حل المساء و تسلل ضوء القمر نحو منزل أبطالنا الجميل
بيت كبير ذو ألوان متناسقة و أثاث جميل مرتب ،
الورد في كل مكان ينشر رائحة زكية في البيت بالإضافةلضحكات الأطفال التي تنشر سحرها الخاص في المكان
فتزيد من لمعان و بريق كل شيء ، طفلتنا الصغيرة
"مريم" تتحرك بدراجتها و ترفرف بيديها كعصفور صغير
يحاول الطيران ، عينيها تتحرك على أخويها المشاكسين
" أدهم "و "آدم" اللذان يركضان خلف بعضهما مثل القط و الفأر .
_ أعد الكرة يا آدم إنها لي .
قالها أدهم الصغير وهو يحاول اعتراض طريق أدم .و الأخير كان يراوغ مرة يذهب لليمين و مرة لليسار تحدث أدم قائلاً : أبي اشتراها لي أنا .
أدهم : بل لي أنا .
اعترض أدم وقال : أنت أفسدت كرتك وهذه كرتي .
أدهم : بل كرتك التي فسدت ، و هذه كرتي أنا .
كاد أدم يتحدث و لكن الكرة سحبت منه و نظر كلاهما
للفاعل و الذي كان "براء" الأخ الأكبر لهما .
براء بغيظ : الكرة ليست لك ولا له بل لي أنا ، هل ارتحتما هكذا .
أقبلت أختهم الكبرى "لينا" و هي تتجه نحو مائدة الطعام
لتضع الأطباق عليها قالت بهدوء : أظن من الأفضل لكم جميعا أن تساعدوني أنا وأمي في اعداد المائدة .
و كأنهما لم يستمعا لكلامها و عادا للشجار .
أدهم : من الأساس أبي يحبني أكثر منك .
أدم بغضب : بل يحبني أنا أكثر منك .
ضرب براء على جبهته و قال بيأس : أنتما الاثنان لن تستسلما أليس كذلك ؟
أنا تعبت من كلاكما .قال ذلك واتجه نحو المطبخ ليساعد أخته في نقل الأطباق .
خرجت الأم " سوسن " من المطبخ و هي تحمل زجاجة
الحليب من أجل صغيرتها مريم ، فأسرع أدم وأدهم
نحوها ليكملا الشجار ، مما جعل والدتهما تتوقف و تطالعهما بتعجب .
أمي أبي يحبني أكثر أليس كذلك ؟
قالها أدم باصرار وهو ينتظر إجابة مصيرية بالنسبة لهأدهم : بل يحبني أنا أليس كذلك يا أمي ؟
نظراتهما المترقبة التي تلمع باصرار جعلتها تضحك بشدة .
نظر الصغيرين لأمهم باستغراب ثم نظرا لبعضهما بحيرة .اتجهت الأم نحو صغيرتها وحملتها برفق وقالت بابتسامة : والدكم يحبكم جميعاً ولا يفرق بين أحد منكم .
تابعت قائلة : و أنتما أيها التوأم المختلف قولا لي متى ستكفان عن الشجار ؟
أنت تقرأ
غريبٌ في الحياة
Mystery / Thrillerغريب أنا من دونكم غريب أنا حتى في وطني غريب أنا حتى لو كان كل الناس حولي .