الفصل الرابع والعشرون

4.9K 188 114
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاه

"الخَيَّبه التي تظن أننا نسيانها تعود بعد زمن على هيئة بكاء بلا سبب أو ضيق أو حزن أو وَحشه بلا توقيت، النسيان لا يأتي كاملًا أبدًا" ....

"الصمت الباكي"
"الفصل الرابع والعشرون"

_ الألم ما زال طازجًا وكأن لم يمر عليه السنون، ما زال ينزف إلى الآن وقد وشِمت الألآم على قلبه ..
فكيف لأمٍ لم ترى ولدها عشرون عامًا وتتلهف للمس أكتافه فقط بأن تتحمل وتُداوي جروحه وُتفتت ألآمه..
ولدها الحبيب الذي راح ضحية لعبة قذرة تركت ندوب وجروح عميقة..
تهرول بجنون گ إمرأة فقدت عقلها للتو...
نعم يا سادة فقد رأت بأُم عينيها نورها و.... مؤمن القلب

طرقت الباب بقوة شديدة أفزعت ساكِنيه ..
وتصرخ بألم وبكاء: افتحوا الباب ... أفتحوا الباب
هرع من في الداخل لفتح الباب سريعًا: يا ساتر يارب .. خير يا ست جميله، مالك كدا، تعالي يا أختي إدخلي
ثم اسندتها للداخل برفق..
تفوهت جميله ببكاء يقطع نياط القلوب: عمي عثمان فين ... عايزاه ... ثم تعلقت أنظارها ب "أم إبراهيم"
قائله برجاء: هو كان هنا صح... هما بيقولوا إنه عارف عمي عثمان وكان عنده .. صح .. هو كان هنا..؟

عقدت "أم إبراهيم" حاجبيها بإستغراب وقالت: طب إقعدي بس وقوليلي مين ده... وإهدي كدا يا ست جميله وفهميني وكل حاجه هتتحل ..
جميله بصراخ: أنا مش جايه أقعد ... فين عمي عثمان

صدع صوت من خلفها بنبرة خافتة: أنا هنا يا ست جميله ... خير يا بنتي مالك...

اسرعت إليه تجثوا تقبل يده بلهفة قائلة بكلمات غير مترابطة: مكانه فين، هو كان هنا صح، هما بيقولوا كدا

سحب عثمان يده سريعًا مستغفرًا، وتحدث بعدم فهم: إهدي يا بنتي بس ... وفهميني قصدك على مين ..

_ صرخت بوجع وألم: مؤمن ...مؤمن إبني كان هنا، وأنا شوفته قدام العطارة ... صح هو مؤمن إبني، قلبي ميكدبش عليا وكمان هو نسخه من أبوه الله يرحمه
إرحموني وقولولي مكان إبني...

هنا بدأ العم عثمان يدرك الأمر، وبداخله يتعجب من القدر، فمع العلم أن مؤمن يأتي من فترة جيدة هنا وجميله تقطن بذلك الحي من الأمد البعيد إلا أن لم يكتب الله اللقاء إلا اليوم..
قال بهدوء سائلًا ليقطع الشك باليقين: قصدك مؤمن الصياد..؟!
شهقت بلهفة: أيواا هو... مؤمن قاسم الصياد
ابتسم العم عثمان برفق قائلًا برفق: طب إهدي بس وإقعدي نتكلم شويه يا ست جميله..

جلست على مضض متلهفة لسماع أي شيء عنه وجلس العم عثمان مقابلها..
وتحدث بهدوء: بصي يا بنتي علشان تكوني على نور وأوضحلك حاجه، فعلًا إللي كان هنا هو مؤمن الصياد بس مش هو نفسه مؤمن الطفل إللي إنتي فكراه

تعجبت من حديثه، فتسائلت بعدم فهم: يعني أيه مش فاهمة!!
تشدق عثمان بالحديث الثقيل على قلبه والذي سيكون ثقيلًا عليها أيضًا: مؤمن اتغير كتير يا بنتي.. يعني بقى حد تاني مختلف تمامًا، وطبعًا معذور من إللي شافه
مؤمن شاف العذاب والذل ألوان ... ودا كله مكانش حاجه جمب وجعه منك لما إنتي إتخليتي عنه، ووصلتيه للأحداث ولا كلفتي نفسك إنك حتى تروحي تشوفيه ولو لمرة واحده... أنا الوحيد الشاهد على إللي حصل لمؤمن، أنا الوحيد الشاهد على عذابه ووجعه ومكونتش بقدر أعمل أيه حاجه ألا بعد كل وصلة تعذيب ووصلة كهربا أخده في حضني وأدفيه...
ليه عملتي كدا يا بنتي، كان ممكن تنقذيه..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن