#الفصل #الثامن
#شكب #الكاتبة #صفاء #حسنى
"هي كانت فاتحة قناة؟ وإيه موضوع الإعلانات ده؟"
رد الصنايع على عمار: "كانت بتدفعهم لدروس لصحابها لآبائهم اللي بيشتغلوا صنايعي زيّنا اللي ما لهمش شغل ثابت، يوم آه وعشر لا، والموضوع ده محدش كان يعرف من أهلها، لأنهم كانوا فاكرينها عيلة صغيرة مهوسة بالموبيل، لكن حبيبتي كانت بتعمل البرنامج ده علشان تفرق فلوسهم على الناس الغلابة، وللأسف عرفني إن تليفونها ضاع وكمان وشها تشوه ولبست النقاب."
انصدم عمار من اللي سمعه، لأنه كان فاكر زي الباقي، وسأله: "أنت عرفت إزاي؟"
رد الصنايع: "مش قولتك إن بنتي صحبتها؟ وهي اللي حكت لي إنها كانت بتساعدها وبتدفع ليها فلوس الدروس، لما اعترضت وكنت هرجعهم راحت حكت لي إن الفلوس دي مش بتاعة بابا."
...
فلاش باك
"يا بنتي أنا مش شاّح ولا بنتي عشان أبوكي يدفع فلوس دروس بنتي، أنا لازم ارجعهم."
طلبت شكب منه: "أرجوك يا عمي اسمعني، وفتحت اليوتيوب، شايف القناة دي؟"
استغرب الصنايع وقال: "و أنا مالي بالهباب ده؟"
تنهدت شكب: "دي قناة الناس بتتفرج عليها وبتيجي مشاهدة، ونسبة المشاهد الكثيرة بتجيب إعلانات، فلوس الإعلانات دي هي اللي بدفع منها الدروس، ده حاجة بسيطة بقدمها لأهل الحى اللي عيشت فيه، أنا كل بيت هنا دخلت فيه ولعبت وأكلت يا عمي، وأولادكم أخواتي، وأنا استغليت الحاجة التافهة اللي الناس بتقول عليها لفعل الخير، وده رزقكم أنتم ويكون كتر خيركم، متقوليش ل بابا، هو فاكر هوائي مش أكتر، وكمان نفسي تعرفني الناس اللي محتاجين بجد علشان أديك راتب ليهم."
باك
انصدم عمار من اللي سمعه وطلب منه: "ممكن أدخل أفرج على باقي الشقة؟"
رد الصنايع: "أكيد يا ابني، اتفضل."
دخل عمار يتجول في مكان سكن شكب وهو ندمان على كل مرة اتسخر عليها بسبب الموضوع ده، ودخل غرفتها، عرفها من صور النجوم اللي متعلقة على الحيطه، نجمها المفضل عمرو دياب.
تجول في غرفتها ومسك الكشكول...وفتح وقلب ووقف عند صفحة مكتوب فيها:
"النهاردة يا بابا عمي أجبرني ننقل ونسيب البيت ده ورفض أشهد على السبب في موتك، مش عارفة خايف ليه يا عالم، عمو عمار يقولي على إيه؟ أكيد عيلة ضحكت عليا، ما يعرفش إني العيلة كبرت، والله العظيم يا ماما ما كانش كلام فارغ اللي قلتيه، ولا فرحانة بجمالي اللي ربنا حرمني منه، ممكن الطريقة كانت غلط بس كنت عاوزة أعمل خير."
نزلت دموع عمار، "هدور عليك يا شكب."
وبالفعل اشترى الشقة وطلب من الصنايع يسيب الغرفة بتاعت شكب وأداها حق شغله، وطلب منه يعرف الفلوس اللي كانت تدفعها وكام شخص وهو المسؤول عنهم، لف الدنيا عليها وكمان قدم قسيمة الجواز للشرطة واتهم عمها إنه خطفها، لكن عمها كأنه فص ملح وداب، مفيش أي معلومات عنهم.
وفي آخر يوم في امتحانات القرارات، شكب إنها تسافر وتشهد، ولبست النقاب اللي اتعودت عليه في البداية عشان يخفي الجرح، لكن بعد كده دخل قلبها، حبت النقاب اللي أعفاها وحماها من عيون البشر، وركبت تاكسي عشان تروح محطة الباص لكن انصدمت إن عمها ركب جانبها وقال:
"هتروحي من غيري؟"
ردت شكب وهي خايفه ومش مصدقة: "حضرتك موافق أروح أشهد؟ أنت وعدني لو نقلت وسمعت كلامك هتخلني أروح، ويوم وراء يوم وشهر وراء شهر وكل يوم تقولي بعد ما النتيجة تطلع، أنت ليه عايز حق أخوك يضيع؟"
اتنهد العم وقال: "عشان خايف عليكي، أنتِ وبنتي ومراتي وجدك وجدتك، الناس دي مش سهلة يا بنتي."
استغربت شكب وسألته: "أنت تعرف مين الناس دي؟"
رفض العم إنه يتكلم وطلب من السواق يكمل طريقه، وفعلاً كمل طريقه لحد المحطة وقال:
"أنا هوديكي زي ما وعدك عشان تصدقي إني عمري ما أبيع أخوي."
وفعلاً ركبت شكب أتوبيس شرم وهي فرحانة إني أخيرًا هتجيب حق أهلها، وفعلاً مشي الأتوبيس وفي وسط الطريق وفي نفس مكان الحادثه ظهرت عربية سوداء ووقفت قدام الأتوبيس، فوقف السواق وهو بيزعق...
أنت تقرأ
شكب للكاتبة صفاء حسني حقوق النشر للكاتبة
Mystery / Thrillerشكب لا نختار لحظة الحب،، ولا نختار مَن نحب،، الحب قدر،، يأتي بلحظة.. بصدفة.. بغمضة عين بلا تبرير.. بلا منطق.. بلا موعد هو الأجمل، رغم عذابه،، هو الأصدق، رغم أوجاعه،، الحب.. سر الحياة،، الإكتفآء في الحب ، يجعلك تبتعد عنَ الخيانه فإنَ إكتفيت ب...