رحبت مرام بأخيها و صغاره بحفاوة وحب كبير بينما تعلق براء و آدم في أحضانها و كأنهما يستمدان دفء الأم و حنانها .
وصل بعدهم يحيى و حمزة لتكتمل جلستهم العائلية الدافئة .
كان الأصدقاء الثلاثة يتحدثون و يتسامرون و ما بين مشاكسات حمزة و هروب يحيى من جواره خوفاً من أن تطاله حركات حمزة
المجنونة فهو اكتفى من الاصابات لهذا اليوم و تحيطهم نظرات مهند الحنونة و ضحكاته المتعالية ، وجود ثلاثتهم معاً كفيل بأن يجعلهم
ينسوا حزنهم و هموهم كفيل بأن يجعلهم يضحكون من أعماق قلبهم ...
ولكن يا أبي لم تخبرنا بقصة صداقتكم كيف تعرفتم على بعضكم ، نريد القصة بالتفصيل أرجوك .
: سؤال طرحه براء بفضول و رجاء ، بينما تحفز آدم لسماع القصة .
ابتسم مهند ابتسامة واسعة و عيونه تلمع بسعادة حين تذكر تلك الأيام التي عرفته على حمزة و يحيى ، و نفس الابتسامة ارتسمت على وجه يحيى و حمزة ...
مهند : سأشبع فضولكما ، بالنسبة لعمكما حمزة فأنا أعرفه منذ كنت في سن آدم ، كان يجلس بجواري في مقعد الدراسة و هذا أول
تعارف لنا في المرحلة الابتدائية ، و اكتشفت بعدها أنه يسكن في البيت المجاور لبيتنا ، و منذ المرحلة الابتدائية وحتى الآن و
هو صديقي الصدوق في الحقيقة لقد أثبت جدارته و نبل أخلاقه و جنونه أيضاً ، و لكن جنونه الحقيقي ظهر مع عمكما يحيى .
ابتسم يحيى و هو يكمل ما بدأ به مهند : في المرحلة الثانوية و بسبب وفاة أبي ليرحمه الله اضطررت للانتقال من مدرستي في
منتصف الدراسة إلى المدرسة التي يدرس فيها والدكما و عمكما العاقل حمزة ، كنت أجلس وحيداً ولا أختلط بأحد صامتًا لا أتكلم
حتى أن المعظم ظنني أبكماً ، والدكما تقدم مني في مرة من المرات التي كنت أجلس فيها منعزلاً عن الجميع ، جلس بجواري
و أخذ يحادثني و كأنه يعرفني منذ زمن بعيد في الحقيقة لم أتجاوب معه منذ أول مرة ، و لكن كما تعلمان والدكما لا ييأس أبداً ،
اعتبرني صديقاً له و بقي يحادثني و يشرح لي الدروس التي فاتتني ، بعد الأسبوع الثاني بدأت أتجاوب مع والدكما ، و لنقل أن ظروفنا
وهمومنا كانت متشابهة .
نطق جملته الأخيرة بحزن ظاهر ، و لكنه بدده بسرعة قبل أن يلحظه الصغيرين فأكمل بمرح و هو ينظر لحمزة : و لكن أحدهم كان
يشتعل غيرة ، لأنه ظن بأني أخذت صديقه المفضل منه و ...
سعل حمزة بشدة ثم قال بسرعة : وهكذا أصبحنا أصدقاء معاً ، و لا زلنا بحمد الله انتهت القصة يا صغار قصة جميلة أليس كذلك ؟
أنت تقرأ
غريبٌ في الحياة
Mystery / Thrillerغريب أنا من دونكم غريب أنا حتى في وطني غريب أنا حتى لو كان كل الناس حولي .