امضت فاتن الفسحة الفاصلة بين حصة الاستاذة صباح و حصة الاستاذة علي شاردة الذهن تفكر فيما يتوجب عليها فعله ..
هب تعتذر عما بدر منها أم تتمسك في موقفها و تنسحب من حصصه ؟
كان الوضع يزيد سوءا مع وشوشات الطلبة و همساتهم و قهقاهتهم من حولها ..
فأخذت افكارها تتخبط بين ما دار بينها و بين نويل ليلة البارحة ..
أيعقل ان يكون هذا الغضب اتجاه الاستاذ علي نابعا من غضبا على والدها ؟لم تتسنى لها الفرصة الكافية للاجابة على الاسئلة ، فقد ذخل الاستاذ علي ..
باسما فرحا منشرحا كعادته ..
ذخل فريد منحني الراس خجلا مرتبكا و اتجه نحو مكتب الاستاذ ويهمس له ببضعة كلمات بشفتين مرتجفتين ،
اومئ الاستاذ علي برأسه و طلب منه الجلوس مكانه ،
نكزتها نويل من الجانب و هي تقول بوجس :
" يجب ان تعتذري ايضا "
سأعتذر فأنا المذنبة ، انا من تعمدت التشويش على الدرس و مقاطعته ، و لا حق لي في ذلك ابدا ..
أجل سوف أعتذر دراستي أهم من هذه الخزعبلة
قررت فاتن ذلك في نفسها ثم
نهضت من مكانها و دون ان تبرحه جمدت مكانها ممسكة بكلتا يديها حافة الطاولة :
نظر الاستاذ علي نحوها كما فعل معظم الطلبة
" أجل انسة فاتن ! "
ضاعت افكارها و تشتت في ارجاء الفصل و ضاعت معها الرغبة في الاعتذار و الشعور بالذنب .
لتكتفي بحمل حقيبتها و الخروج من الفصل دون ان تنطق بحرف ،
" ليتحمل كل منكم مسؤوليته " قال بنبرة لا تدل على الاكثرات مضيفا الرسوم البيانية ، الصفحة ستة وسبعون "
********
" ماما " ندهت فاتن فور ذخولها للبيت ..
وضعت حقيبها ارضا و اتجهت نحو المطبخ اين تقضي والدتها معظم اوقاتها ، لتجدها جالسة فوق الكرسي الخشبي المقابل للنافذة تقوم بتدليك العجين و دهنه بالزبدة .
" عدتي باكرا "
" تغيب الاستاذ عن موعد.الحصة "
" لا بد انك جائعة ! "
" قليلا "
" اجلسي هنا " نهضت من مكانها مفسحة لها المجال بعد ان غطت العجين و تركته جانبا يستريح
وضعت الشاي فوق النار و اخرجت قطع جبن و طماطم و خيار و خبز لا يزال ساخن ملفوف ذاخل منديل اصفر مطرز و زيت زيتون منقوع في ريحان و اعشاب اخرى ..
أنت تقرأ
حب متمرد
Romance" كان ليلتها رجلا مختلفا عن الأستاذ الصارم الذي يكون معنا عليه .. إبتسامته كانت دافئة ، و كلماته صادقة و معبرة ، أما نبرته فقد أضحت نبرة جميلة .. رنانة كلحن موسيقي ، تراقصت نبضات قلبي عليه .. و لأول مرة تمنيت أن تتمدد الدقائق لساعات و الساعات لأيا...