ذرع جدها الصالون جيئة و ذهابا بينما جلست هي ووالدتها جنبا الى جنب فوق الكنبة كمتهم ينتظر النطق بالحكم ..
" إن الله ابتلاني بك ، أنت إبتلاء و بلاء و داهية .. "
كان الغضب و الكره و التقبض يخرج من كلماته و ينزل كالسكين على قبل الوالدة الجالسة تستمع لابيها و هو يغمر ابنتها بالسباب و الاهانات و الشتائم دون حول و لا قوة ..
" ماذا سافعل بك هل اقتلك ام اقتل نفسي ؟ "
انقض عليها يجرها من شعرها ..
ووالدتها تسحب يداه و تقبلهما راجية منه التحنن و التعطف ..
و ما كان منه سوى ان دفعها للتتردى للوراء منكبة ارضا ..
وينهال على ابنتها ضربا عشوائيا من صفع و ركل ..
اكتفت فاتن بتغطية لوجهها ، مستسلمة لقدرها الذي حتم عليها تسول رحمة رجل يرى فيها الكفر و الفسوق و الظلال ...
جرتها والدتها من تحت قبضته رادعة اياه بما لديها من قوة ..
تسحبها لتقف خلفها تقول و الدمع منكب فوق وجنيها :
" انها حفيدتك كيف يطاوعك قلبك بضربها كما تضرب البهائم "
" البهائم لست ناكرة للجميل كابنتك التي اطعمتها و اسقيتها ... "
قاطعته بشدة :
" كفاك جحودا و قسوة ... انت لا تنفك بتذكيرنا بخيرك علينا كل يوم ، كل يوم و كأننا غرباء عليك "
لمحها و فاتن بازدراء ثم ابتعد عنهما يدمدم بسخط
" ناكرتا الجميل "
*****
قرعت نويل باب الشقة بضعة مرات قبل ان تفتح لها والدة فاتن و تطلب منها الذخول ..
وجدت فاتن جالسة في المطبخ تستمع للراديو بوجه منفوخ و عين حمراوتين لا تزال لمعة الدموع عالقة بهما ..
سحبت كرسيا لتجلس بجانبها ، ناسجة في عقلها عبارة مناسبة تفتح بها الكلام :
" جئت لاطمئن عليك "
" انني بخير كما ترين "
" ستتجاوزين هذا فانت فتاة قوية "
" لست قوية، ربما عنيدة و متمردة ومندفعة و كلها ليس بصفات جيدة "
صمتت نويل لبرهة ثم اردفت قائلة :
" لن تحضري حفلة الخطوبة الليلة أليس كذلك "
" لن افعل و لا اريدك ان تخبري احدا حتى نادية و دعاء بان جدي قام بضربي اخبريهما بانني حزينة بسبب ما حصل و لا رغبة لي في حضور الحفلات .. "
أنت تقرأ
حب متمرد
Romance" كان ليلتها رجلا مختلفا عن الأستاذ الصارم الذي يكون معنا عليه .. إبتسامته كانت دافئة ، و كلماته صادقة و معبرة ، أما نبرته فقد أضحت نبرة جميلة .. رنانة كلحن موسيقي ، تراقصت نبضات قلبي عليه .. و لأول مرة تمنيت أن تتمدد الدقائق لساعات و الساعات لأيا...