كان مهند في عمله حين قطعه اتصال هاتفي
أجاب فإذا به مدير مدرسة براء و آدم ، دب القلق في قلبه و خوف مريب انتابه .
مهند : و ما المشكلة ؟
المدير : أردنا إبلاغك أن براء تغيب عن المدرسة ثلاثة أيام متتالية و إن استمر غيابه سيفصل .
صدمت جمدته و قال : ماذا ؟ و لكني أحضره للمدرسة كل يوم !!
ترى أين يذهب براء ؟!
..........
أمر كهذا أقلق مهند بشكل كبير و خاصة أنه يوصل آدم و براء إلى باب المدرسة و يعود لاصطحابهم عند انتهاء الدوام المدرسي ،
فكيف لبراء أن يتغيب ثلاث أيام أين يذهب و ماذا يفعل ؟ كل التصورات السيئة داهمت عقل مهند ، أسند ذراعيه على المكتب معتصراً
رأسه بين كفيه التفكير ينهش عقله ، هو مشتت لأبعد حد ، كاد يقف لكي يغادر المكتب في نفس اللحظة التي
دخل حمزة و هو يقول : أنهينا أعمالنا مبكراً هذا اليوم لقد ...
مجرد أن التقت عيونه بعيون مهند المستغيثة علم أن هناك خطباً ما فقال بقلق : هل هناك مشكلة يا مهند ؟
لم يقاوم بل أخبره بالأمر على الفور فهو يحتاج دعمه بشدة لربما يهديه للطريق الصحيح قال بتعب : براء .
خفق قلب حمزة بخوف و قال : براء !! ما الأمر ماذا حدث له ؟
تابع مهند بضعف : أبلغني مدير مدرسته للتو بأنه لم يحضر للمدرسة لمدة ثلاثة أيام .
حمزة باستغراب : مهلاً لحظة ! كيف ذلك ؟ ألست من يوصله للمدرسة و يأخذه منها ؟
أومأ مهند برأسه ...
حمزة : و لكن أين من الممكن أن يذهب براء ؟ و لماذا لا يحضر دروسه ؟
تحدث مهند بألم و تعب : هذا ما لا أعلمه يا حمزة ، عقلي يصور لي أسوأ الأحداث و الصور ، لا أعلم أيها الأصح لا أجد تفسيراً لما يفعله براء ، براء لأول مرة يكذب علي يا حمزة .
تنهد حمزة بحزن و قال : هون عليك يا صديقي ، لا أظن بأنه قد يفعل أمراً سيئاً أو خطيراً ، تحدث معه بهدوء ربما يخبرك بكل شيء .
همس مهند : يجب أن أعلم ما الذي يحدث معه .
أمسك مفاتيح سيارته وخرج من المكتب و تبعه حمزة .
...........
اصطفت سيارته بمكان قريب من مدرستهم بحيث يرى البوابة من مكانه جيداً و لكن هم لا يروه .
نطق حمزة قاطعا الصمت : في ما تفكر يا مهند ؟
لم يجب مهند
فقال حمزة : موعد انصرافهم بقي عليه نصف ساعة أليس كذلك ؟
أومأ مهند برأسه و قال : نعم ، لنرى من أين يأتي براء ؟
أنت تقرأ
غريبٌ في الحياة
Mystère / Thrillerغريب أنا من دونكم غريب أنا حتى في وطني غريب أنا حتى لو كان كل الناس حولي .