الفصل الخامس و الثلاثون و الأخير

4.6K 144 12
                                    

عليا من لما رجعت مع رائد و هى بتنام فى الأوضة اللى جنب أوضة فهد، الساعة اتنين بالليل بعد ما صلت ركعتين قيام ليل و قرأت سورة الملك راحت تطمن على فهد قبل ما تنام.
حطت إيدها على جبهته لما شافت وشه مايل للتورد، فكان سخن فعلاً دورت على علبة الإسعافات عشان تقيس درجة الحرارة وتعطيه علاج لكنها ملقتش فى اوضتها و لا أوضة فهد فتلقائى اتجهت لأوضة رائد، فتحت الباب بهدوء عشان متصحهوش لكنه مكنش موجود أصلاً، اتحركت تدور ع العلبة فى الأدراج و هى بتسأل نفسها رائد فين فى الوقت ده؟ خطر على بالها تدور فى جزء الدريسنج روم و اللى كان بابها مفتوح، كانت كل ما بتقرب خطوة بتسمع صوت همهمة مش مفهومة، وقفت قدام العتبة تتابعه و هو قاعد ع السجادة و رافع إيده و بيدعى بدموع و بصوت واطى لكن مسموع، إن ربنا يغفر له و يسامحه على الذنب اللى ارتكبه فى حق عليا، و بيدعى إنها تسامحه و تقدر تنسى اللى حصل و وجعها يخف و تتقبله كزوج ليها و تعطيه فرصة يعوضها عن كل حزنها.
عيونها دمعت عشانه لما شافت قد ايه هو ندمان ع اللى حصل، مسحت دمعة نزلت من عيونها و قررت تخرج برا الأوضة على ما يخلص و بعدين تدخل تسأل عن الأدوية و جهاز قياس الحرارة.

الصباح طلع، كانت عليا نايمة فى سريرها، فتحت عيونها بملل لكن الموضوع مخدش اكتر من خمس ثوانى عشان تعرف إنها فى اوضتها و إنها مش فاكرة جيت هنا ازاى، اخر حاجة فاكراها إنها كانت جنب فهد بتعمله كمدات ساقعة عشان الحرارة تخف.
فتحت باب الأوضة لقت رائد قاعد ع الأرض و دماغه ع طرف السرير، قربت من فهد الأول و لما اتأكدت إن الحرارة قلت صحت رائد بهدوء، دعك عيونه بنعاس و هو بيسألها: الحرارة خفت؟
- اه الحمدلله الحرارة بقت طبيعية، هو أنت فضلت هنا طول الليل؟ و انت اللى نقلتنى اوضتى؟

رائد وقف و هو بيطمن على فهد و قال: اه، انتى نعستى و انتى بتعملى كمدات فأنا نقلتك الأوضة عشان تاخدى راحتك فى النوم.
عليا ابتسمت بحب و قالت: طب روح كمل نومك باين عليك عايز تنام، و أنا ههتم بفهد.
رائد خرج من الأوضة و هو مبسوط جداً لأن عليا دى أول مره تبتسم له بالطريقة دى، بدأ يحس إنها هتسامحه و فى أمل يتصالحوا.

فى ڤيلا النفيلى.
ليان كانت قاعدة على كنبة و ضامة رجلها لصدرها و قاعدة مش بتعيط و كأنها فى حالة صدمة، قاعدة نفس القاعدة من لما رجعت من الدفنة، حتى لما كان بيجى حد يعزيها مكنتش حتى بترفع عيونها ليه أو ترد عليه لما يقولها البقاء لله، نازلى قومتها و طلعتها الأوضة عشان ترتاح شوية و سابتها لوحدها مع ذكرياتها القليلة مع فريد ، أخدت صورة لفريد كانت جنب السرير و باستها بهدوء و اخدتها فى حضنها و نامت و كأنها بتهرب من الواقع.
صحت بعد شوية على صوت زعيق، نزلت للطابق الأول بسرعة بإسدالها الأسود فلقت عتمان النفيلى بيزعق قبال نازلى، و دى كانت أول مرة ليان تشوفه، بصتله بتكشيرة: أنت مين؟ و بتزعق ليه؟
عتمان ببجاحة: انا صاحب البيت اللى انتى مبرطعة فيه ده.
ليان نقلت نظرها بين نازلى و مدام امانى اللى رفضت تسيبها من ساعة اللى حصل و قالت بتهكم: عرفتك أنا كدا يعنى! و بعدين صاحب البيت ازاى؟
اتدخل جمال اللى واقف جنب عتمان: دا عتمان النفيلى عم فريد النفيلى و الڤيلا دى بتاعته، و جي يسترجع حقه.
ليان معرفتش ترد تقول ايه، هى مش فارق معاها الڤيلا كل اللى فارق معاها إنها مش عايزة تسيب المكان عشان فيه ذكريات مع فريد حتى و لو كانت ذكريات لتلات أو أربع أيام، أمانى رجعت نازلى و ليان لورا بهدوء و وقفت قدامهم و قالت: حقك ازاى يعنى، الفيلا دى بإسم باشمهندس فريد و قبل ما نشوف الوصية مش من حقك تطالب مدام ليان بحاجة.
جمال بغيظ: يعنى ايه يعنى نستنى الوصية أنا بقولك الڤيلا بإسم عتمان بيه و لو مش مصدقة شوفى الأوراق دى و شوفى بنفسك إثبات الملكية.

الإعصار ( عشق بلا حدود ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن