الفصل السابع والأربعون "47"

4.2K 188 37
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

الفصل السابع والأربعون "47"
-"إثارة مشاعر"-

¤ صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظُلماته، ويرد الشيخ إلى شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة ويسري عن النفس همومها .. وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنه ويسره كأنها ترقص لقدوم الصباح.
استيقظت على صوت زقزقة العصافير القريبة من الشُرفة والتي تُحدث في النفس تفائل وسعادة لا مثيل لها.

اعتدلت بحذر من الفراش وهي تُدرك أنّها غاصت في نومٍ عميق، التفتت تبحث عنه لكن لم تجده مثل أمس، وضعت الحجاب المجاور لها على رأسها وأحكمت زمام ملابسها..
اخترق أسماعها طرقات رقيقة على الباب لتسمح للطارق بالدخول..

كانت الطبيبة وخلفها المُمرضة 'ومؤمن' الذي يبدوا عليه أنه لم يُغمض له جفن.
_ صباح الخير يا أسوة.
_ قالت بوِد:-
صباح النور يا دكتورة.
_ قالت الطبيبة وهي تقترب تفحصها:-
سمعت إن إنتِ زهقتي مننا وعايزة تخرجي.
_ أماءت "أسوة" رأسها بإيجاب، وقالت وهي تنظر لـِ "مؤمن" الواقف بأحد الزوايا:-
أيوا فعلًا بتخنق منها، ومش بحب دخولها بأي شكل من الأشكال.
_ رددت الطبيبة وهي تفصل الإبرة من يدها:-
مع العلم إنك في صيدلة ومجالك هيبقى مرتبط بالمستشفى.
_ تألمت وصدرت عنها آنّة خافتة، وقالت وهي تقف لا تستطيع القعود:-
مش شرط الصيدلة ترتبط بالمستشفيات، الصيدلة لها مجالات كتيرة وواسعة جدًا بتبقى بقى على حسب ميول الدارس.
_ الطبيبة:-
أمم الله يوفقك، المهم مؤمن باشا مضى على أذن للخروج وهتكملي علاجك بالبيت بس اهتمي بقى بنفسك كدا وهاتيجي أشوف الجرح وأفك الغرز، تمام ..

_ لم تدرِ كيف علم بهذا ولماذا فعل هذا رغم ما قالت من كلمات مؤذية له لكنها لم تبالي، وقالت بفرحة داخلية لخروجها من هذا الكبو:-
تمام .

وجاءت لتقف لكنها شعرت بدوار شديد يهاجم رأسها ومالت على وشك السقوط لكن كان ذراعيّ "مؤمن" دعامة لها أحالت بينها وبين الأرض، وهسهس بلهفة كانت مثل الشمس جلية:-
حاسبي .. إنتِ كويسة.

_ تعلقت بثيابه تدعم إتزانها المهدور، وقالت بضعف:-
أنا دايخه وحاسه أنّ مش متزنة.
_ أجابت الطبيبة تقول:-
دا طبيعي يا أسوة إنتِ خارجه من عملية وصدمة شديدة بالإضافة إنك فقدتي دم بردوه ..
هتفضلي شوية كدا لغاية ما ترجعي لطبيعتك، بس هتتغذي كويس وتريحي أعصابك وجسمك..
ودلوقتي هسحب عينة دم منك علشان نحللك تحليل شامل كإجراء نهائي للإطمئنان وهنبقى نبلغكم بالنتيجة.

_ وفور أنّ سمعت عينة دم عبس وجهها وتحركت تلقائيًا خلف "مؤمن"، وقالت بذعر:-
لا أنا كويسة جدًا مش محتاجة وأنا أصلًا محلله السنة إللي فاتت .. أنا كويسة..

_ ابتسمت الطبيبة، وقالت بمرح:-
الله دا إنتِ شكلك بتخافي من سحب الدم كمان، لا اجمدي كدا لازم تحللي علشان نطمن ..
وأكملت وهي تجهز أحد الإبر:-
يلا اكشفي دراعك وصدقيني مش هتحسي بحاجة الموضوع بسيط مش مستاهل..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن