لينا !

259 20 5
                                    

و لما عادت فاتن لغرفتها بعد ان طلب منها هو ذلك معللا بان المرضى لا يسهرون و بما انه في مقام والدها سيحرص على ان تحصل على القدر الكافي من النوم  والراحة 

فنهضت من امامه  دون ان تنس بحرف تفكر في سخافة ما تفوه به 

و ارتمت  فوق سريرها بعد ان اخرجته من تحته  قصصا مصورة  تعاود قراءتها  بعد ان هرب النوم من عيونها 

و ظلت تقلب الصفحات و تمر بعينيها على الكلمات التي اضحت بدون معنى كخربشات الاطفال 

و احست بان عقلها لا يستوعب اي مما تقراه و بانه سارح في كلمات اخرى  

 كلمات بددت كل امل قد برز في قلبها في  وقت  ما 

واستوت في جلستها تفكر مليا في ما هي مقدمة عليه و صرحت لنفسها  و قد انكمش قلبها و جزع  قد 

بانها يجب ان تحتفظ  بما تشعر به لنفسها  ولا تحاول ابدا استغلال احسانه و طيبته لصالحها .. لانه كان صريحا و واضحا عندما اخبرها بانه سيقوم مقام المسؤول عليها كونها امانة لديه كما أنه من الواضح ايضا انه غير مهتم اطلاقا بالفتيات المشاغبات و مفتعلات المشاكل و لا بد ان صورتها الشقية محفورة في عقله .. و لا تعتقد أبدا أنه قد ينجذب لفتاة في سنها أو في مثل سلوكها ..

و لذلك يجب ان تحرص على ان تبقى علاقتها معه جيدة و ذلك بان  تكون مطيعة و مهذبة و الا تقوم باي فعل قد يحرجه اويخجله وأن تكون ممتنة له دائما ..

و عقدت العزم على ان تلتزم بما قررته فمن الدنيئ ان تخرب  نظام حياته فقط لانه اراد مساعدتها و عطف عليها و انتشلها من جحيم جدها 

و لما استيقظت صباحا كانت قرراتها قد ترسخت ارتساخا تاما ذاخل عقلها اذ فور انفتاح جفنيها برزت الافكار امام عينيها كالشريط تذكرها بما هي  ملزمة به 

و لما خرجت من غرفتها كان الوقت ظهرا و لم يكن علي بالبيت لكنه ترك طعام الافطار من اجلها مرفقا بملاحظة صغيرة بقول فيها  :

" سأتاخر في العودة  ،  ستجدين مبلغا من المال في الدرج العلوي قرب التلفاز .. "

و أمضت العشية  تننتظر لعل عمله ينتهي ابكر مما توقع ..

و لما طال بها الانتظار  نهضت تدير رقم نادية تطلبها للمجيئ اليها ..

و ما هي الا لحظات حتى  لبت الطلب و انتصبت امام بابها ..

فجلستا معا في الشرفة يحتسيان الشاي  و يزيلا شوق الايام الخوالي التي قضينها في الحديث و الضحك و اللهو و بدتا كمسنتيين هدتهما الحياة فجلستا يتذكران ايام الصبا و  الشباب ...

_ كيف هي حياة المتزوجين اذن ؟  سألت نادية ..

_ انها رائعة  ..

_ لا اريد احباطك لكن دعاء كانت تقول الامر ذاته و هي الان على مشارف الطلاق ..

_ الطلاق ؟ تطلق من ؟ أحمد ؟ لا إنني لا أصدقك !

حب متمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن