت من فوق السحاب ! .. تقبضت يدها على صدرها بلا فهم لكنها أطرقت برأسها بحزن ناعم لتقول ببراءة
" حاضر يا أكمل .. كما تريد "
عقد حاجبيه بحنق وهو يشتم داخله كل مشاعره الآن .. من ناحية يريد .. فهو يريد ويريد !..
ألا كان من الأفضل أن يردها في غرفتها بالأعلى بدلا من هذه الوقفة التي يشهد عليها طيور السماء بذات أنفسهم ؟!! ..
يتمتم بشئ ما ممتعضا فترفع عينيها البنيتين إليه ببرائتهما لتقابل خشونة ملامحه وهو يقول" اريد أن انبهكِ لشئ كي نبدأ على نور من جديد "
حتى إن كان غاضبا لا يهم .. المهم إنها عادت لاسمه وراضية بحكمه عليها .. ألم تخطئ بحقه وتقلل احترامه وهى تتركه خلفها متهما بلسانها وتمضي ؟..
فلتسمع بطاعة إذن .. تثق .. وتتنازل قليلا .. وتعشق .. تعشق كثيرا ..
تنظر له بملامحها التي تفيض بذاك العشق فتغيظه وهو يمنع نفسه عن الاقتراب الآن .. تمعن بصرها بزرقة عينيه التي اشتاقت الغرق فيها .. اشتاقت توهجها لها ..
يضرب أكمل على كتفها بظاهر اصابعه بحركة مستفزة قائلا بنبرة حازمة قاطعة .. ومغتاظة
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...