الفصل الاول

17.4K 248 7
                                    

انا تعبت معنتش قادرة استحمل فيها ايه انى مش بخلف ؟ فيها ايه لما اكون واحدة عقيمة ما دا مش بإيدى و مش ذنبى دى إرادة ربنا و مليش دخل فيها و أنا مش زعلانة عشان مش هبقى ام انا بس زعلانة عليهم و على تفكيرهم زعلانة عشان مش مقدرين حالتى و انى مليش دخل فى كل اللى بيحصل هما قدروا يخلفوا انا لاء ، و فى الاول و الاخر ارجع واقول الحمدلله.......... كانت بتكتب الكلام ده فى مذكرة فونها وهى بتعدى الطريق و مش واخدة بالها من العربية اللى جاية بسرعة .

هو كمان كان بيتكلم فى الفون و متعصب و مش واخد باله منها و لما شافها فرمل علطول بس للاسف كانت فقدت الوعى قدام عربيته فكر انو خبطها فنزل بسرعة من العربية وشالها عشان يوديها المشفى .

لما فاقت لقت نفسها فى المشفى وحست بحد ماسك ايدها بصت جنبها كان طفل عنده عشر سنين بيبصلها ببراءة و بيبتسم دمعت عيونها لما شافته و قالت : انت مين يا حبيبى ؟

قال الطفل وهو بيبتسم : انا فهد يا ماما
رددت وراه الكلمة تانى : ماما؟ ماما ؟  فضلت تكرر الكلمة كتير وهو لما ملقاش منها اى رد فعل زى انها تحضنه مثلا قام هو و حضنها و قال : وحشتينى اوى يا ماما

استغربت حركته بس رغم كدا حضنته و مكنتش عايزة تبعده عن حضنها حست ان حضنه دافى حست و كأنه فعلا ابنها و اخيرا بعد عنها وكانت بتعيط فمد ايده الصغيرة يمسح دموعها و فى الوقت ده دخل هو بطلته اللى بتخطف الانفاس كان شاب فى بداية الثلاثينات  كان مرجع شعره الاسود لوره و عينه البنية باينة على بعد سمرا و انفه المستقيم و بشرته الحنطية  و لحيته النامية شوية اللى بتزوده وسامة و جاذبية  اتكلم بصوته الاجش : الف سلامة عليكى

بصتله باستغراب و مردتش كانت بتفكر هو مين و عارفها منين ، و زى ما يكون فهم تفكيرها فقال : فقدتى الوعى قدام عربيتى و انا جبتك هنا و قالوا ان ضغطك كان عالى

اخيرا ظهر صوتها و قالت بامتنان : شاكرة جدا لحضرتك

قطع كلامهم الدكتور اللى دخل يكشف عليها و قالهم انها تقدر تخرج بس يا ريت محدش يزعلها و بعد ما خرج قال فهد بسعادة : يعنى انتى يا ماما جاية معانا و مش هتسبينا خالص مرة تانية ؟

تانى مرة يقولها يا ماما الكلمة اللى كانت نفسها تسمعها اما رائد كان واقف مصدوم ان ابنه بعد 4 سنين و اخيرا بيتكلم و رغم فرحته الكبيرة بابنه لكنه محبش يظهر دا قدام حد غريب ، استغرب فهد سكوتها فكرر كلامه مرة تانية و بالرغم من سعادة رائد لكنه كان زعلان و مضايق عشان فهد بيقولها يا ماما مش معنى انها شبهها انها تاخد مكانها او حتى القابها كان هيتكلم و يوضح لابنه بس منعه صوت فونه و كان اتصال من صديقه المقرب و هو الدكتور المسئول عن حالة فهد ، فخرج رائدعشان يكلمه و حكاله عن رد فعل ابنه لما شاف عليا و انه اتكلم فكان رد الدكتور ان دا مؤشر لشفاء فهد و لكن هيحتاجوا عليا معاهم عشان فهد اتأثر بها  ، فقفل رائد مع صاحبه و قرر انه يطلب مساعدتها و لازم توافق تحت اى شرط كان .

لما رائد دخل عشان يتكلم معاها كانت حاضنة فهد وبتعيط بصمت وفهد عمال يتكلم بطفولة و يقولها : كنت عارف انك هترجعى وكمان عارف انك لسه بتحبينى يا ماما

جز رائد على سنانه لما سمع كلمة ماما بس مضطر يستحمل عشان ابنه ، حمحم وقال : لو جاهزة اتفضلوا عشان نمشى

بعد ما خرجوا من المشفى قال فهد : اركبوا

عليا : متشكرة لحضرتك مرة تانية بس انا هروح لوحدى

فهد : انا هروح مع ماما

عليا كانت مبسوطة بالكلمة دى جدا بس هو مش ابنها فكانت هتوضح لفهد انها مش مامته و دا اللى استنت من رائد يعمله بس استغربت سكوته و قبل ما تتكلم قال رائد : فهد يا حبيبى اركب العربية و ماما اصلا جاية معانا

عمل فهد زى ما رائد قال فقالت عليا بغضب خفيف : حضرتك بتكذب عليه ليه ؟ و كمان عمال يقول ماما و حضرتك مش معترض بل بتأكد كلامه.

رائد ببرود : عشان دا فعلا حقيقة و انا مبكذبش على حد و اياكى مرة تانية تكلمينى بالاسلوب ده عشان هتزعلى

عليا بنفس غضبها : دا ان كان فى مرة تانية اصلا ، و بعدين انا مش أم حد و لا هكون أم حد

رائد : لاء هتكونى و غصب عنك او بإرادتك و خلى فى بالك انا محدش يعلى صوته عليا وخصوصا لما تكون واحدة زيك

عليا بسخرية  : ودا اللى هو ازاي بقى ؟ و بعدين مالها اللى زى يا بتاعة انت ؟

رائد  بغضب : قولتلك اتكلمى معايا كويس ومتعليش صوتك واعرفى بتكلمى مين

عليا وهى بتمشى : يا جدع  هتكون مين يعنى ؟ مجرد بتاعة لا راحت و لا جت

رائد اتنرفز من كلامها و من تقليلها منه ومن مكانته بس معزورة متعرفش هى بتكلم مين مسك ايدها يمنعها انها تمشى ، شدت ايدها منه بعصبية وقالت بتحذير و هى بترفع صوباعها فى وشه :  احترم نفسك و الزم حدودك بتمسك ايدى بأى حق ؟ حاول تعملها تانى و انا .....

رائد و هو بينزل ايدها : هتعملى ايه ؟ حاولى انتى بس تعملى الحركة دى تانى  و انا اكسرلك ايدك

عليا بتحدى : ابقى اكسرها و انا أكسرلك دماغك و------

مكملتش كلمها و كانت واقعة على الأرض و عليها دم

يتبع

زينب محروس الويشى

الإعصار ( عشق بلا حدود ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن