الخاتمة الاولى

79 7 0
                                    

شكب
الكاتبة صفاء حسني
الخاتمة الاولى
"شكب بصّت له بتردد: "أنا... بخير."

عمار قرب منها وقعد جنبها، وحطّ إيده بلطف على إيدها. شكب حسّت بدفء إيده بيخترق برودة جسمها، فشدّت على إيده جامد.

شكب بصوت متهدّج: "كنتي قلقانة عليّ؟"

عمار بنبرة حنونة: "طبعًا، كنت بدوّر عليكِ في كل مكان. إيه اللي حصل؟"

شكب ودموعها نازلة: "ما كنتش عاوزه ازعجك أ

عمار مسح دموعها برفق: "أنتِ مش عبء عليّ أبدًا. أنا هنا عشانكِ."

شكب بكت بحرقة، ودفنت وشها في كتف عمار. عمار حضنها جامد، وحسّ بألمها. عرف إن في حاجات كتير ما بيعرفهاش عنها.
عمار بصوت خافت: "قولي لي، إيه اللي مزعلكِ؟"

"شكب بعدت وشها عنه وبصّت له بعيون دامعة: "خايفة لكون حمل عليكِ وكمان... بخاف أكون نحس عليكِ وأخسرك أو خايفة صبرك يخلص وتسيبني."

عمار بصّ لها بصدمة: "مين قال لكِ كده؟

أنتِ مش منحوسة، أنتِ بس وقعتي في ابتلاء. ربنا بيختبر العبد، واللي بيحبه بيقع في ابتلاء يشوف هو بيستحمل ولا لأ. وأنتِ مش أحسن من الأنبياء.

يعني سيدنا يوسف..."

ردّت شكب وهي بتمسح دموعها:

"عليه السلام."

أكمل عمار:

"عليه السلام، إخواته حقدوا عليه ورموه في البئر، وناس أخدوه وباعوه بأبخس الأثمان، وراح بيت حاكم مصر واعتبره ابنه. بس الشيطان غوى مراته، ونظرت له نظرة تانية وكانت عايزة يستجيب لها، بس هو رفض وفضل يتسجن بدل ما يقع في معصية وقال لربنا: 'السجن أحب لي'.

بسم الله الرحمن الرحيم

"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ

فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ"

مسحت شكب دموعها وقالت:

"صدق الله العظيم."

أكمل عمار: "وصبر على ابتلاء، وربنا أنقذه من السجن وبقى عزيز مصر واتجمع بأهله.

اعتبري قصتك زي قصة سيدنا يوسف. مع اختلاف ان احنا غير الانبياء
لكن انتى، اتخطفت من أهلك وناسك، واتحرمتي من أهلك، وكنتي مع واحد ما بيعرفش دين ولا أخلاق، بس كان ربنا عنده حكمة عشان تكون عندك نوفل ونور، ويكونوا هما النور في حياتك. ورجعت لي بعد ما كنت قطعت الأمل. أنا بعشقك بجنون يا شكب، وأصبر عليكِ، بس أنتِ معايا وفي حضني، وعُمري ما هسيبكِ لوحدكِ."
تمام،

شكب للكاتبة صفاء حسني حقوق النشر للكاتبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن