44

1.5K 166 48
                                    

لم يخجل والداي من اظهار حُبِّهِما لبعض أمامنا يوماً.
لهذا كَبُرنا ونحن نُقَدِّس الحبّ، ونعتقد أن التعامل به مع الناس والأحبَّة واجب وشيء عادِيّ، وليس مستحيل.
كانت أمِّي شخص عصبي بالعاطفة، يمكنها أن تصرخ عليک ثم تعانقک في نفس اللحظة.
ووالدي كان حادَّ الطِباع وطيِّب، يمكنه أن يرميک من النافذة أنه يريد انقاذک من حريق مُهَوِّل.
رغم ما أَلَـمَّ بهم من أَلَم في حياتهما، تعاهدوا كي يُرَبُّـوا أبنائهم تحت جناح الحُبّ.
لكنَّ ملاک لم تكن حياتها هكذا.
كَبُرَت المسكينة في حرب ولم تعرف معنى السلام يوما، لهذا بالنسبة لها أن تتلقى صفعة هو شيء عادي، أما أن يُهديها شخص قُبلة فهذا شيء غير عادي البتّة.
___________________


~ اليوم الموالي : يوم محاكمة الخوّنَة..

وقفت أمنية قدام المراية وهي تعدل فروحها، لابسة الكلاسيك كيف العادة .. لصقت البروش فطرف الياقة متاع لفاست، فيه الشعار تاع المخابرات.
بما أنها الرئيسة متلبسش يونيفورم كيما العملاء، برک تحط هذاك البروش واللي يشوفو يعرفها هي شكون.
تلفتت فنصر الدين اللي كان لابس مام هو اللباس الرسمي للقوات الخاصة، والثلاث نجوم عكتافو يبرقوا..
طلع راسو فيها صابها تشوف فيه وهو كان حاير فالكرافات، تبسمت وراحت لعندو لبستهالو..

فالغرفة الأخرى كان فهد واقف قدام المراية ، لابس كوستيم وقمجة باللون الأسود مقفولة للفوق بدون كرافات.. ستيلها هكاک.
وقف قدام المراية اومبعد هز كرطابلو ولباس المحامي الأسود .

فغرفة أمير، كان واقف قدام المراية مام هو يعدل فشعرو، وهو لابس الكومبا السوداء تاع المخابرات.
تفتح الباب ودخل أيمن، دخل للدوش .. كان أيمن واجد برک كان خصو السيشوار باش ينشف شعرو..

خلصو كامل الهندام تاعهم وخرجو .. فتحو البيبان تاع غرفهم فنفس الثانية.
تلفتو يشوفو فبعض وتبسمو، تبادلو تحية الصباح وجا هابطين مع الدروج..
كان عمران هذاك وين دخل من برا بعد جولة تاع سپور ..
طرطق عينيه بـانبهار وتمتم..
- الفخامة!!
خرجت ياسمين من الكوزينة وهي هازة ابريق الشاي..
شافت فعمران صابتو حال فمو، تبعت نظراتو وتلفتت وراها وشافت هذاك المنظر المبهر الفخم.
طلعت حواجبها مستغربة من كمية العظمة اللي اجتمعت فصورة وحدة..
تبسمت أمنية وقاتلها..
- صباح الخير دنيا.
تبسمت دنيا وردت..
- صباح النور مدام أمنية.
هبطو كامل وراحو للصالون باش يفطروا..

خرجوا بعد دقايق، وبقات ياسمين وعمران فالدار ومانه كانت مزالها راقدة..
وقف عمران وقال لياسمين ..
- دقيقة ختي ماعليش تجي معايا..
تبسمت وناضت لحقاتو..
خرجو لبرا وهوما يمشو فالجوّ الصيفي المنعش.. وقفت ياسمين فنص الطريق وغمضت عينيها وطلعت راسها للسما بقات هكاک دقايق طوال..
كان عمران واقف يشوف فيها، اومبعد راح قبالة الطاولة وقعد فوق كرسي ، فتحت عينيها وشافتو ..
راحت تمشي قبالتو وقعدت قدامو، كان مربع ذراعتيه فوق الطاولة ويشوف فعينيها، توترت من شوفتو اومبعد حست كأنو كاين مغناطيس فعينيه، هدات ملامحها وبقات تشوف فعينيه برک..
- اسمک الكامل ؟
- دنيا حريري.
- ابنة حقيقية أو مُتَبناة ؟
- مُتبناة.
- كيفاش ؟
- لقاني بابا عند باب الجامع.
- شكون اللي ربَّاک ؟
- مُراد بن عمر.
- شكون باباك فالأوراق ؟
- جمال حريري.
- تعرفي العقيد نصر الدين.
- لا.
- سمعتي بـ اسمو من قبل ؟
- ايه.
- وين ؟
- بابا قالي عليه.
- واش قالک ؟
- اذا احتاجيتي مساعدة روحي لعند العقيد عبد الله.
- تعرفي موساد ؟
- لا.
- تعرفي سمير عبد المجيد؟
- لا.

بَكـمَـآء || Dumbحيث تعيش القصص. اكتشف الآن