حان دورك أنت !

408 21 11
                                    

ذرع جدها الصالون جيئة و ذهابا بينما جلست هي ووالدتها جنبا الى جنب فوق الكنبة كمتهم ينتظر النطق بالحكم ..

" إن  الله ابتلاني بك ،  أنت إبتلاء و بلاء و داهية .. "  

 كان الغضب و الكره و التقبض يخرج   من كلماته و ينزل كالسكين على قبل الوالدة الجالسة تستمع  لابيها و هو يغمر ابنتها بالسباب و الاهانات و الشتائم دون حول و لا قوة ..

" ماذا سافعل بك هل اقتلك ام اقتل نفسي ؟ "  

انقض عليها يجرها من شعرها ..

ووالدتها  تسحب يداه و تقبلهما  راجية منه التحنن و التعطف ..

و ما كان منه سوى ان دفعها للتتردى للوراء منكبة ارضا ..

وينهال على ابنتها ضربا عشوائيا  من صفع و ركل ..

اكتفت فاتن  بتغطية لوجهها  ، مستسلمة لقدرها الذي حتم عليها تسول رحمة رجل  يرى فيها الكفر و الفسوق و الظلال ...

 جرتها والدتها من تحت قبضته رادعة اياه بما لديها  من قوة ..

تسحبها لتقف خلفها  تقول و الدمع منكب فوق وجنيها :

" انها حفيدتك كيف يطاوعك قلبك بضربها كما تضرب البهائم "

" البهائم لست ناكرة للجميل كابنتك التي اطعمتها و اسقيتها ... "

قاطعته بشدة  :

" كفاك جحودا و قسوة ...  انت لا تنفك بتذكيرنا  بخيرك علينا كل يوم  ، كل يوم  و كأننا غرباء عليك "

لمحها و فاتن بازدراء ثم ابتعد عنهما يدمدم بسخط 

" ناكرتا الجميل "  

                                *****

قرعت نويل  باب الشقة بضعة مرات قبل ان تفتح لها  والدة فاتن  و تطلب منها الذخول ..

وجدت  فاتن جالسة في المطبخ  تستمع للراديو بوجه منفوخ و عين حمراوتين لا تزال لمعة الدموع عالقة بهما ..

سحبت  كرسيا لتجلس بجانبها ،  ناسجة  في عقلها عبارة مناسبة تفتح بها الكلام :

" جئت لاطمئن عليك "

" انني بخير كما ترين "

"  ستتجاوزين هذا فانت فتاة قوية "

"  لست قوية،  ربما عنيدة و  متمردة ومندفعة  و كلها ليس بصفات جيدة "

صمتت نويل لبرهة ثم اردفت قائلة :

" لن تحضري حفلة الخطوبة الليلة أليس كذلك "

" لن افعل و لا اريدك ان تخبري احدا حتى نادية و دعاء بان جدي قام بضربي اخبريهما بانني حزينة بسبب ما حصل و لا رغبة لي في حضور الحفلات .. "

حب متمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن