بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاةالفصل الواحد والخمسون "51" ج [1]
"عـَسـبـرة - عروق قلبي"-هنعمل أيه؟!
تسائلت وهو يضعها من بين يديه ويجعلها تستند على صدره، ويده الحُره تكشف عن شيئًا ما..
أجابها بهدوء:-
هتعرفي دلوقتي.كشف عن هذا الشيء لتتطلع إليه بفضول فلم يكن سوى دراجة نارية حديثة الطراز، يبدو أن لديه شغف شديد تجاههم.
نظرت إليه بتسائل فحملها برفق ووضعها على الجهة الخلفية من الدراجة وصعد هو أمامها، وأردف وهو يستعد للإنطلاق:-
-إمسكِ كويس، المكان هنا بيكون هادي وخالي وفي طُرق كتيرة بين الزرع والأراضي، مش إنتِ مخنوقة وعايزة تشمي هوا إستعدي بقى.توسعت أعينها بذعر وقالت بأنفاس هادرة:-
-يا لهووي كنت عايزة أخرج برا بس شوية، البتاع ده أنا بخاف منه ... لا لا نزلني بالله عليك.ترعرعت إبتسامة خبيثة على جانب ثغره وضغط بقدمه على المُحرك ليصدر عنه صوتًا بث الرعب بقلبها ليقول:-
-ألااا إنتِ بتخافي من حاجة يا عسبرة دا أنا كنت فاكرك هيرو أخر حاجة يا خيبة ظني فيكِ ... إجمدي وإمسكي كويس همشي.تنفست ببطء وابتلعت لُعابها قابضة على طرف قميصه من الخلف ليصدر عنها صرخة قوية حينما انطلق بسرعة نحو طريقٌ بين الأشجار والحقول، اندفعت للأمام وتمسكت به تلُف ذراعيها حول خصره بأطراف مُتشنجة خوفًا.
زاد من سرعته حينما رأي تشبثها به الذي إزداد كلما تقدمت السرعة، صاحت برعب:-
-لااااااا ... الله يخليك نزلنيييييي .. طب هدي السرعة أنا بخاف جدًا لاااااااااااااا.خفق قلبها بجنون وصرخت وهي تقترب أكثر تضمه من ظهره بقوة متمسكة به:-
-بالله تنزلني أنا دوخت أووي وحاسة إن هقع .. أيوا أيوا أنا هقع لأن بخاف من كل الحاجات دي..
تعرف أنا الطفلة الوحيدة إللي عمري ما تمنيت تروح الملاهي لأن بخاف أوي منها على الرغم من إني من جوايا كطفلة نفسي جدًا أروح.قالت وقد بدأت نبرتها تخفت وكلماتها الأخيرة صُبغت بالحزن، ثبط من سرعته حينما شعر بذراعيها تتراخى من حوله فأصبحت السرعة هادئة ونسمات الهواء العليلة المُختلطة برائحة الطبيعة تداعب خصلاتها البُندقية لتجعلها تُطلق العنان لحريتها وتتطاير.
هدأت حينما شعرت بالسرعة قد خفت، فقال "مؤمن" بهدوء:-
-لما قولتي إن نفسك تجري وتطنطي وسط الطبيعة فكرت في الفكرة دي وإن ممكن تفيدك لغاية ما تتحسني وتمشي بس مكونتش أعرف أنك بتخافي.انصاعت كافة حواسها لحديثه وتولد الهدوء والأمان بربيع قلبها لكنها انتبهت لوضعيتها وكيف تعانقه دون حواجز حاولت الإبتعاد لكن لم تستطع... لا تعلم ألم تستطيع لخوفها أم لأن قلبها يصرخ بضمه إلى الملانهاية ويريد البقاء داخل حصونة الدافئة.