الفصل السادس والثلاثون "36"

4.4K 193 35
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل السادس والثلاثون "36"
"تضميد جرح"

_ تناقُضك هذا بمثابة سقوط مطرٍ على صخور ساخنة أدى إلى تفتُتها؛ هكذا وقعك على قلبي..

= بعدما استفاقت من إحتلاله الغاشم على قلبها، أخذت السلة التي جمعتها أمس وذهبت حيث المعمل لتبدأ بالعمل الذي كلفها به بعد أن أخذت بعض الأوراق التي ستسير على خطاها؛ ولم تكتفي بهذا فقط بل قامت بإستخلاص زيت الفُل من ورداته وبعض الأشياء الأخرى التي تُفيد أي أنثى في الإهتمام بذاتها وبشرتها.

وكـ حال كل مرة عقب دخولها هذا المكان لا تَرِد الخروج منه، تنبهر بكل هذه الأدوات الحديثة والتقنيات..

تأخر الوقت ولم تشعر، لفت إنتباهها صوت دقات الساعة تُشير بأنها الثانية عشرة بعد منتصف الليل..

_ يا خبر دا كله، والله ما حسيت بالوقت ... أكيد خالتي سلوى نيمت يزيد من بدري ... وأنا أصلًا قصرت معاه اليومين دول ... يلا أنام بقى واكمل بكرا واظبط كل حاجة.

= صعدت للأعلى حيث المعمل أسفل القصر ثم عرجت إلى المُلحق بحماس وبيدها بعض من زيت الفُل التي قامت بإستخلاصه ...
نزعت حجابها بعد أن تطمئنت على "يزيد" النائم في فراشه وقَبلت خصلاته..
ثم حررت خصلاتها لتسقط لمنتصف ظهرها في هالة بُندقية رائعة.

جلست على المِقعد المجاور للنافذة وعملت على تدليك خصلاتها بزيت الفُل، وأضافته أيضًا على وجهها كـ روتين للحفاظ على بشرتها ومحاولة الإسترخاء والتخلص من توتر هذا اليوم..

فرائحة الفُل تساعد على الإسترخاء ..

بعد بُرهة .. وأثناء جلوسها أثآر انتباهها صوت سيارة تلج للقصر وضجة بسيطة تأتي من الخارج..
ازاحت الستائر قليلًا لتجحظ عينيها بشدة، ويهدر قلبها بشكل مُريب عندما تنائى لها وهو يترجل من سيارته مُدرجًا بدماءه يصاحبه رجل الأمن "مُعتز"

شعرت بوخزات تسيطر على قلبها وشعور بالإنهزام يجتاحها، ابتلعت ريقها بخوف ثم حررت أقدامها المُتحجرتان وأطلقت العِنان لهما راكضة خارج المُلحق وهي تجذب حجابها وتضعه بإهمال على رأسها في عُجالة من أمرها.

_ مؤمن باشا حضرتك عرفت أي حاجة عن إللي عمل كدا.. وهو نفسه إللي اتسبب في فك الفرامل..

_ تنفس "مؤمن" بغضب، وقال مُكشرًا على أنيابه ومازال بصموعة هدوءه: لا ... دا غير دا .. إللي فك الفرامل كان تبع عزت الأنصاري وأنا سبته لما جاب أخره، لكن دا حد تاني، وملكمش إنتوا دعوة بالموضوع ده ... حاجة تخصني..

_ معتز معترضًا: مينفعش يا باشا .. حضرتك مش بتوافق تتحرك بالأمن ولازم.....
_ قاطعه مؤمن مُشيرًا إليه: خلاص يا معتز مفيش مشكلة أنا كويس ..إنت بس شدد على القصر ونواحيه وحدود الغابة ..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن