ولما دخل فجرا ، متسللا كاللص نحو شقته ، فتح الباب بهدوء كي لا يثير الجلبة .. و خلع حذائه على مهل و نزع عنه سترته .. يضعها فوق معصمه و يسير نحو غرفته لينام بضع سويعات قبل أن تسدل الشمس اشعتها بالكامل ..
لكنه تفاجئ بفاتن نائمة فوق سريره .. بثوب نومها الطويل الحريري .. ذو باكمام طويلة وواسعة مزركشة بخربشات وردية اللون ..
و بدى انها مستغرقة في نومها .. تعانق الوسادة بكلتا يديها و جسدها يكتسح السرير بأكلمه إذ إستلقت في منتصفه ..
ووقف عند رأسها لحظات .. لا يقوم بشيئ سوى التحديق إليها .. و التساؤل عن سبب مجيئها لغرفته ..
و اتجه نحو الحمام .. ليزيل عن جسده رائحة الكحول و السجائر و ما علق من خطايا الليلة السابقة ..
و غطس في الحوض .. و فكره شارد .. يحاول تذكر كيف امضى الليل .. يرجو أن لا تأخذ ليندا ما حدث كدلالة على بداية علاقة بينهما .. إذ أن الارتباط أخر ما قد يقدم عليه ..
و لف منشفة حول خصره و أخرى لتنشيف شعره .. و لما خرج كانت فاتن قد استيقظت لتوها وجلست فوق السرير تتثاءب ..
و لما لمحته عاري الصدر مبللا .. اغمضت عينيها جيدا ثم أعادت فتحهما .. حتى تتوضح الصورة لها ..
ولولهة شعرت بأن ضربات قلبها قد تسارعت لحد جنوني .. و لم تدري ما تفعل .. أتظل جامدة مكانها أم تخرج مسرعة ..
وقررت المكوث مكانها .. و ظلت عينيها تفتح و تغلق .. دون ان تستطيع تقرير إذ ما كانت رؤيتها لها تجوز أو لا تجوز ..
و تجاوزها نحو الخزانة دون ان ينطق بحرف .. و ظلت هي مولية ظهرها إليه .. تغالب الرغبة في الالتفاف ..
ثم نهضت دون سابق إنذار مسرعة .. تخرج من الغرفة و كأنها استوعبت لتوها أنه عاري .. دون ملابس .
و عادت لغرفتها ، تقف مذهولة وسط الغرفة .. تطلق تنهيدة طويلة و كأنها عادت لتوها من جهاد طويل .. و انحنت تضع يديها فوق ركبتيها و تضحك بخفة و حرج .. دون انتصبت في وقفتها تحك عينيها محاولة إبعاد صورته عنها ..
و خرجت من غرفتها بعد أن نده لها .. و كانت قد غيرت ثيابها لبنطلون أسود و قميص زهري باكمام قصيرة ..تتوسطه فراشات مختلفة الأشكال و الألوان ..
و جلسا عند المائدة .. و قد جهز فطورا بسيطا ..
و كان الجو بينهما ثقيلا .. غريبا . ، و بعد لحظات من الصمت لا يسمع فيها سوى صوت ارتطام المعالق و احتساء الشاي .. سألها علي عن سبب نومها في غرفته و إذا كانت غرفتها غير مريحة ..
_ لا إن سريري مريح ..و إنني نمت في سريرك سهوا .. فقد جئت لأسئلك سبب الضجة ، فقد اخافتني الصراخ و عندما لم اجدك .. ظننتك قد ذهبت لاستكشاف ما يحدث .. فجلست انتظرك و لما طال بي الانتظار ، لست ادري كيف نمت ..
أنت تقرأ
حب متمرد
Romance" كان ليلتها رجلا مختلفا عن الأستاذ الصارم الذي يكون معنا عليه .. إبتسامته كانت دافئة ، و كلماته صادقة و معبرة ، أما نبرته فقد أضحت نبرة جميلة .. رنانة كلحن موسيقي ، تراقصت نبضات قلبي عليه .. و لأول مرة تمنيت أن تتمدد الدقائق لساعات و الساعات لأيا...