الفصل الواحد والأربعون "41"

4.2K 179 42
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الواحد والأربعون "41"
«بداية النهاية»

_"((الصيّاد جريح، وإعصاره سيُبدد الأخضر واليابس، ولهيب غضبه سينال منه الجميع، فعليكَ الحذر.))"

_ بالثامن عشر من فبراير بعد منتصف الليل وبعدما أشتدت الأجواء برودة، أعلى تلك الشجرة الضخمة المُفضلة لدية وعلى أحد أغصانها الضخمة يجلس مُستندًا بظهره على جذعها، أعينه شاخصة في الفراغ وقلبه قد إنتهى أمره، فقد أوشك على بناء مُستقبل مُشرب بالأمل لكن قابله الواقع بالحقائق المخباه ..

غاص عقله بتلك الذكرى التي تلبسته دون رحمة، ذاك الليل الذي لم يظهر له قمرٌ ..
تَعَرت أمامه أشياء لم يَكُن ليتوقعها يومًا ... حقيقتها كانت مؤلمة بحق، فهي ليست سوى مُخادعة أزهقت روحٌ بتجبُر ودون وجه حق ..
هي نفسها التي مزقت نياط قلب "صالح" بحرمانه من شقيقة "آدم"،، هي ذاتها التي لم يتوانى "صالح" بسبها والتوعد لها بأسوء مصير ممكن ما إن تقع بين يديه جراء ما فعلته بشقيقه ... هو أقسم أن يجعلها تتذوق كؤوس العذاب بتروٍ ثم بعد ذلك يُرسلها للجحيم ..
هي تلك الخائنة، المُخادعة، عديمة الرحمة والإنسانية...

ذلك اليوم أسودت عيناه غضبًا بل إسود العالم من حوله..
شلت الصدمة أطرافه عندما وقعت عيناه على اسم 'آدم'

يقرأ الورقة سريعًا بأعيُن جاحظة، أنفاسه تخرج من صدره مُتلاحقة، فغر فاهه بذهول وتجمدت جميع أطرافه حتى شعر بأن شلل ما أصاب جميع جسده، وانسحب كل أثر للحياة من على وجهه فأصبح شاحب وكأنه جُثة فارقت الحياة، عيناه تجري على السطور دون قُدرة على التوقف، دوار رهيب جعل العالم يدور من حوله ٠٠٠ وكم تمنى أن تميد به الدنيا حتى يستطيع التوقف ولا يقرأ الأسم الذي يتوقع وجوده ..
الكلمات كانت قاسية عنيفة تُمزق رجولته وكرامته وكبريائة الذي لطالما كان شامخًا ..
الكلمات قاسية والأفكار أكثر قسوة ومن بين ذاك وتلك حقيقة واحدة مُره ..
إنهار عالمه من حوله فخرج من بين شفتيه بصوت مُحطم فقط «آآآآآهــٍ» صامتة مكتومة إرتدت إلى شرايين قلبه الذي شعر أنها تصلبت بدمائه الهادرة ٠٠

= خرج من المُلحق كـ العاصفة الهوجاء يُحيطه ظلام لا يستطيع الضوء التغلب عليه أو كسر حِدته..
أوقف السيارة بقوة جعلت الإطارات تحتك بالطريق بعنف نَجَمَ عنه صوت داوي كالرعد هزّ سكون الليل ..

تفاجىء "ليث" بدخول "مؤمن" العاصف عليه، صوت غلق الباب الذي رجَّ جُدران الغرفة وجَعْلِها تستغيث، وجعل "ليث" الذي تحول إلى فريسة لهذا الضبع يبتلع ريقه بتوتر..

_ مسؤليتك في المهمة دي بقت أنك تسلمني البت دي في إيديا سليمة ... عايزها حيه ... إنت فاهمني عايزها عايشة .. أنا بإيدي هسلمها للعدالة بس أخد حقي منها الأول وعلشان بكدا تكون إيدي نُضفت منها وكل واحد ياخد جزاءه ...

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن