و لما عادت فاتن لغرفتها بعد ان طلب منها هو ذلك معللا بان المرضى لا يسهرون و بما انه في مقام والدها سيحرص على ان تحصل على القدر الكافي من النوم والراحة
فنهضت من امامه دون ان تنس بحرف تفكر في سخافة ما تفوه به
و ارتمت فوق سريرها بعد ان اخرجته من تحته قصصا مصورة تعاود قراءتها بعد ان هرب النوم من عيونها
و ظلت تقلب الصفحات و تمر بعينيها على الكلمات التي اضحت بدون معنى كخربشات الاطفال
و احست بان عقلها لا يستوعب اي مما تقراه و بانه سارح في كلمات اخرى
كلمات بددت كل امل قد برز في قلبها في وقت ما
واستوت في جلستها تفكر مليا في ما هي مقدمة عليه و صرحت لنفسها و قد انكمش قلبها و جزع قد
بانها يجب ان تحتفظ بما تشعر به لنفسها ولا تحاول ابدا استغلال احسانه و طيبته لصالحها .. لانه كان صريحا و واضحا عندما اخبرها بانه سيقوم مقام المسؤول عليها كونها امانة لديه كما أنه من الواضح ايضا انه غير مهتم اطلاقا بالفتيات المشاغبات و مفتعلات المشاكل و لا بد ان صورتها الشقية محفورة في عقله .. و لا تعتقد أبدا أنه قد ينجذب لفتاة في سنها أو في مثل سلوكها ..
و لذلك يجب ان تحرص على ان تبقى علاقتها معه جيدة و ذلك بان تكون مطيعة و مهذبة و الا تقوم باي فعل قد يحرجه اويخجله وأن تكون ممتنة له دائما ..
و عقدت العزم على ان تلتزم بما قررته فمن الدنيئ ان تخرب نظام حياته فقط لانه اراد مساعدتها و عطف عليها و انتشلها من جحيم جدها
و لما استيقظت صباحا كانت قرراتها قد ترسخت ارتساخا تاما ذاخل عقلها اذ فور انفتاح جفنيها برزت الافكار امام عينيها كالشريط تذكرها بما هي ملزمة به
و لما خرجت من غرفتها كان الوقت ظهرا و لم يكن علي بالبيت لكنه ترك طعام الافطار من اجلها مرفقا بملاحظة صغيرة بقول فيها :
" سأتاخر في العودة ، ستجدين مبلغا من المال في الدرج العلوي قرب التلفاز .. "
و أمضت العشية تننتظر لعل عمله ينتهي ابكر مما توقع ..
و لما طال بها الانتظار نهضت تدير رقم نادية تطلبها للمجيئ اليها ..
و ما هي الا لحظات حتى لبت الطلب و انتصبت امام بابها ..
فجلستا معا في الشرفة يحتسيان الشاي و يزيلا شوق الايام الخوالي التي قضينها في الحديث و الضحك و اللهو و بدتا كمسنتيين هدتهما الحياة فجلستا يتذكران ايام الصبا و الشباب ...
_ كيف هي حياة المتزوجين اذن ؟ سألت نادية ..
_ انها رائعة ..
_ لا اريد احباطك لكن دعاء كانت تقول الامر ذاته و هي الان على مشارف الطلاق ..
_ الطلاق ؟ تطلق من ؟ أحمد ؟ لا إنني لا أصدقك !
أنت تقرأ
حب متمرد
Romance" كان ليلتها رجلا مختلفا عن الأستاذ الصارم الذي يكون معنا عليه .. إبتسامته كانت دافئة ، و كلماته صادقة و معبرة ، أما نبرته فقد أضحت نبرة جميلة .. رنانة كلحن موسيقي ، تراقصت نبضات قلبي عليه .. و لأول مرة تمنيت أن تتمدد الدقائق لساعات و الساعات لأيا...