الفصل السادس : الصورة

411 27 7
                                    

امضت فاتن الفسحة الفاصلة بين حصة الاستاذة صباح و حصة الاستاذة علي شاردة الذهن تفكر فيما يتوجب عليها فعله ..

هب تعتذر  عما بدر منها  أم تتمسك في موقفها و تنسحب من حصصه ؟

كان الوضع  يزيد سوءا مع وشوشات الطلبة و همساتهم و قهقاهتهم  من حولها ..

فأخذت افكارها تتخبط  بين ما دار بينها و بين نويل ليلة البارحة ..
أيعقل ان يكون هذا  الغضب اتجاه الاستاذ علي نابعا من  غضبا على والدها ؟

لم  تتسنى لها الفرصة الكافية للاجابة على الاسئلة ، فقد  ذخل الاستاذ علي ..

باسما فرحا منشرحا كعادته ..

ذخل فريد منحني الراس خجلا مرتبكا و اتجه نحو مكتب الاستاذ ويهمس له ببضعة كلمات بشفتين مرتجفتين ،

اومئ الاستاذ علي برأسه و طلب منه الجلوس مكانه ،

 نكزتها نويل من الجانب و هي تقول بوجس :

" يجب ان تعتذري ايضا "

سأعتذر فأنا المذنبة ،  انا من تعمدت التشويش على الدرس و مقاطعته ،  و لا حق لي في ذلك ابدا ..

أجل سوف أعتذر دراستي أهم من هذه الخزعبلة 

قررت فاتن ذلك في نفسها ثم

نهضت من مكانها و دون ان تبرحه جمدت مكانها ممسكة بكلتا يديها حافة الطاولة :

نظر الاستاذ علي نحوها  كما فعل معظم الطلبة 

" أجل انسة فاتن ! "

ضاعت افكارها و تشتت في ارجاء الفصل و ضاعت معها الرغبة في الاعتذار و الشعور بالذنب .

لتكتفي بحمل حقيبتها و الخروج من الفصل دون ان تنطق بحرف ،

" ليتحمل كل منكم مسؤوليته " قال بنبرة لا تدل على الاكثرات مضيفا   الرسوم البيانية  ، الصفحة ستة وسبعون "

********

" ماما "  ندهت فاتن فور ذخولها للبيت ..

وضعت حقيبها ارضا و اتجهت نحو المطبخ اين تقضي والدتها معظم اوقاتها ، لتجدها جالسة فوق الكرسي الخشبي المقابل للنافذة تقوم بتدليك العجين و دهنه بالزبدة .

" عدتي باكرا "

" تغيب الاستاذ عن  موعد.الحصة "

" لا بد انك جائعة ! "

" قليلا "

" اجلسي هنا  " نهضت من مكانها مفسحة لها المجال بعد ان غطت العجين و تركته جانبا يستريح 

وضعت الشاي فوق النار و اخرجت قطع جبن و طماطم و خيار و خبز لا يزال ساخن ملفوف ذاخل منديل اصفر مطرز و زيت زيتون منقوع في ريحان و اعشاب اخرى ..

حب متمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن