الفصل الثاني والعشرون

4.5K 203 162
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاه

"عليك أن.... تتعايش مع فكرة أنك قابل للترك وقابل للنسيان في كل مره تظن أنك ثمين لدى أحدهم..."

"الصمت الباكي"
"الفصل الثاني والعشرون"

رُبَّ صدفه خيرٌ من ألف ميعاد،.. فالحياه ما هي إلا مجرد صُدف وإتفاق أقدار، وحتمًا ما تخشاه سيحدث يومًا ما ..!

وها هو للمرة الثانيه على التوالي تطء قدمه تلك الحاره  التي لطالما جاء إليها من أجل زيارة العم عثمان
لكن هذه المره لن تكون كسابقيها
وهذه المره سيرحل عنها معبأ بالأحزان والهموم وسيُكشف سر من أسرار هذا الإعصار الناري

ظلت الأفكار تتردد بين ثنايا عقله بلا رحمه ..
فيا تُرى ما الذي يريد العم عثمان إخباره به بعد مرور تلك الأعوام العجاف ..

: أهلًا .. أهلًا يا مؤمن يا بني
مؤمن: أهلًا بيك يا عم عثمان... ثم أكمل حديثه بلهفة: خير يا عم عثمان، أيه الحاجه المهمه إللي عايز تقولها ضروري
عثمان: صبرك يا ابني، مستعجل كدا ليه أقعد بس
مؤمن: ما إنت عارف إن في ألغاز كتير عايزه تتحل، وممكن أقل معلومه تفيدني

عثمان: ربنا يسهلك أمورك يا ابني، عمومًا هي معلومه مش عارف هتفيدك ولا ملهاش لازمه
الوقت إللي كنت فيه في الأحداث، كان في شخص إسبوعيًا بيجي يشوفك من بعيد لبعيد
يفضل واقف بتفرج عليك لما كنت بتشتغل في المهن حتى وقت ......
ثم صمت حزينًا فهو لا يريد فتح تلك الجروح مرة أخرى...، لا يعلم أن تلك الجروح لازالت على قيد الحياه لم تلتئم بعد..

حثه مؤمن على إكمال حديثه: كمل يا عم عثمان .. لما كنت بتعذب واتجلد علشان أكون عبرة لمن لا يعتبر...مفيش مشكله الموضوع بقى عادي

تنهد عثمان بحزن: للأسف يا مؤمن الشخص دا شافك في كل حالاتك .. ضعفك، وحزنك، وقوتك كمان وأظن إن الشخص ده ليه إيد في إنك تكمل تعليمك بمستوى عالي .. وفضل على الحال ده السنين إللي قعدتهم في الأحداث  

حديثه هذا آثار إستغراب مؤمن كثيرًا، جال بعقله النمر ليسأله بإستغراب: طب الشخص دا شكله أيه .. يعني وصفه
عثمان بأسف: دا بقى إللي غريب يا مؤمن... لأن الشخص دا كان ملثم
نزلت الكلمات عليه كالصاعقه... ملثم..!!، من المؤكد والواضح أن هذا الشخص ليس "محمد الخطيب"
فهذا الجبان قد فعل فعلته ودمر حياته ثم فر هاربًا إلى خارج البلاد
لكن هذا الشخص يعرفه جيدًا ويعرف تفاصيل حياته وأسراره
والمرشح الأول هو ... النمر
لكن من هو النمر من الأساس..؟!

نطق بحيره: طب متعرفش أي حاجه عنه، ولا لمحت أي حاجه غريبه .. وإزاي سكت لغاية دلوقتي ومقولتليش على حاجه مهمه زي دي

عثمان: هو كان نفس طولك كدا أو أقصر شويه، بس لا كان شعره باين ولا أي معالم من وشه باينه.. ألا عينه وكانت سمره..
أنا حاولت كتير أعرف عنه أي حاجه يا مؤمن .. أو هو مين لما لقيته مركز معاك وعينه عليك
بس للأسف مقدرتش أعرف حاجه
وليه مقولتلكش من زمان ... فدا علشان كنت لسه طفل وبعد كدا خرجت من الأحداث للسجن وبعدين شوفت الذل على ما كونت نفسك... فمكانش الكلام ده وقته
واستنيت لما تكبر وتشد حيلك.. وخلاف كدا الموضوع راح عن بالي يا ابني بس لما كنت بقلب في دفاتري إفتكرت فقولت لازم أقولك
ممكن الموضوع يهمك ويفيدك

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن