إقتباس الفصل 39.
مطرٌ خفيف كالبكاء يرشُق الأرضية المرصوفة بالحجارة، أوشكت الشمس على المغيب والسماء تُرحب بالظلام الذي يسعى إليها، فركت كفيها تستدعي الدِفء إليها بعدما اشتدت قبضتها على تلك القطعة الخشبية الصغيرة والتي عثرت عليها بالحديقة صباحًا..
وقفت على إحدى الأرصفة تنتظر السيارة التي ستقلها للقصر بمثل هذا الجو المُغيم وقد بدأ القلق والخوف يستبد بها فخروجها يعني إحتمال عدم عودتها واستهلال تلك المُهمة التي حُكمت عليها.
انتابها شعور مزعج يُحدثها بأن هذا اليوم هو اليوم المنشود ظلت تلتفت حولها وتتأمل المُحيط بأعين شاخصة، ولم تشعر بتلك السيارة السوداء التي اقتربت منها حتى توقفت أمامها..
وفجأة شعرت بيدٍ تجتذبها بقوة، أوشكت على الصراخ وهي تتحرك بعنف لتُفلت نفسها لكن عاد صدى صوتها بداخلها وأُجبرت على إبتلاع صراخها عندما كبلت تلك اليد القوية فمها واخترقت تلك الرائحة المألوفة لها أنفها، لترتخي أعصابها على الفور وتسقط في دوامة شديدة إلتقفتها داخلها مُتخبطة بجنباتها..
تراخت ذراعيها لتسقط تلك القطعة الخشبية من بين راحتها مُصتدمة بماء المطر الذي شرع بالتكاثف.
داخلها يستغيث، وسؤال واحد يتردد بروحها، متى ستتخلص من هذا العذاب، ومتى ستخرج من تلك البؤرة العميقة والمُعتمة..؟
أم أن الخلاص شيئًا مستحيلًا، لم يُكتب لها سوى بالهلاك؟!يُتبع..
الصمت الباكي..
سارة نيل ..الفصل هينزل بكرا إن شاء الله.