إلى اللقاء "النهاية "

368 33 165
                                    

"يمر وقت طويل على فقدك لشخصٍ مُتوفي حتى يظن الجميع أنك تجاوزت ذلك، لا أحد يعرف أنك مازلت عالق في ذلك اليوم وتلك الساعة تحديدًا، الساعة التي شعرت حينها أن كل شيءٍ حُلم لا يُصدّق." _لقائله _

كان يحدق في شاشة حاسوبه يقرأ هذه الكلمات مراراً وتكراراً لقد لامست جرح قلبه الذي لم يشفى رغم مرور كل تلك السنوات ،

 أسند ظهره على الكرسي بتعب ، مغمضاً عينيه ليداري تلك الدموع التي تتلألأ في عينيه مباغتة إياه بالخروج ، سحبته الذكرى 

لذلك اليوم الذي تلقى فيه الصدمة ، ذلك اليوم الذي فقد فيه السند و الأمان ، ذلك اليوم الذي تيقن فيه بأن قلبه اضمحل ، واسى شقيه

 ببضع الكلمات في ذلك اليوم و لكنه لم يستطع مواساة نفسه حتى اللحظة .

لا ينسى صوت شقيقه و هو ينادي على والده يطلب منه الاستيقاظ و لكن هذه المرة مخالفة لكل المرات والده لا يجيب ، لا ينسى

 حين حملوا والده على الأكتاف ، لا ينسى حين واروه تحت التراب ، لا ينسى ولا ينسى ، و كيف له أن ينسى ....

...................

في الماضي ، وفي ذلك اليوم ، يوم الوداع و الفراق ...

على باب نادي الفروسية ...

آدم : براء أبي تأخر كثيراً .

كان ينظر حوله بقلق ، يبحث بعينيه عنه ، قال مطمئناً شقيقه رغم القلق الذي ينهش قلبه : سيأتي بعد قليل يا آدم ، ربما طرأ له عمل ما

 ، اصبر قليلاً يا أخي .

مضت مدة من الزمن ...

تفاجأ براء و آدم بقدوم عمتهما مرام لاصطحابهم ...

براء بتعجب : عمتي !!

تحاول ألا تبكي تحاول التماسك لكنها لا تستطيع ، ضمت كلاهما و أجهشت في بكاء مرير ...

نظر الصغيرين لبعضهما لا يعيان شيئًا ...

آدم ببكاء : عمتي ما الذي يحدث ؟

براء بخوف : و أين أبي ؟

لم تتكلم أيضاً هي منهارة لأبعد حد و لكن يجب عليها أن تصطحب آدم و براء ، بينما حمزة انطلق للمشفى و هو بين حالة وعي 

ولا وعي ، بل هو يتمتم في داخله أن هذا مجرد كابوس و سينجلي .

أركبت براء و آدم في السيارة و اتجهوا نحو المشفى ...

وصلوا و دخلوا إحدى الغرف ، رأوا شخصاً مسجياً على السرير بينما عمهم حمزة يستند برأسه على الفراش ممسكاً بيد الشخص النائم

 و ما كان هذا الشخص سوى والدهم ...

لم ينتبه حمزة لهم إلا حين سمع صوت براء المرتجف : أ .أ ..أبي .

غريبٌ في الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن