الفصل السابع والثلاثون "37"

4.9K 207 38
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

الفصل السابع والثلاثون "37"

رواية "الصمت الباكي"

= وآآآهـٍ لو تعلمين كم تُعاني جُثة لفظتها كل أحضان الدنيا وكأنها خُرقة بالية لا حق لها بالحياة، مُتيقن أن ذات يوم ستفتح لي الأرض أحضانها مُرحبة ومُهللة بوجهي...
تستكثرين عليّ ما أنا به الآن، أو تعلمين كيف مرت تلك الأيام الخوالي..
دائمًا ما كنت فقير الحظ، وما أنا به الآن أعلم أن يدًا خفية رتبت له ... وسأدفع الثمن غاليًا .. مهلًا فأنا قد دفعته مُسبقًا وهل يوجد ما هو أسوأ من الماضي؟!..

أنا لست سيء، بالفعل كنت ذاهبًا لطريق السوء لكنِ عُدت أدراجي مرة أخرى لأجله، لكن هو لم يفِ بوعده وتركتي وحيدًا ...
بل أنتَ عاشق الظلام عزيزي مؤمن!!
وكيف لا أعشقه وقد عاهد على عدم تَركي عندما تركني الجميع، كيف لا أكون وفيًا له بعد أن قطعنا وعدًا سويًا؟! مؤمن لم يكن خائنًا يومًا ما...؟!

_ ارتفعت أنامله نحوها ليجذبها إليه ويحصرها بداخل دائرته، ليظل ينظر إليها نظرات مُبهمة مليئة بالشفرات التي لم تتعلم فكها..
شعرت بيده تتسلل أسفل حجابها حتى استقرت على رابطة شعرها ليجذبها برفق ويحل وثاقه، ليسقط على ظهرها ثم نزع حجابها وابعده عنها ...

وظلت هي بين أمواج الحيرة التي تبتلعها من أفعاله، وعدم القُدرة على تحمُل هذا العبث على أوتار مشاعرها .. تتلاطمها أمواجه بين مدٍ وجذر..!
شعورٌ ليس له إلًا ولا ذمة ما أشعر به الآن!
عُرفت بالعقل والرزانه، وبعمرها ما اشتعلت مشاعر لها سوى مشاعر الأمومة نحو "يزيد" لكن معه يتبخر العقل الذي يزجرها بأن تتراجع، ويُحذرها بأنها ستحترق كمدًا بنيران خذلانها...
لكن قلبها الوغد يتصارع معه بهذا السجال الشرس ...
بينما العشق يُقاوم بضراوة في وديّان روحها..

_ ابتلعت ريقها بصعوبة محاولة التحكم في تلك العاطفة الحارقة التي تفجرت داخلها من بين بقاع الكِتمان..
فما هذا الذي تفعله بحق الله، العبث على أوتار مشاعرها بجدارة ..

مرر أصابعه بين سلاسل خصلاتها ثم جمعهم خلف أذنها، لينحني نحو أذنها وهمس ببطء: خايفة ليه، أقولك على سر؟!..

نظرت له بتِيهة وتندى جبينها بحبات العرق الباردة من هذا القُرب، والشوق يكوي جنبات روحها، ناضلت بضعف لتُبعده عنها وتبتعد عنه لكن هيهات فقد إلتصق بروحها قبل جسدها..

_ قالت بهمس ضعيف لا تعلم إن كان خرج من بين ثنايا الحناجر أم أنه حُبس بداخلها: أبعد .. بالله عليك.

قالت جملتها الأخيرة بترجي ليقينها أنها ستنهار بالقليل منه وهذا حال المُغترب بصحراء العشق، يسير مُتخبطًا مُتعثرًا وسراب الماء يخدعه ..

انخفضت يده لمنتصف ظهرها جعلها تقوس فقراتها... جذبها إليه أكثر ليجعل فكاكها منه مستحيلًا ..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن