الفصل الثاني والثلاثون
بعد عدة أيام
تجلس لمياء على كرسي أمام طاولة خشبية تفصل حبات البازلاء عن قشورها .. تشاهد إحدى المسرحيات الكوميدية بالتلفاز لكنها لم تعد تستطيع الضحك عاليا كعادتها .. استيقظت مبكرا ولا تعرف لماذا رغم أنه يوم إجازتها وبعد أعمالها المنزلية المعتادة جلست تعد طعام الغداء ..
والدتها استيقظت منذ قليل وتسمع صوتها تتحدث بهاتفها بغرفة النوم مع إحدى صديقاتها فتسبب للمياء صداع السماع لصوتها العالي بطبيعته ..
هى أيضا اتصلت بشمس منذ قليل تطمئن على حالة والدها الصحية بعد عملية توسيع الشرايين التي أجراها .. بدت شمس مهمومة وليست على طبيعتها .. أقرب لحالتها القديمة الصارمة المنطفئة.
بعد دقائق أتت والدتها بجسدها الممتلئ قليلا تجلس على الأريكة جوارها مرتدية قميص نوم مطبع بورود كبيرة فاقعة الألوان فتنظر متثاءبة للنوافذ المفتحة بالصالة حيث تدخل آشعة الشمس تغنيهم عن الأنوار الصناعية في الثريا القديمة المعلقة بالسقف ..
تنظر للمياء فتدقق النظر في وعاء البازلاء أمامها ثم تقول بثرثرة عادية" كنت أتحدث مع أم منة منذ قليل .. منة تمت خطبتها وستتزوج بعد ستة أشهر .. العقبى لكِ لميا "
ابتسمت لمياء ببرود وهى تتابع المسرحية ويداها تفصل البازلاء بلا توقف تعلم أن المحادثة حين تبدأ بحديث عن الزواج فستنتهي بكارثة ..
اليوم تريده هادئا لا تريد حتى محادثة ضياء وأمها تواصل ثرثرتها بنبرة ضاحكة ماكرة" منذ مدة تعملين في شركة الاتصالات والمعروف أنهم ينتقون شباب مثل القمر لخدمة العملاء .. ألم يلمح أحدهم لكِ بأي شئ ؟ "
ردت لمياء دون النظر إليها
" لا "
تهز والدتها رأسها ملوحة بيدها باستهزاء قائلة بتعجب
" خائبة .. لا تعرفين كيف تكونِ واعية مثل الفتيات ؟! .. أتعلمين .. خطيب منة مدرس زميلها في المدرسة التي تعمل بها .. البنت ذهبت لتعطي حصص إنجليزية لأطفال الحضانة .. الحضانة !! .. واستطاعت الحصول على عريس ! .. واعية مثل أمها "
توقفت يدا لمياء تعض شفتها ساخطة ثم تسأل باستخفاف
" لماذا لم أصبح أنا واعية مثلكِ إذن ؟! "
تتمسك أمها بمقدمة قميصها وهى ترد بضجر
" أخذتِ طباع أبيكِ .. نفس الهدوء والسذاجة والكسل الذي يصيب بأمراض القلب "
تنهض لمياء تأخذ الوعاء وتدخل المطبخ لتبدأ تجهيز الطماطم متمتمة بوجوم
" رحمني الله ورحمكم مني "
تراقب أمها ما تفعله في المطبخ فتقول ضاحكة بنبرة مستفزة
" أحسن شئ أني أصبحت أترك المطبخ لكِ لتتعلمِ الطبخ "
أنت تقرأ
عِشقكَِ عاصمةُ ضباب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور عشقكَِ .. عاصمةُ ضباب بفتح الكاف أو كسرها .. لا يهم العشق واحد والقلوب تختلف بداخل كل منا شيئا من ضباب شيئا لا ندرك كيف أتى ؟! .. ولكننا وجدنا أنفسنا هكذا المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكى نرى ما نعجز عن رؤيته حقوق...