شعاع نور

262 34 77
                                    

وصل للمشفى أخيراً ، هو الآن يركض بين أروقتها بسرعة كبيرة و حمزة يحاول اللحاق به ،

نار الشوق بداخله كبيرة ربما برؤية صغيره سيخمد إحدى جمرات هذه النيران المشتعلة ، و هل إطفاء جمرة واحدة كفيل باخماد ذلك 

الحريق المشتعل بين حجرات قلبي ؟!

وصل لهدفه المنشود ، دخل الغرفة و قلبه يضرب قفصه الصدري بعنف ، وجد ضالته أخيراً يجلس على السرير بوجه منهك حزين قدمه و يده مضمدتين بلفاف أبيض ، أحد الممرضين يجلس معه

آدم : همس بها بشوق جارف .

كالغريق يتمسك بقشة هكذا كان صغيرنا حين سمع صوت والده التفت له بتعب و اجتاحت الدموع عينيه ، ترك العنان لها وهو ينطق

 بحروف مرتجفة : أ أبي .

اقترب منه مهند بسرعة و نظراته تشمل كل جسده ليتأكد من كونه بخير ، ربت على رأسه يريد احتضانه لكنه يخشى أن يؤذيه في نفس

 الوقت ، أما أدم فرمى نفسه في أحضان والده متشبثاً به بقوة بيده السليمة و بكى بشهقات متعالية ، تردد في وضع يده على ظهره

 يخشى أن يكون مصاباً و يؤلمه نظر للممرض و الذي قال : سيكون بخير ، حروق يده و قدمه ستشفى مع مرور الزمن و المداومة على العلاج .

طمأنه بقوله ، فوضع يده على ظهره ليضمه إلى أحضانه بحنان و شوق كبير ، أما عن أدم فبكاؤه يزداد و شهقاته تتعالى و هو 

يستحضر الموقف و يقول ببكاء و ألم : لقد خفت كثيراً يا أبي ، خفت كثيراً ، كل شيء كان يحترق يا أبي ، كل شيء ، نيران كثيرة

 كثيرة جداً ، لم نستطع الهرب من المنزل ، لم نستطع أن نتحرك لأي مكان ضمتني أمي أنا وأدهم بقوة لتحمينا من النيران رغم أنها 

كانت تتألم و لكن ....

صمت و وتيرة بكائه تزداد ، غصة البكاء خنقته فلم يستطع إكمال حديثه .

أما مهند فقد انفطر قلبه و هو يرى حالة صغيره المتألمة بجسده الخائف المرتجف ، بكى لتختلط دموعه المتألمة مع آلام صغيره و شهقاته .

شعر بألم يغزو كل جسده حين رفع أدم وجهه الذي يصرخ بكل معالم الألم و سأل بحزن و ألم : أين هي أمي ؟ أنا أريد أمي .

حاوط وجه صغيره بيديه و قلبه يعتصر ألماً ، كيف سيبلغه بما جرى ، كيف سيتحمل هذا الصغير مرارة الفقد ، كيف و كيف أسئلة 

كثيرة سيطرحها و مفتاح اجابتها مخفي بين طيات الأيام .

مسح دموع صغيره و هو يقول بحنان : أنا بجوارك يا صغيري لا تخف .

نظر له الصغير بعيون باكية : لا تتركنا ثانية يا أبي لنبقى معاً ، هيا لنذهب حيث أمي و اخوتي ، خذني إلى جوار أمي يا أبي .

غريبٌ في الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن