شكب الحلقة ٢

2.5K 80 4
                                    

شكب: الفصل الثاني -  بين التفاهات والمنافسة (مع تصحيح الأخطاء)

انتِ ليلتك سوده، إيه اللي عملاه في نفسك ده؟ انتِ طفلة!

انزعجت شكب ونظرت شافت أبوها وقالت:

"انت يا حج فزعتني، أنا خلاص مش انفع تاني."

ابتسم الأب على شكل بنته وقال:

"والله العظيم مش عارف هتعقلي امتى، في عروسه في سنك تلعب في الرملة زي الأطفال، وامك سايبك."

اقتربت الأم وقالت:

"مالها امها بقي بتجيب في سيرتها ليه دلوقتي؟ على فكره امها واخده اجازة، وامها قرارات تصغر هي كمان."

ومسكت جردل في ماء ورمته على جوزها وضحكت وجريت، وكمان الاب شركهم وبدا يرمى عليهم رمله وماء ويجري وراهم ويضحكو.

كان شمس متغاظ من اللي حصل بسبب احراجه، وكمان تليفونه اتغرق ماء وشكله كان صعب.

عمار كان متابع كل ده من بعيد من النافذة وهو يتناقش مع ابوه وقال:

"انت تعبت نفسك ليه يا حج؟ مش قلت ليك لازم تثق في."

تنهد الاب وقال:

"يا ابني اكيد واثق فيك، لكن لازم اكون معاك ونحسبها صح، على قد تفاهات المناقصة على قد صعوبتها، لان كذا شركة داخلين المناقصة دي."

ابتسم عمار وقال:

"كل حاجه هتكون تمام، قول يارب، واه في خبر يسعدك، اتعرفت على شخص مهندس زراعة وشغال في شركه ماء وعنده خلفية عن المناقصة، واتفقت معه بكره يحضر معنا الاجتماع."

انصدم الاب واتعصب وقال:

"انت بتهرج صح؟ عايز تجيب واحد يعرف اسرار المناقصة وينقله الفاروق؟ لا طبعا!"

ابتسم عمار وطلب من ابوه يسمع منه وقال:

"اوردي انت شكك اصلا ان في واحد بينقل كل كبيرة وصغيرة في شركتين لشركة الفاروق صح؟ والا لا؟"

رد الاب بتنهد وقال:

"اه، لكن الاحتياط واجب."

كمل عمار وقال:

"احنا هنتاكد، لم المهندس ده يحضر معنا، هو اصلا شغال في شركه في اسكندريه ومش مشتركة في المناقصة، هو يقول اقترحته اقدم اللجنة."

"اقترح علاني، وده اللي يوصل الفاروق."

"واقترح مخفي، وده اللي نقدمه في آخر لحظة وكده ضربنا عصفورين بحجر واحد، نتاكد ان كان في جاسوس من اللي يحضروا ولا لا، ولو في يقدم نفسه العرض، ام لو مفيش كده احنا بردو كسبنا."

ابتسم الأب على فكرة ابنه.

رجعت شكب هي وأسرتها بعد ما استمتعت معهم وحضرو العشاء في الفندق.

في مكان اخر، الفاروق متعصب وبيضرب ابنه بالقلم:

"انت متخلف؟ امتى تكبر؟ امتى تكون مسؤول؟ رايح تلعب وتجري مع شوية صاعين وتعكس في البنات بدل ما تفكر معايا."

ابتسم شمس وقال:

"من قالك اني مش مركز في المناقصة؟ بكره هتعرف كل حاجه تخص عرض الشركة المنافسة."

انصدم الفاروق وقال:

"انت بتهرج ولا غايب عن الوعي؟ ازى هنعرف كل تفاصيل المناقصة؟"

كان شمس بنفس الابتسامة وقال:

"ده لعبة بقي، متشغلش بالك، اهم حاجة عندك ان تكسب المناقصة بأي طريقة."

فات اليوم على الجميع وكل واحد شغال عقله حاجه.

خرجت شكب بليل على الفرند وهى ترتدى ترنج وشعرها مفرود ووضع سماعات فى ودنه و بتسمع اغنيه.

في نفس الوقت كان عمار قلق وقام خرج على الفراند يشرب سيجارة.

وبدأ يولعها شاف شكب وهي سرحانة وبتغنى.

شاور ليها من بعيد على ودنها.

انتبهت شكب واحرجت وعملت الحركة اللي دايما بتعملها ترجع شعرها خلف أذنها وهى متلخبط، وقعت السماعة وهي بتظبطها وهى متلخبط، انخلعت من التليفون وصوت الاغنيه ظهر.

"حبيبي يامالك قلبي بالهوا، خدني معاك خدني خدني للهوا، انت داري بانشغالي، ولا حبك شئ خيالي، لو صدقت عيوني لو حسيت بحناني، كانوا عنيك عشقوني وماكنتش تنساني، وكنت كمان تقوللي كمان واغنيلك في كل مكان، لو حسيت بحنيني وعذابي في اشواقي، كنت اكيد حتجيني كنت كرهت فراقي، وكنت كمان تقوللي كمان واغنيلك في كل مكان."

كانت شكب مكسوفة جدا واخدت تليفونها ودخلت وضحك عمار على شكلها.

وما بين نفسه:

"احل سنه اللي انتِ عايشة فيها دلوقتي، ياريت فضلت صغير زيك ومفيش في عقلي ولا تفكير غير الاغاني والايف."

دخل عمار وبحث عن الاغنيه وفضل يسمعها لحد ما نام.

صحي الصبح على صوت المنبه صح اخد شاور ولبس قميص وبدلة كاملة وكرافتة.

ولمع حذاه وخرج في نفس الوقت.

كانت شكب خارج الغرفة تصور شروق الشمس والبحر، ولما شافت عمار فضلت تضحك.

استغرب عمار هي بتضحك على ايه وينظر لنفسه من فوق لتحت وبعد كده اقترب منها وهو متعصب:

"ممكن افهم بتضحكي على ايه دلوقتي؟"

ومازالت بتضحك.

زعق عمار فيها بصوت عالي:

"ممكن تبدل شغل الأطفال ده وتقولي بتضحكي على ايه؟ وبتعملي ايه دلوقتي هنا؟"

ردت شكب وهي تضحك وقالت:

"انا بصور شروق الشمس، انت بقي عندك كام سنه؟"

انصدم عمار من سؤالها وقال:

"ليه بتسال؟ بدوري لي على عروسه من الفانز بتوعك؟"

ضحكت شكب وقالت:

"والله فكرة، بس بجد انت عندك كام سنه؟"

اتنهد عمار وقال:

"عندي يا ستي 25."

رديت شكب وقالت:

"واوو، يعني لسه شاب، معجزتش؟"

اتعصب عمار وقال:

"انتِ عيلة وتافهه، وانا الغلطان اني صلحت ليكي التليفون."

ابتسمت شكب وقالت:

"انت فتحت تليفونك قبل ما تمشي؟"

كان يتجننى عمار من اسلوبه:

"لا متزفتيتش عشان متأخر، وواضح اني غلطان واقف بتكلم معاكي."

هديت شكب من الضحك وقالت:

"هقولك واريحك."

"النهارده الحرار معدى 39 درجة، يعني الجو حر جدا، وانت متشيك كرفتة وبدالة كانك رايح فرح او عريس اخ، نسيت واضح حضرتك متفهمش ايه اللي بيتلبس في مكان زي ده."

رجعت ضحكت:

"تابعني على الايف بتاعي واعلمك ايه اللي البس اللي ينسب للوقت ده، واللي ينسب للظهر، واللي ينسب بليل."

اتنهد عمار وقال:

"تصدق بايه، انا اللي غلطان اني وقفت معاكي يا خفيفة الظل، على العموم انا رايح شغلي ومش جايه اتفسح، وشكرا مش عايز اسمع هريك."

كتمت ضحكتها شكب وقالت:

"بجد شغلك؟ متخيل شكلك دلوقتي وانت في الشغل وانت بتنفخ من الحر والزهق."

كان عمار وصل لآخره وقال:

"لا خفيفة الظل، العربية مكيفة والمكتب مكيف، وده اسمه برستيج، سلام."

ورجع تاني مد ايده على شعرها ولخبطهم وضحك.

"وريني هتطلع لايف ازاي مع شروق الشمس؟"

وهو يضحك على شكلها.

كانت شكب متغيظة وطلعت لسانها ليه.

وقالت:

"قمر بردو، وهعمل لايف عن الشباب المعقدين اللي ذيكم اللي بيروح الشغل ببدالة وكرفت في عز الحر، ماله القميص لوحده؟ هي عقد وخلص."

ضحك عمار وقال:

"انا متخيل شكلك وانتي بتتكلمي عن الموضوع ويدخلو الشباب يهزقوا فيك، واوو يبقي منظرك يضحك، عشان في امكان كتيره بتشرط على العمال البس ده."

"وعلى فكره القمر بيطلع بالليل مش مع شروق الشمس."

لبسه نظرته ونزل كان منتظر أيمن والد شكب وركب معه، وشكب جريت دخلت الاوضه وبست من النافذة شافت ابوها ركب معه وقالت:

"هو بابا ركب معه ليه؟"

ومثلت دور وهى حط يدها على رأسها يكونش بابا.

"نوى يجوزني وانا صغيره؟"

وتمثل انها ركعى على الأرض:

"لا يا بابا ارحمني ارجوك اتوسل اليك."

تخرج الأم من غرفتها غرفة شكب المتصلة وزعقت:

"حرام عليك بجد حرام يا بنتي، انتِ عاوزه تجيبي أجلي ولا تجيبي لي جلطة؟"

ردت شكب وهى بتلعب فى شعر امها وقالت:

"ليه بس يا جميل يا مقطط انت؟ حتى يقدر يزعلك اللي بابا بس وقتها انا معرفكيش الصراحه."

وجريت وهى بتضحك.

....

اتكلم عمار مع أيمن على الأفكار وهما في العربيه.

واتفق معاه يقترح ايه وميقترحش ايه.

.....

وفى نفس الوقت عند شمس.

يظهر وهو نايمه جانب فتاة عارية وتبتسم له بحب.

وقالت:

"بحبك يا شمس."

ابتسم شمس وهو يقبلها:

"وانا كمان، انتِ اصلا ميتشبعش منك، بس فوقي كده علشان متتاخريش، عايز كل الاجتماع صوت مفهوم."

ابتسمت الفتاة وقامت وهي لفة نفسها بملاية.

وترمى قبلة فى الهواء وقالت:

"طائرة وارجعلك."

عط شمس على شفايفه وسحبها بالملاية وقال:

"هو الاجتماع الساعة كام؟"

ردت الفتاه:

"الساعة 9."

ابتسم شمس وينظر على الهاتف ويسحب الملاية من على جسمها وقال:

شكب: الفصل الثاني -  بين التفاهات والمنافسة (مع تصحيح الأخطاء)

لسه بدري، تعالي يا قمر.

في دقيقة كانت في حضنه.

وصل عمار على الشركة.

وسأل على السكرتيرة.

كانت جايه وراه جرى وقالت:

"أنا موجود اهوه يا فندم."

نظر لها عمار على هيئتها، واضح انها كانت بتكمل تعديل لبسها وهي في الطريق، وقال:

"بلغ الجميع يجي يحضرو الاجتماع."

ردت السكرتيرة:

"حاضر يا فندم، تومر أي خدمة تاني؟"

رد عمار:

"اه، هاتي معاكي فنجان قهوة وظبط نفسك، مينفعش سكرتيره عمار بيه يكون شكلها كده صح؟"

أحرجت السكرتيرة:

"أكيد يا فندم."

وبالفعل بلغت الجميع، وبعد كده راحت جابت القهوة ولزقت جهاز التنصت في الصينية، وقدمت القهوة ثم وضعت الصينية على مكتب صغيرة وهي بتفرق الورق على حسب نسيتها.

وخرجت.

تم الاجتماع وتم اختيار العروض اللي المفروض تتقدم في المناقصة.

وبعد الاتفاق وخرج الجميع، نادى عمار على السكرتيرة بصوت عالي.

دخلت السكرتيرة:

"نعم يا فندم؟"

كان ينظر عمار إلى الصينية وينظر لها.

وهي مرعوبة وخايفة تكون انكشفت.

وكان عمار يقترب من الصينية وهي حطت ايدها على قلبها.

وفجأة...

نتابع

؟

شكب للكاتبة صفاء حسني حقوق النشر للكاتبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن