شكب
فى تعليق جالي من بنوتة قمر بتقولي: "قلبتيها حصة تاريخ!"
لا يا قلبي، أنا بس برد على أسئلتكم.
أنا هنزل فى الفندق ده، شايفين اسمه أدرياتيكا؟
واووو، جميل جداً! فكرت بابا حلوة إن ننزل فى فندق، فكرته تجنن! أنتم شايفين معايا المدخل وشكله الجميل وسجاد أحمر على السلم، كانى نجمة!
...
فى نفس الوقت اللى كانت بتتكلم فيه البنت،
كان شاب ركن عربيته ونزل.
طول بعرض، يرتدى قميص وبنطلون ويمشي خطوطين وهو
داخل على الفندق فينصدم فى الفتاة، يصرخ وقال:
"فتحي يا أنسة!"
لفت الفتاة بوجهها وشعرها الجميل على وهى تعتذر وقالت:
"أسفة جداً، مقصودش."
يخلع النظارة ويرفع شعره الطويل من وجهه وقال:
"والا يهمك."
خرج الأب ونادى على بنته: "شكب، شكب، تعالي كفاية تصوير يا بنتي، أنا حجزت وطلعين."
ردت شكب: "حاضر يا بابا، جايه."
تجري شكب تدخل داخل الفندق، وهى بتجري يجي شاب آخر متعجرف يدفعها بقوة وهى ماشيه فيتخل توازنه ويقع التليفون، وقبل ما تقع يمسك بيها الشاب الآخر وقال:
"حاسب ياخ، ايه الهمجية دي؟"
نظر له الشاب الآخر وقال:
"همجية مين؟ الهمجي يا حثالة البشر أنت، امشي من وشي، أنت متعرفش أنا مين؟ أنا شمس الفاروق!"
ابتسم الشاب وقال:
"تشرفنا ب الابن المدلل الفاشل، جهز نفسك أنت وأبوك للمناقصة وقوله عمار الديب ياخدها منك."
....
جري الأب ومسك بنته اللى بتعيط عشان تليفونها وقع ودموعها مش بتقف وهى بتقول:
"كسر ليا التليفون يا بابا، الجديد اللى جبيته ليا عشان نجاحي!"
مسك الأب ورفعها وربط على كتفها وقال:
"معلش يا حبيبتي، وانا قلت ليك كذا مرة وانتى ماشيه متمسكيش التليفون."
اقتربت الأم وحضنتها وقالت:
"يا بنتي، حرام عليك بتشركي كل حاجه على لايف بتاعك ده، والعيون مش بترحم، الحمد لله إن جات فى تليفون مش فى روح، أرجوك كفاية تصوير، عايزين ربنا يكفين شر العيون."
"تعالي معايا نطلع."
وفعلاً راحت شكب مع مامتها ودموعها مش بتقف على التليفون اللى انكسر.
وقف عمار وشمس تحدي أقدم بعض.
وكل واحد اتجه إلى المكان اللى رايح فيه.
لحق عمار الأب وطلب منه إنّه يصلح لبنته التليفون.
ابتسم الأب وقال:
"يا حبيبي، متشغلش بالك، لم ارجع اصلح ليها، هى اصلا مهوسة لايف شويه وهتزهق."
كان عمار بنفس الابتسامة وقال:
"زى اخواتى، هو الجيل ده كله كده، أنا مهندس أجهزة إلكتروني، اديني التليفون ساعتين واغيرها التاتش ويكون تمام، أنتم غرفتكم رقم كام؟"
رد الأب وهو يبتسم وقال:
"ربنا يحفظك يا ابني ويخليك ل اهلك."
"اتفضل بس على شرط تقولي يتكلف كام، رقم ٧."
ابتسم عمار وقال:
"عيوني، أنتم جانبي كويس، أنا ١٠."
وبالفعل اخد الهاتف وفات ساعتين كانت شكب نامت من العياط.
وكان عمار اهتم بتصليح الهاتف ولم اتصلح قلب فيه عشان يتاكد إنّه كويس.
وهو بيقلب شاف صورها وشقوتها وكذا فيديو عاملها وشوية موضوعات بتتكلم عنهم.
وبعد كده رامي نفسه على السرير ونام.
صحي على دق الباب السرفير.
فتح عيونه من التعب وقال:
"حاضر."
قام من على السرير وهو بيتوب، وهو قايم حسّي بحاجة اتقع ولحقه وهو بيضحك: "واضح إنك مش ضيق، صحبتك ومش عايز تقعد عاقل، تعالي هنا."
ووضعه على الكومندي وقام فتح.
"نعم حضرتك."
ردت يون سرفيل وقالت:
"والد حضرتك منتظرك تحت يا فندم."
انصدم عمار وقال ما بين نفسه: "أنت جيت بردو، مش قلت ليك اخلصها أنا؟"
ورد وقال:
"تمام، بلغيه هلبس ونازل."
وفعلاً دخل اخد شاور ولبس ملابس عادي، تشيرت وبنطلون ترنج، وفتح شنطة العدة مرة وحط ليها اسكرين وكمان كفر شيك واخد مفتاح الغرفة وتليفونه وتليفون شكب وخرج.
وهو ماشي كان ييدور على رقم الغرفة ثم دق على الباب، فتحت شكب وعيونها منفخة من العياط وشعرها لازق على وشها وهى بتقول:
"قلت ليك يا ماما، مش عاوزه اتغدى، نفسي مصدود."
ابتسم عمار وقال:
"كل الدموع دي والنكد ده عشان التليفون؟"
اتحرجت شكب وكانت بتلم شعرها خلف ودنها ب ارتباك.
ابتسم وخرج التليفون وادها ليها وقال ليها:
"اتفضل يا ستي، التليفون رجع جديد لاينج."
اندهشت شكب ومن فرحتها فضلت تتنطط وترقص وهى فرحانه ومبسوطة، وبعد كده جريت اتشعبط في رقبة عمار وقالت: "شكراً جداً، شكراً جداً."
كان عمار في حالة زهول وهى متشعلقة فى رقبته.
واحرج من الناس اللى ماشي في الفندق ونزلها وقال:
"مفيش شكر، المهم اسمع كلام ابوكي وبلاش التليفون يشغل تفكيرك كده."
وسابها ومشي وهو بيضحك.
فضلت شكب تبوس التليفون وتقول: "أنت حبيبي."
"وانا مش هزعلك مني تاني واحافظ عليك."
سمعه عمار والكلمة دخلت قلبه كانها بتقوله ليه هو.
دخلت شكب قلبت في التليفون واتصلت ب ابوها وبلغته إن التليفون اتصلح وكانت فرحانه أوي.
وبعد كده اخدت شاور ولبست فستان أزرق جميل وسرحت شعرها ونزلت تحت عندهم.
كان الأب وقف عمار وشكره على تعبه وقال:
"مش عارف اشكرك ازاي، ممكن تقولي اتكلف كام؟"
ابتسم عمار وقال:
"حضرتك، ده حاجه بسيطة، وانا كان معايا شنطة العدة بالصدفة والتاتش يعنى مكلفتش نفسي."
رد الأب ب امتنان وقال:
"بردو أنت تعبت نفسك، واكيد الحاجه مكلفة، اقل تتش بيتغير ب ٥٠٠ جنيه يا ابني."
رد عمار وقال:
"أنا مش شغال في التصليح، مجرد هوايه، ام أنا بشتغل مع ابويا فى شركة كبيرة، وجي هنا مخصوص عشان مناقصة مهمة، ادعيلي بس تنجح."
ساله الأب وقال:
"حضرتك شغال في مجال ايه؟"
رد عمار وقال:
"شركة الديب للمياه فى فرع هنا وفرع فى بورسعيد وكمان بنستخرج الملح."
ابتسم الأب وقال:
"أنا مهندس زراعة وشغال في شركة مياه في اسكندريه."
"يبقي أنت اكيد بتتكلم عن مناقصة الزجاجة المعدنية."
ابتسم عمار وقال:
"فعلاً، واضح إنك عندك خلفية."
ابتسم الأب وقال:
"أكيد، المهندس ايمن محمود، لو تحب اشوف معاك العروض اللى تناسب ليك وب اقل سعر."
ابتسم عمار وقال: "أكيد، الشرف ليا، بكره نتقابل ونتكلم مع بعض، تقدر تشرفني على الشركة فى، اجتماع."
ابتسم الأب وقال.
"أكيد، ده اقل، واجب."
استذن عمار واتجه عند ابوه.
وفى، نفس الوقت جيت شكب وهي فرحانه.
اتغدت وخرجت تتمشي على البحر هى وامها، ولبست، حقيبة، متشعلقة على رقبتها، ووضعت التليفون وسماعي، فى، ودنها وبتسمع الأغاني.
وفجاءة ظهر شمس هو وشوية، اصدقاء ركبين متوسكيل مائية وبيحوم حاولين البنات وبيضيقهم، فى اللحظة دي كانت شكب متغظة منه وحبيت تطلع غيظها عليه، فعملت نفسها بتلعب في الرمل مع شوية اطفال، وطلبت منهم يملو الرمل ده ويرموه هناك لحد ما اتعمل جبل صغير، وجي يعدى شمس وهو بيعكس في البنات ومنتبهش، فجاءة اتشقلب بالموتسكيل وأتدحرج في الماء، وهي فضلت تضحك وطلع لسانها ليه من الخلف، جيه شخص وفزعها: "انتي بتضحكي، ده ليلتك سود، تابع!"
انتهت الفصل الاول
أنت تقرأ
شكب للكاتبة صفاء حسني حقوق النشر للكاتبة
Misterio / Suspensoشكب لا نختار لحظة الحب،، ولا نختار مَن نحب،، الحب قدر،، يأتي بلحظة.. بصدفة.. بغمضة عين بلا تبرير.. بلا منطق.. بلا موعد هو الأجمل، رغم عذابه،، هو الأصدق، رغم أوجاعه،، الحب.. سر الحياة،، الإكتفآء في الحب ، يجعلك تبتعد عنَ الخيانه فإنَ إكتفيت ب...