المتصل : السيد مهند جلال ؟
مهند : نعم أنا ، من معي ؟
المتصل : ضابط الشرطة المسؤول عن قضية الحريق التي أصابت منزلك و راح ضحيتها عدد من أفراد عائلتك .
ابتلع غصة في جوفه و قال بقلق : ما الأمر سيدي ؟
الضابط : استطاعنا الحصول على أشرطة مراقبة من الأماكن المجاورة لمنزلك ، و اتضح أن الأمر حدث بفعل فاعل .
خبر كالصاعقة بل أشد ...
تحدث بألم : الفاعل ؟
الضابط : مع الأسف لم نستطع تحديد هويته بعد ، و لكننا نبذل جهدنا ، أردنا إبلاغك بالأمر لتأخذ حذرك .
أقفل مهند مع الضابط و عيناه تتابع حركات آدم و براء ،
الحريق ، هناك من افتعله ليقضي على عائلته ، عند تلك الفكرة جنّ جنونه ،هناك من يؤذيه بعائلته ، وضع يده على رأسه بألم شعر
بالاختناق فتحرك بسرعة نحو الشرفة الخارجية ، لم يلاحظ آدم و براء ذلك بينما أعين حمزة هي من رصدته .
تحدث حمزة مع براء : أنت تذكرني بيحيى كان يتذمر كثيراً ، كلاكما لا يُقدر لمساتي الفنية .
وضع طبقي الطعام أمام آدم و براء و قال : تناولا فطوركما بسرعة ، من سينهيه أولاً سأشتري له حلوى لذيذة .
براء : و أنت و أبي، ألن تتناولا الفطور ؟
حمزة بابتسامة : سنتجهز للعمل أولاً ثم سنتناوله لا تقلق ، هيا سميا باسم الله و تناولا الفطور .
تحرك بعدها بسرعة من أمامهما متجهاً نحو الشرفة حيث مهند .
كان مهند يضغط بيده على شقه الأيسر موضع القلب و يده الأخرى تقبض على سور الشرفة بقوة ،مغمض العينين يأخذ أنفاسه بصعوبة و كأنه في جوف بئر عميق .
يتألم بشدة وجهه يصرخ بألم مكتوم ...
وضع حمزة يده على كتفه و قال بألم : سيمضي صدقني سيمضي كل ما يؤلمك سيمضي يا صديقي .
بقي مهند على حاله و تحدث بألم : لا شيء يمضي يا حمزة لا شيء يمضي ، أنا لا زلت عالقاً حيث ذلك اليوم الذي ودعتهم فيه .
ابتلع المرارة و قال بألم أكبر : أشتاق لهم كالغريب المشتاق لأرض وطنه ، أشتاق لبسمة سوسن ، و ضحكات لينا ، مشاغبات أدهم ، و مناغات مريم ، كنت أظن بأني أنا سندهم و حمايتهم و لكن في الحقيقة هم من كانوا سندي و حمايتي و كل حياتي .
قبض بيديه على السور و فتح عينيه المحمرة التي كبحت الدموع بقوة قائلاً بألم : أتعلم ماذا كانت أمنيتي يا حمزة ؟
حمزة : مهند ...
قاطعه و تابع بألم جلي : كانت أمنيتي منذ كنت صغير أن أكون ضمن أسرة تحبني و أحبها من كل قلبي ، أن أرزق بزوجة و أبناء
أنت تقرأ
غريبٌ في الحياة
Mystery / Thrillerغريب أنا من دونكم غريب أنا حتى في وطني غريب أنا حتى لو كان كل الناس حولي .