# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاه《 عثرات الحياه ليست ضدك، بل هي لأجلك لتعي ما هي الحياه، لتفهم مواقف لم تكن تفهمها، لترى أشياء لم تكن تراها 》...☘
"الصمت الباكي"
.."الفصل السادس عشر"..
ظلت تشق الأرض ذهابًا وإيابًا وداخلها يرتعش من الخوف، فقد أدركت أنه سيتم القضاء عليها لا محاله وهذه المره ليست كسابقيها، فقد صكت والدته على فرمان عذابها وجحيمها...
لن يرحمها هذه المره؛ وقد يأس عقلها لإيجاد خطه للهروب منه ولم تجد حل أسلم من مواجهته
لكن السؤال الأهم ...
كيف ستواجهه بلسانها العاجز هذا..؟!انفتح باب الغرفه بقوه أفزعتها... فهو لا يكون بصالح إذا تركها أكثر من هذا..
ليُشرف عليها بجسده وقد اجتمعت شرور العالم داخل عينيه وعروق رقبته تنفر من الغضب بسسب الدماء التي تغلي بداخلها ...
منظره هذا كفيل ببث الرعب بداخلها وإنهائها..ظلت تتراجع للخلف وتهز رأسها ب"لا" بهستريه وقد أخذت الدموع مجراها ..
لتشير إليه بيدها وتضغط على صدرها وتهمهم بكلمات غير مفهومه ..ليتحدث بلهجه يملؤها الغضب: أعمل فيكي أيه دلوقتي؟ .. كان عندي أمل إن أمي تنكر إن إنتي إللي عملتي كدا ... لكن دلوقتي معدتش لاقي ليكي حجه تنقذك من بين إيديا ..
لترد عليه هي بالمقابل بهز رأسها وهمهماتها المُعجمه، فلا تملك شيء غير هذا ...لكن ما جعل قلبه يقع صريعًا وينشطر من الحزن....
حينما إنزوت بزاوية الغرفه وتكومت على نفسها ووضعت يديها على وجهها تاره وعلى أذنيها تارة أخرى برعب جام... فقد جعلها مريضه بالخوف
ليأتي بمخيلتها فورًا الظلام الدامس التي وُضِعت به وخُيلَ إليها أنه سيأخذها ليتركها بالظلام إلى أن تبرح روحها من جسدها
هي لا تخاف من الأذى الجسدي بقدر رُعبها وزعرها من الظلام
تتمنى أن لو يوجد بجانبها أحد يُطمئنها ويأخذها بداخل أحضانه ويا حبذا لو كان والدها الحبيب، فمن بعده لا أحد ..
لو كان متواجد لما سمح بحدوث هذا كله، لكن هذا الوحش الكاسر الذي أمامها سيرسلها إلى والدها، ولم يستطع عقلها تصوير ما سيفعله بها ..
لكن ما حدث بعد هذا جعل الموازين تنقلب رأسًا على عقب وجعلها في حالة صدمه أشد لا تستطيع إستيعاب ما يحدث...!فقد جذبها صالح داخل أحضانه ليحتضنها بقوه وحمايه، ظلت متجمده لكنها لم تنظر كثيرًا ورفعت زراعيها لتشتد بهما عليه لتحتضنه بقوه وتغرق بين أحضانه باكيه بشده، فلا مفر منه إلا إليه، لتحتمي منه به...
ليظل يربت على ظهرها ويمسد على رأسها بحنان لا يعلم من أين تفجر..! ولا يعلم سببه
فهو لم يستطع رؤيتها بهذا الضعف ابدًا، وهمهماتها التي وقعت على قلبه لتذبحه وتكشف له حقيقه كان عقله يُخبره بها دائمًا لكنه كان يُغلق أسماعه، فهذه الفتاه ليست إلا فتاه ضعيفه لا تستطيع فعل شيء
أوقعها حظها العاثر معه بطريقة ما، فمن المستحيل أن يُخدع ببرائتها ... ومن المستحيل أن تتصنع كم البراءه هذه ... فلا أحد يستطيع أن يُتقن هذا الدور بهذه البراعه..
حاول إخراج صوته جامدًا حاد لكن رغمًا عنه خرج حانيًا: إهدي... مفيش حاجه هتحصل، متخافيش أنا مش هعمل فيكي حاجه
ثم حاول إبعادها لرؤية وجهها لكنها فجرت صدمته وقضت على الباقي من عقله عندما ظلت متمسكه به بقوه متشبثه تأبى الإبتعاد..