بَكـمَـآء || Dumb

27

لم يكن يجب أن يحدث كل هذا ، أن نصبح أعداء في آخر المطاف ، إنه لأمر مؤلم أن تُصبحي هدفي بعدما كنتي غنيمتي . وأيُّ غنيمة تلك التي تَمُدُّ مالكها بخير لا ينضَبّ ولا يفنى .
لم يكن يجب أن أدع الأمور تصل لهاته النقطة ، عَلِمت ومنذ اللحظة اللي رأيت فيها عيناكي أنني سأقع في نيران خامدة . أجل ، خامدة . تلك النيران التي تطقطق في الخفاء تحت الرماد فتحرق على مهل ، على ملل ، على وجع .

أقول لأمي : لا أستطيع . فتجيبني :
لا تستطيع ، أم أنك لا تُريد !
أعلم أنها تعلم ، تعلم أنني أحبُـــکِ ، رغم أنف الجميع أحبكِ ، وإني رغم كل شيء سأحميکِ .
أمي تعلم ، تعلم جيدا مشاعري المتلبكة ، تعلم أنها لا تستطيع ابعادي عنكِ ، ولكنها رغم ذلك تثابر ، مسكينة هي أمي ، فعلت كل شيء من أجل سعادتي ، من أجل حمايتي ، ولكنها لا تدرك أنها تقتلني بإبعادك عني .
أحبكِ دون تردد ، دون خوف ، دون ندم .. لأموت في سبيلك .
لا أنتظر أن تبادليني ، فأنا لم أقع في حبكِ بشروط ، سأبتسم حين تعبسين في وجهي ، سأبقى حين تطلبين مني المغادرة ، سأبقى أحبكِ حتى تسافر روحي للسماء ، حتى يلحق اسمي ب رحمه الله .

.
.
.
مذكرات - جندي عاشق -

⚔

_________________________________

بقات تشوف والبسمة ماغابتش على شفافها ، ثواني وغمضت عينيها طاحت للرض ..
هبط معاها فثواني حكمها ، قعد فلرض وطاح راسها على صدرو ، نزلت دمعة من عينو وهو يتمتم ..
- ملاك !
بدا يطل على وجهها ويعيط باسمها باش تفيق ، هزها وهو حاكم فكتفها ويد على وجهها ، مي مافاقتش ..
حط صباعتيه على رقبتها ، مقدرش يجزم كان مام هو يرجف .. طلع عينيه المدمعين للسما وهو يتنفس بالصوت اومبعد تحسس النبض مرة اخرى ، كان قلبها يضرب بالقاوي ..
قعد فبلاصتو تعدل وعدلها هي رقدت فوق صدرو وهو حاكمها باش متميلش ..
بقى هكاك قاعد مقابل البحر ، حاكم بيدو يدها وصباعو عالنبض ..
ربع ساعة كاملة فاتت على أمير وهو كل دقيقة يطل على وجهها يشوف ، كانت راقدة علاخر موش حاسة بشي ..
بعد شي دقايق حتى حس ليها بدات تتحرك ، قعدت وتلفتت فيه ، كي شافتو طرطقت عينيها ، بقات ترمش مرات عديدة كأنها تتأكد بلي هو حقيقي ..
هبطت عينيها شافت فيدو اللي حاكمة يدها ، تبعها وين راهي تشوف وجبد يدو بالشوي .. طلعت عينيها فيه والدموع حا يهبطو .. عوج راسو شوي مع نظرة الحسرة .
(متبكيش وڨولي دا مكتوبي .. تجي عليهم هاد لاشونصون)
هبطت دمعة ولحقتها وحدة من جهة لاخرة ، قربت لعندو بالشوي حتى مبقى بيناتهم والو ، طلعت يديها حكمت وجهو وقربت لعندو بالشوي حطت خدها فوق خدو وغمضت عينيها ..
تبسم أمير وغمض عينيه ، بقات هكاك ثوااني طواال اومبعد جبدت شوي وهي مقابلاتو تشوف فعينيه .. مقدرتش تحكي أما عيونها حكاو كلشي .
هبط عينيه حكم يدها بين يديه قفل عليها ، تنهد بالشوي عالغصة اللي كانت حاكمة فقلبو ، قال يهدر بصوت خافت قدرت تسمعو ..
- سمحيلي .
طلع عينيه فيها وطاحت دمعة من عيونو اللي كانو يلمعو ، وكمل ..
- خليتك وحدك ، خليتك تعاني وجيعة موتي ، بقيتي عالجمر .. مي صدقيني ملاك مدرتهاش بلعاني ، معلاباليش بلي مخبروكش الحقيقة .
بقات تشوف فعينيه دون ما تعمل رد فعل ، حركت شفافها حا تنطق مي رجعت غلقتهم وحطت راسها على صدرو .. كانت وذنها عند قلبو تسمع لدقات قلبو اللي كانت كأنها فسباق ، تضرب بلخف ..
كانت يده حاكمة فيدها مام هي كانت مزيرة فيدو ، ويدو لاخرة حطها على ظهرها وغمض عينيه يشم فريحتها اللي تملي حياتو ورد وألوان وحب .
صونا تلفونها ، فتح أمير عينيه ، حركهم يشوف فالتلفون اللي كان طايح بعيد ، وهبط عينيه شاف فيها مي هي متحركتش كامل ، بقات هكاك راقدة عليه مغمضة عينيها .
دقايق حتى صونا تلفونو ، حرك يدو جبدو من جيبو .. كانت أسيل تعيط .. رد وحط التلفون على وذنو وهي قاتله ..
- ألو أمير !
- ايه .
- ملاك راهي معاك !
- ايه ، تلاقينا .
- ما صرالها والو ؟
- تقريبا والو .
- بغيت نسقسي عليها برك ، وپاپا موش راح يكون هنا الليلة تاني مالا .. ليصونصيال تهلى فيها ، بسلامة .
كوبات أسيل وأمير تبسم وتمتم فقلبو ..
- أسيل شحال مشاغبة .
رجع التلفون لجيبو ، وقال يحكي مع ملاك ويدو طبطب بالشوي على ظهرها ..
- ملاك ، هيا نوضو .
ناضت بعد ثواني طوال ، وقفو وهو حاكم فيها مطلقهاش ، نفضو قشهم من الرمل وراحو قعدو عند الطاولة ، جبدلها الكرسي باش تقعد ، وهز التلفون من لرض حطو فوق الطاولة قدامها وقعد قدامها وهو يهدر ..
- عيطتلي أسيل تسقسي عليك .
طلعت عينيها فيه ، وطلعت حاجب وهو قال ..
- طبعا ، مكانش علابالها حتى للبارح تلاقيت بيها وهي اللي خبرتني بلي معلابالكش .
بقات تشوف فيه ، وهو تقدم فالطاولة وكمل يهدر ..
- إشاعة موتي كانت غير فالفترة اللي دخلت فيها لغيبوبة ، تفاهمو باش يكذبو هاد الكذبة وينفذو الهجوم على منظمة الصيادين ، كان لازم بابا يدخل ، وخذا موت ابنه ك سبة باش تدخل القوات الخاصة . وكذا تفاهمو أنهم يخبروكم بلي راني حي مي ..
سكت وهو يشوف فعينيها اللي تعباو دموع وهي تشوف فيه .. رمش وتنهد عالشوكة اللي استقرت فقلبو من شوفتها .. وكمل
- كذبو عليا ، قالولي بلي نتي موش حابة تشوفيني ، وأنا بقيت بعيد .. رغبتك كانت هكا من قبل ، مالا أمنت واش قالولي ، وبقيت نراقب فيك من بعيد كيما قبل ، كيما ڨاع الوقت ..
نزلو دموع من عينيها ورجعو تعباو وهي تسمعلو وهو كمل ..
- كان دايما بيناتنا خطوة ، كنت دايمن ورا ظهرك ، كنت دايمن نراقب فيك واقف فالظلام ، كنت دايمن بحداك .