الفصل الخامس والخمسون "55"【4】

5K 263 32
                                    

- بسم الله الرحمن الرحيم
- استغفروا الله
- لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الخامس والخمسون "55" ج[4]
"الغيرة سعيرٌ حارق"
"أســـــــــــــــــــوة"

خرج من المزرعة يشعر أنها تضيقُ به ذرعًا يجتر أحزانه بنظرة ساهمة، لاحت على وجهه الحياة إثر أن تسرّبت لأذانه صوت مرحٌ ضاحك يأتي من الباحة الخلفية للمنزل، قطع المسافة بخطوتين لترتد الروح بجسده فور أن رأها تقف على أغصان شجرة التوت تقطف وتُلقي حبات التوت بفمها بتلذذ شديد.
- يلا يا ويسي جيبي ليا شوية، إنتِ خلصتي الشجرة كلها.

نظرت أسوة لأسفل بوجنتين محمرتين موشومة بحُمرة التوت وكذلك شفتيها التوتية، وضعت يدها بخصرها وهي تستند على أحد الأغصان:-
- التوت للبنات بس يا زيدو لا يجوز الرجالة تاكل توت، مش إنت راجل ولا أيه.

ضرب يزيد أرجله بتذمر، وهتف:-
- ماشي يا ويسي لكِ زنقة.

اقترب مؤمن منهم حتى صار أسفل الشجرة الوارقة فانتبه له يزيد الذي قفز فوقه بسعادة:-
- مومي إنت صحيت..

حمله مؤمن بحنان وقبل رأسه قائلًا:-
- صباح الخير يا بطل.

- صباح النور يا مومي، كنت هدخل أصحيك بس ويسي مش رضيت.
نظر مؤمن لأعلى ليراها منغمسة بإلتهام التوت ولم تُعرة أية إهتمام، ابتسم ليزيد وقال:-
- وأنا صحيت أهو يا بطل تقدر تروح تجيب كل ألعابك مكونتش أعرف إنهم في الأوضة إللي نمت فيها.

أسرع يزيد بلهفة طفل نحو الداخل بينما أستند مؤمن على جزع الشجرة رافعًا قدمه مستندًا عليها وتنفس براحة.
- أيه كنت فاكر إن مشيت، يا حرام لونك مخطوف أووي وأصفر شبة اللمونة يا باشا، للدرجة دي متعرفش تعيش من غيري.

طالعها ببرود وقال بحسم:-
- انزلي هنا.

ارتقت أحد الفروع ثم استند عليه وهتفت بعناد:-
- ولو قولت مش نازلة هتعمل أيه.

ردد بنفاذ صبر:-
- قولت انزلي.
- ملكش حُكم عليا يا بتاع الحريم.
ردد بدهشة وزهول وهو يصلب طوله:-
- بتاع الحريم!! أيه بتاع الحريم دي، لمي ألفاظك بدل ما ألمها بطريقتي يا عسبرة .. أنا صابر عليكِ.

اجتذبت أحد الأغصان وألقتها فوقه بغضب وأتبعتها بقولها:-
- أيه صابر عليكِ دي، ليه يا أخويا بعمل فيك أيه، وأيه لمي ألفاظك دي، مالها ألفاظي يا شرشبيل.!
متقلقش مسير في يوم هتقوم مش هتلاقيني وهمشي من وشك للأبد.

انقبض الذي بصدره واستطاعت إلجامه بتلك الجملة المسمومة، وفي تلك الأثناء كانت مشغولة بأكل حبات التوت بغضب منه وعليه بعد موقف أمس.
ابتسمت بخبث ثم استدارت تقول بحماس:-
- مش هتصدق شوفت مين، ومين كان قاعد معانا قبل ما تقوم.

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن