شكب الحلقة ٦

1.3K 64 9
                                    



الفصل #السادس

#وقعت #شكب واتقلب الاتوبيس مات بعض من الناس وإصابة البعض.
اتلمّ الناس واتصلوا بالإسعاف، وتم العثور على هاتف الديب وتم الاتصال بوالده.
وابو وامّ شكب كانا في مؤخرة الاتوبيس، فاخذوا الصدمة كاملة.
تمّ تجمع الناس ونقل المصابين، وطلع شخص غريب يبحث عن الفتاة التي عيناها جاءت في عيونه، ووجدها تتنفس وتحاول القيام من تحت الكرسي.
فأقترب منها عشان يسحب التليفون، وكانت شكب متمسكة به، فطلع سكّينه وجرح وجهها جرحًا كبيرًا، فصرخت شكب فخبطها في الكرسي وأخذ الهاتف ونزل.
ووصل اتصل بعمار يبلغه عن حادث والده، انصدم عمار وركب عربيته وجرى مسرعًا.

أما شكب، فقد حدث لها كسر بسيط في اليد وتشويه جزء من وجهها مكان الجرح.
فات يومين.
وبعد ما قامت بالسلامة وعرفت بوفاة أهلها، انصدمت. كان وقتها وجهها ملفوف بشاش بعد الحادثة عشان تمّ عمل لها عملية جراحية.

وفي يوم دخل طبيب ليفكّ الدمام من على وجهها، وشافت وجهها، انصدمت وصرخت.

لمّا شافت جرحًا بطول وجهها الأيسر متخيط على شكل ضفائر وكأنه مقصود يتخيط بالطريقة المشوهة دي من تحت العين لحد تحت الذقن، لم تستطع التحمل وصرخت "بابا، ماما الحقوني!".
اعتذر الدكتور وقال:
"نحن آسفون، للأسف والدك ووالدتك ماتوا. المستشفى هنا إمكانياتها بسيطة، ليس لدينا أطباء تجميل، والجرح كان عميقًا جدًا. على قدر ما استطعنا، طهرناه وخيطنها. لكن يمكنكِ إجراء عملية تجميل، ولازم في أقرب وقت قبل ما الجروح تتلاءم ويكون صعب العملية".

كانت شكب في حالة صدمة، مش مستوعبة هو بيقول إيه، قامت تحاول النهوض من مكانها ويديها مربوطة.
وكان الممرضات يمنعونها.
حاول الدكتور أن يوقفها، لم يستطع، وهتف وطلب منهم وقال:

"سبوها، ربنا يكون في عونها. خسارة أهلها وتشويه وجهها وهي طفلة ما كملتش 17 سنة. خلوها تطلع الوجع اللي جواها".

...
وفي مكان آخر في نفس المستشفى، كان عمار واقفًا يطمئن على والده.
أخبره الدكتور وقال:
"أنصحك تنقله من المستشفى هنا. هو محتاج راعيه من نوع خاص، لأن بسبب الحادثة، انصاب العمود الفقري وسنه كبير، فاحتمال يعاني من شلل".

لم يستطع يستوعب عمار، وترك الطبيب وهو حزين مصدوم يفكر في كل اللي قالوا.
وفجأة، انصدم في شكب اللي ماشية بدور على أهلها نفسها تلاقيهم واقفين، ولمّا شافت عمار، رمت نفسها على الأرض وجلست وهي تبكي ومنهارة.

كانت بتعيط بوجع وتصرخ وهي بتسند على عمار  وقالت:

"أنا خسرت كل حاجة يا عمار، بابا وماما ماتوا، وبخجل حتى شكلي اتشوه."
انصدم عمار لما شاف جرحها،  وشها الجميل فجأة بقي في عاهة،  لكن مكنش قادر يواسيها  ولا يسالها ازاي حصل كل ده.
قاعد جانبها  يتحدث مع نفسه،  كان عايز يواسيها لكن هو كمان مقهور على أبوه.

"وأنا كمان يا شكب، ممكن أخسر أبويا، وهو مش يعرف  يكمل حياته مشلول، صعب جدا ممكن يموت فيها."

اتكلمت شكب  وقالت:

"بابا وماما هما كانو أغلى ما في حياتي، يرجعوا ليا مشكلة شكلي."

ووجهت له الكلام، وهي كل عيونها دموع.
"أشكر ربنا إنه عايش، ويكون  في وسطكم، ومع  العلاج الطبيعي والفيزيائي هيكون بخير. ياريت أقدر أرجعهم. أنا النهاردة  بقت يتيمه."  و مسحت دموعها بيدها وبتستجمع قوتها وقالت:
"لكن أنا لازم أكون قوية عشان جدّي وجدّتي."

وفجأة نادى عليها جدها اللي ماشي بعجزه مهرول  يطمئن عليها بعد ما وصل له الخبر  وقال:

"شكب نور عيني جدك،  أنتِ بخير."

قامت شكب  جري  وارتمت في  حضن جدها عشان كانت محتاجة حضن يقويها  وقالت:

"بابا وماما ماتوا يا جدو."

وفي نفس الوقت جيه أخوات عمار لما وصل لهم الخبر  وجريوا  على أخويهم  وهما بيسألوه:

"عمار أبويا  حصل ايه، طمّننا، وليه ما بلغتنيش وقت ما عرفت؟"

اترم عمار في حضن أخواته الأصغر منه وعيونه على شكب اللي ما قدرش يمسح جروحها وهو عقله مش قادر يستوعب اللي حصل. خلال ساعات، اتحولت حياة كل واحد فيهم لجرح، والضحك انضفت، قرروا عليها السؤال:

"بابا بخير، طمّننا،  اتكلّم."
شهق عمار ونزلت دموعه وهو ينظر على شكب وتذكر كلامها، ومسح دموعه ودموع أخواته وقال:

"يكون كويس، الحمد لله إنه معانا وفي وسطنا."

..

عند شكب:

ربّت الجد على كتفها ومسح دموعه وقال:

"لا حول ولا قوة إلا بالله، الله جاب الله، خد الله عليه العوض،  دي أمانة يا بنتي ورجعت عند ربها،  كلنا لينا يوم بنجي فيه ويوم هنرحل فيه،  توكل على الله."

اقتربت الجدة تضم حفيدتها، وانصدمت لما سمعت كلام حفيدتها وعرفت بوفاة ابنها،  وجلست على كرسي،  لم تحملها رجلها.
رجعت شكب على غرفتها وبجوارها جدتها بتظبط الضغط ليها، وتمّ لازق على الجرح بطول وشها، وفردت شكب شعرها فوقهم.

مرات الأيام:

وجاءت الشرطة تحقق في الحادثة وتستجوب الجميع وطلب عمار أن يحضر معهم ويفهم ملابسات الحادثة، وانصدم لما عرف إنّ السبب في إنقلب الشاحنة سيارة  اللي كان راكبها أبوه، وفي شهود شهدت إنه هو اللي كان بيسوق.  كان مصدوم ازاي أبوه متهم،  وإيه اللي حصل،  والأب فقط النطق والحركة.

وبالفعل دخل واستجوب كذا واحد من اللي كانوا موجودين،  وأقوالهم مختلفة ومتعارضة،  ووصل على غرفة شكب وكانت عمار  محرج من رد فعل  شكب  إن أبوه السبب تخسر أهلها.

سألها الشرطة:

"اسمك إيه؟"

ردت شكب وقالت:

"اسمي شكب أيمن محمود."

سألها الشرطة:

"عندك كام سنة،  وهل  تتذكرين ما حدث؟"

اتنهدت شكب وقالت:

"عندي 16 سنة ونص."

"نعم، فكر كل اللي حصل،  أنا كنت قعدة في الكرسي الأخير،  وانظر من النافذة،  أصور الطريق عشان اطلع بيه لايف عن جمال مرسى مطروح، لكن لحظت إنّ في سيارة ملاكى كان يقودها سائق،  ويجلس بجوره رجل كبير،  وفجأة جاءت سيارة نقل كانت بطردهم بشكل غريب،  وكل ما يحاول السائق  تجنبها،  معرفش وجاءت صدمت السيارة فانقلبت."

شكب للكاتبة صفاء حسني حقوق النشر للكاتبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن