احذر من صديقك

261 26 88
                                    

تشنج آدم في مكانه يبكي بقوة و هو يرمق والده الذي انهار أمامه ساقطاً بلا حراك يناديه هامساً عساه يسمع استغاثته : أ أبي

بينما ركض براء نحو والده بذعر كبير و الدموع تتسارع على وجنتيه ، هزه بيديه الصغيرتين و قال بصوت متألم : أبي ، أرجوك أفق 

يا أبي ، لا تتركنا أنت أيضاً ، أبي ، لا تفعل ذلك أرجوك ، أبي ...

وضع رأسه على صدر والده و بكى بقوة و هو يرجوه أن يكون بخير ، طفل صغير بعمره لا يعلم كيف يتصرف وضع في موقف يهتز له أقوى الرجال .

طرقات الباب ربما كانت المنجدة ...

وقف براء بسرعة يستغيث من الطارق ظناً بأنه حمزة فتح الباب و هو يبكي و نظره موجه نحو والده : عمي حمزة أبي ، أبي ...

صوت غريب تسلل لأذنيه جعله ينظر بتوجس: مهند !!

تخطاه ذلك الشخص بسرعة بعد أن لمح جسد مهند المسجي على الأرض ، تحرك بسرعة نحو مهند حمله و اتجه لأقرب غرفة 

كان براء يلاحقه هو و آدم بخوف و يرمقانه بتعجب و بكاء .

الشخص و هو يتحرك بعملية و اتقان طبيب : ما الذي حدث يا براء ؟

تدارك براء نفسه و هو يقول : ل لقد شعر أبي بالدوار ثم سقط فجأة .

حرارته مرتفعة : قالها ذلك الشخص بقلق و هو يتحسس جبين مهند .

نظر لبراء و قال : هل يمكنك مساعدتي ؟

هز براء رأسه و بدأ يعطيه ذلك الشخص بعض التعليمات ، صنع الكمادات لمهند ووضعها على جبينه ثم قال لبراء : سأذهب لأحضر 

بعض الأدوية لوالدك ،و أنت استمر بوضع الكمادات اتفقنا ؟

براء بتركيز و دموعه لا تزال تجري على وجنتيه : حسناً .

ذهب ذلك الشخص و عاد بسرعة بعد أن أحضر العلاج المناسب ، قام بحقن مهند بالدواء و جلس بجواره بتعب يجس نبضه و يقيس 

حرارته و يضع الكمادات الباردة على جبينه ، بعد مضي ساعتين ،

 تنهد براحة و ابتسم بتعب و هو يقول :

 و أخيراً انخفضت حرارته .

بينما كان براء يحتضن آدم و يبكي كلاهما بخوف ،

خوفه على صديقه جعله ينسى أن يطمئن هذان الصغيران .

اقترب منهما و نظرات كلاهما تنظر له بتوجس فهو لا يزال شخصاً غريباً بالنسبة لكلاهما .

انخفض لمستواهما و ربت بيديه على شعر كلاهما و قال بابتسامة حنون : لا تقلقا والدكما بخير .

تحدث آدم بصوت مرتجف بكّاء : أي أنه لن يذهب حيث أمي و اخوتي ؟ لن يتركنا أبي أيضاً أليس كذلك ؟

غريبٌ في الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن