# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاةرواية "الصمت الباكي"
الفصل الخامس والثلاثون "35"
"ملكة على عرش الصياد"= وقفت تنظر إليه بتعجب، ظنت أنها قابلته مرةً وإنتهى الأمر لكن ها هو يقف أمامها من جديد ..
ما بال الحزن ينسج شباكه على عالمي ويزيدها ضبابية وقتامة ... فهكذا الحزن داءٌ كالسُم ينتشر كالبرق في ثنايا الروح ليحرقها بلا رحمة._ سارت بثبات حتى وقفت أمامه، ورغمًا عنها اهتز داخلها خوفًا من أن تكون مؤامرة حِيكت ضدها مرةً أخرى..
نطق أخيرًا وعيناه تجوب ملامحها: طبعًا مستغربة إنك شوفتيني مرة تانية ... بس متقلقيش مش هو نفسه الموضوع إللي عايزك فيه .. المرة دي عايزك في موضوع تاني .. موضوع شخصي ..
_ طالعته أسوة بشك، وتربصت لما سيقوله لكنها لم تنتظر وتسائلت بتعجب: موضوع أيه يا حضرة الضابط، مفيش أي مواضيع شخصية بيني وبينك.
_ قال عاصم بهدوء وهو بالكاد يتمالك أعصابه: الموضوع يطول شرحه يا أسوة .. ممكن نقعد في مكان نتكلم واشرحلك كل حاجة..
_ احتضنت "أسوة" حقيبتها كـ ردة فعل وانكمشت على ذاتها، واستنكرت ما قاله بقولها: أنا معرفش حضرتك، وآسفه مش هقعد مع حد غريب.
_ عاصم بنفاذ صبر: متقلقيش يا أسوة إنتِ بعمر بنتي، وهنقعد نتكلم في مكان عام.
وعندما ذكر لقب ابنته برِقت عيناه وشعور يحُفه وحقيقةً لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك ..
بينما شعرت "أسوة" ببعض الحنين ينسج بداخلها شعور بالشوق لوالدها ..
أيُعقل أن يكون لها نصيب ذات يوم وتعثر على والديها!؟
بل يُعقل انهم مازالوا على قيد الحياة من الأساس..= استجابت لرغبته على مضض، وسارت معه إلى أحد الحدائق العامة ... جلسا معًا وكلاهما بوادٍ أخر ..
بدأ "عاصم" بسرد حروفه لها وألقى على مسامعها ما يخُص ابنته التي اختفت منذُ ولادتها، والسبب الذي جعله يشك بأنها من المُحتمل أن تكون هي ابنته المفقودة..
= وبهذا الاثناء كانت تتوارد على "أسوة" شتى المشاعر .. الصدمة، وعدم التصديق، والأمل، والحُزن عليه...
لكنها تماسكت ذاتها لئلا تتشبث بأمل كاذب وتُصاب بالخيبة في نهاية الأمر.أجابته بعقلانية يحسدها عليها الكثير: يعني حضرتك بنيت شكوك واعتقادك لمجرد إنِ اتولدت في نفس المستشفى ونفس اليوم إللي اتولدت فيه بنت حضرتك.
_ أُعجب "عاصم" برزانتها وحِنكتها، وأجاب: ومتنسيش إنك تبقي بنت الخطيب .. ودا أكبر وألد عدو ليا شخصيًا ومجرم هارب من العداله وممكن يعمل أي حاجة ..
_ تعلم بسريرة نفسها وبإقرار الخطيب نفسه أنها ليست ابنته وليس هو بوالدها، لكن هذا لا يُثبت أيضًا أنها ابنة هذا الرجل "عاصم الشامي"