الفصل السادس والثلاثون
يدور بغرفة مكتبه منذ انتهى الاجتماع الكارثي منذ نصف ساعة .. يشعر بصدره متضخما بطوفان غضب هائل لم يشعره من قبل ..
لا .. قد شعره من قبل أكثر من مرة وهى السبب ..
شئ ما هنا يطفو في ماءٍ لزج أسود .. ک وحش يولد من جديد ينمو له مخالب ستنهشه لتتحرر وتنهش فيها هى ..
بمرأى عينيها تبخر عزم النسيان بدوامة صنعت فوضاها الجديدة بمسمى المحو ..
يريد أن يمحوها من على وجه الدنيا كي يعيش هو مرتاحا .. أهذا يندرج بقائمة الانتقام أم هو مجرد شعور طبيعي لبشر فتح قلبه وأخرج أسراره لآخر ثم اكتشف أنه اخطأ الاختيار .. وحين حاول إغلاق كتابه وجد أن نسخة أخرى مما فيه لا زالت مع هذا الآخر ؟ ..
الغضب ثورة داخلية تفور فيها الدماء .. لن يتلقى اللوم وحده مثلما فعل مع أبيها بينما تعيش هى وتبدأ حياة جديدة ..
لا يصدق أنها جلست أمامه على نفس طاولة الاجتماعات ليعرفهم والده بها ويتبادل الجميع كلامهم معها غافلين عن ناره ..
عيناها .. عيناها طرفت لجحيم عينيه كثيرا فأخفضتهما خوفا قرأه بها .. خوفا وشوقا لعينيه الخضراء .. مروجها وحدها قبل أن تنطلق لقذارة مثلها فضلتها ..
فلتحترق .. فلتحترق مثله لن يهتم ..
يمسح وجهه بكفيه يكاد تمزيقه بغضبه مخرجا أنفاسه الساخنة مذهولا مما فعله والده إلي الآن ..
خرج من مكتبه مندفعا متجها لمكتب أبيه المقابل ففتح بابه ودخل صافقا الباب خلفه ليسأل بغضبه
" ما الذي تحاول فعله بالضبط ؟ "
رفع كامل عينيه عن الأوراق أمامه ينظر لوجه حمزة الشيطاني فلم يراوغه وهو يجيبه بهدوء
" لم افعل ذلك لتردها أو لأي شئ قد يربطك بها لا تقلق "
باغته .. احتقن وجه حمزة بدمائه وهو يتقدم منه متسائلا بنبرة منخفضة متشنجة
" هل تعرف معنى ما فعلته ؟ "
استند كامل لظهر كرسيه الجلدي منتظرا أن يفرغ حمزة شحنة غضبه كلها وهو يضع كفيه على المكتب يميل نحوه قائلا بنفس النبرة
" أنت احضرتها لتظل أمامي طوال اليوم .. احضرتها لأتذكر كل دقيقة ما فعلته بي .. أنا احاول أن انسى وأنت تقول خذ عندك دليل كرامتك المجروحة ومَن حولتك لزوج مخدوع مهان وبالنهاية كدت أن أُحبس بجريمة قتل "
عيناه تشعان بنار الوعيد المشتعلة بروحه حتى أشفق عليه كامل لكنه لم يتراجع وهو يقول بهدوئه
" أنا أدرك ألمك جيدا يا حمزة .. لكن مثلما أنت تتألم بالغدر .. هى تتألم بالندم .. أنت هنا بعملك ولك حياتك التي ستستمر من دونها ... لكن هى لمَن نتركها .. أنسيت إنها ابنة عمك ؟ "
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...