31

2K 226 28
                                    

- ما هو الحبّ أيها البروفيسور ؟
- الحبُّ يا نـانـا هو الألم الجميل .
- كـيف يمكن لشيء بشع كالألم أن يكون جميل ؟
- فلسفة الحبّ تكمن هنا ، في سؤالك العقيم هذا .. إن الحبَّ مؤلم ولكنه جميل .. لهذا هو أجمل ما يمكن أن يشعر به الانسان يا نـانـا .
- كلامک جميل حضرة البروفيسور ولكني لم أفهم .
- ههه ، ستفهمين يا نـانـا ، ستفهمين حين تقعين في الحب فتتلذذي بألمه وتخضعي له ليُؤلِمکِ أكثر .

_______________________


كانت ملاك متكسلة فوق الكاناپي ، عينيها كانو يتغمضو وتفتحهم ، أما كانت هادية وتحس بالأمان والسلام علاخر .. أمير كان يتحرك هنا ولهيه أما متحسش بيه كامل وملاك والفاتو ووالفت الجو الصامت اللي يخلقو بوجودو ..

سماء ايطاليا تلونت باللون الأزرق الغامق ، والأضواء بدات الاحتفالات تاعها ، تتلؤلئ في عيون الناس اللي كانو شقوا طريقهم باش يخرجو برا ويتفسحو ، الدنيا برا مروبلة فالجو الصيفي الليلي المنعش ..
غلقت ملاك عينيها أخيرا ورقدت ، شاف أمير فالساعة تاع يدو كانت الثامنة والنصف .. راح للكابة تاعو هزها ودخل للدوش ..
خرج بعد ربع ساعة ، متشيك علاخر ، لابس شوميز نواغ وسروال كوستيم نواغ ، وباسكات بيضة - كاجول - دائما يكسر الروتين ..
مطلع شعرو للور بالجال ..
- راح نروح ..
قال وسكت كي شافها رقدت .. قرب لعندها ، دنى بحدا راسها ، بقى يشوف فوجهها ، تبسم وتمتم ..
- كأنها ملاك راقد .
تحركت وفتحت عينيها ، طاحو عينيها على عينيه ، وهو قريب ليها هكاك ، بقات تشوف فيه وقلبها يخبط ، بقى فبلاصتو متحركش ، اومبعد قالها ..
- راني خارج .
ناضت بالزربة قعدت وقاتلو ..
- وين !
مد يدو شڨملها شعرها اللي تزربع فالهوا كي ناضت ، وجاوبها ..
- راح نتعشى أنا وأكينا ، الطفلة اللي تلاقيت بيها فالمطار .
بقات تشوف فيه وهو ناض وقف ، طلعت راسها تبع فيه ، وقاتلو ..
- نروح معاك ؟
- لا .
- علاش !
- پسك كاين ناس يعرفوني هنا ، ونتي شخصية خرجت للوسط جديد وأكيد وجهك راو معروف بين المخابرات هنا ، ميمكنش نبقى أنا وياك ندورو مع بعض ، خلاص !
قال وهي هبطت عينيها عليه وناضت ، راحت تمشي قبالة الدوش وهي تهدر .. بقى يتبع فيها بعينيه ، تبسم وهو يشوف فيها دخلت ردخت الباب ، وتمتم ..
- زعفت ؟
راح قبالة الدوش ، دقدق عالباب وقالها ..
- راني خارج ، وطلبت من خدمة الغرف يجيبولك العشا ، ابقاي هنا حتى نرجع .
- بسلامة .
قالت هي كمل كلامو ، ضحك بينو بين روحو وخرج ..
خرجت هي من الدوش كي خرج هو ، ماكانت تعمل ولا شي ، برك كانت راكزة عالباب ..
راحت قعدت فوق الكاناپي ، ركزت بذراعها شدت راسها وهي تشوف فالتيفي أما تخمم فحاجة خلاف وتمتمت ..
- أكينا ! واش يمكن تكون ! مخابرات ؟ شرطة ؟ واش علاقتو بيها ؟
خذا أمير طاكسي وراح للعنوان تاع المطعم اللي رسلتهولو أكينا ..
مطعم فخم ، مقابل ضفة الساحل ، قعد عالطاولة اللي فالكوانة ، جاية فساحة على برا ..
خمس دقايق حتى شافها جاية قبالتو ، أنيقة كالعادة ، تبسم وناض جا راح يديرلها السلام برك مي هي عنقاتو تعميقة خفيفة ..
فتحلها الكرسي باش قعدت ورجع لكرسيه ..
تبسمت وهي تشوف فيه وقاتلو ..
- وسيم كالعادة .
ضحك وقالها ..
- فاتنة كالعادة .
تبسمت حشمانة وهبطت عينيها عليه ..

بَكـمَـآء || Dumbحيث تعيش القصص. اكتشف الآن