41

1.6K 192 28
                                    


~ أسألني عن الكتب التي راقتني، الموسيقى التي أترنم بها، مشروبي المفضل، أماكني المميزة، الألوان التي أفضّل، أسألني عن تواريخ لن أنساها، عن الأفلام التي أبكتني، و الكلمات التي أبهجتني، عن لوحات أدهشتني، أشخاص أثاروا إهتمامي و ذكرياتي الجميلة، أسألني عن الأناس الذين أمتلك فضولاً نحوهم، الأشياء التي لايمكنني نسيانها، وتلك التي تُزعجني، إسألني لمَ لاأستطيع النوم ليلاً وَ أُطيلُ السهرَ كثيراً، لنتناقش حول عدد المجرات والكواكب، حول لمعان النجوم في أحضان السماء، عن الأشخاص الذي أحب، أسألني عنكَ وعني، أسأل وسأجيب، المهم ألاَّ نصمت .. ~

وضعت قلمها بعد أن أنهت كتابة هاته الكلمات، التفتت نحوه حين أصدر صوتا وهو يفتح قارورة المياة الزجاجية، نظر نحوها كأنه يفكر ثم قال :

- ما الكتاب الذي يروقک ؟
- The Big Magic, by Elizabeth Gilbert .
- عن ماذا يتحدث ؟
- عن مواجهة المخاوف .
- ما نوعک المفضل من الموسيقى ؟
- الكلاسيكية، الپيانو مثلا .
- ما مشروبک المفضل ؟
- عصير الخوخ .
- ماذا عن أماكنک المميزة ؟
- المساحات المفتوحة، والحدائق التي يتواجد بها الأطفال بكثرة .
- ما لونک المفضَّل ؟
- الأزرق الفيروزي .
- ما الفيلم الذي حين شاهدته لم تتحكمي بدموعک ؟
- همم! هناک عدَّة أفلام .. ولكن هنالک فيلم واحد بكيت حتى بعد أن انتهى لم أستطع التوقف وهو The Pianist .
- حدّثيني عن كلماتٍ أبهجتک .
- كلماتُـکَ .
- ما اللوحات التي أدهشتک ؟
- لوحة المرأة الباكية لبابلو بيكاسو .
- حسنًـا.. لنتوقف هنا، أكثرت الأسئلة عليکِ.
- أتعلم شيئا.. لطالما كانت أمنيتي أن نتشارک حديثا طويلا دون أن نتحدث عن المشاكل، الناس وعائلتينا .
- إذن أنا الآن في صدد تحقيق أمنِيتک ؟
- لقد حققتها بالفعل أيها الأخرق .
- أحبُّـــکِ .
_______________________

وصل أمير لبيتو ، هبط من الطوموبيل وبقى واقف يشوف فالدار .
كانت ملامحو باهتة، جفون عيونو حمرين من البكاء ..
وجسمو ضعيف، على غير عادتو .. أمير طول حياتو اللي وجهو مُشرق، عيونو تلمع، جسمو منتصب كأنه صخرة، تحس كأنك لما تخبط فيه راح تخبط فجدار، وابتسامتو متفارقش وجهو أما الحين .. أمير منطفئ .
رجع خطوة لور ارتكز على الطوموبيل بظهرو، وطلع راسو للسما وتنهد تنهيدة طويلة ..
غمض عيونو، كانو تعبانين كأنو مرقدش فـ شهر .. كان قلبو مزالو يبكي، أنا دموع عيونو نشفو .
غلق الطوموبيل وراح يمشي قبالة الدار، فتح الباب ودخل .
كان السكات مي الضو شاعل .
دخل كيما عادتو ؛ بدون ما يعمل ضوضاء .
طلع راسو كي حسّ بحركة حتى شاف ملاک واقفة بعيد عليه بحدا الكاناپي ..
تبسمت كي شافتو وقاتلو ..
- أمير !
بدا قلبو يضرب وحاول يتصنّع ابتسامة، هبط عينيه عليها بالخف وهو ينحي فالكوداص تاعو وقالها ..
- وقتاش نضتي ؟
قربت لعندو بخطوات بطيئة وهي حاطة يديها فجيوب السروال ملور وتهدر ..
- نضت صافي نص ساعة هكا، مي معرفتش كيفاش جيت هنا، مي كي عرفتها بلي دارك ارتحت .
طلع عينيه فيها مستغرب، اومبعد قالها ..
- آخر حاجة تتفكريها واش هي ؟
- أنو الخدامة جابت الماكلة وبدينا ناكلو بعدها معلاباليش واش صرا، حتى فقت هنا .
قالت وهو بقى يشوف فيها وعقد حواجبو يخمم يهدر فقلبو ..
- ماراهي متفكرة والو ؟
قربت لعندو ملاك وحبست فبلاصتها وهي تشوف فيه ، كان شكل أمير مضطرب ، وملامحو كذلک ..
هبط راسو بالخف كي شافها تشوف فيه وراح يمشي بالزربة قبالة الدوش .
تلفتت وهي تبع فيه حتى دخل، قلبت شفافها وتمتمت ..
- واش صرا معاه ؟

بَكـمَـآء || Dumbحيث تعيش القصص. اكتشف الآن