المشهد يتكرر

259 28 80
                                    

"يا من كنتم نجوماً تضيء سمائي طول تلك السنوات ، و بين ليلة و ضحاها ، أصبحتم شُهباً  عبرت مسرعة و تركت لي الظلمات فقط ."

"""""""""""""""""

أبي أبي  : قالها أدم و هو يهز يد والده بقلق .

انتفض مهند في الفراش فزعاً ، العرق يتصبب من جبينه بغزارة و كأنه كان يبذل مجهوداً جباراً ، صدره يعلو و يهبط بتسارع ،

 ينظر حوله ،أين كان و أين أصبح ، عقله مشوش ، برودة الفجر دبت في أوصاله و لتفيقه لواقعه الأليم كل ما رآه كان مجرد حلم

 و حسب ، الساعة التي غفا بها حلم بهم و ليت الأحلام تتحول لواقع و لو لمرة واحدة ، لحظات و انتبه لعيون صغيره التي تلمع

 بالدموع تحملق به بقلق ، مجرد أن رأى وجه صغيره جاهد على رسم بسمة حنونة و هو يربت على شعره

قال بصوت ضعيف مضطرب : هل تريد شيئاً يا أدم ؟

أدم بحزن يشوبه القلق : أنا أسف لأني أيقظتك و لكن يبدو أنك كنت ترى كابوساً يا أبي ، كنت تئن بخفوت هل تتألم يا أبي ؟

سؤاله رغم بساطته إلا أنه فتح جراحاً كثيرة لم تلتئم و لن تلتئم مهما جرى عليها الزمان

تابع أدم قائلاً ببراءة : قل لي أين موضع ألمك ، سأقبّله كما كانت تفعل أمي معنا و أخبره أن يرحل و سيفر الألم هارباً بعدها .

همس مهند قائلاً في نفسه : ليت الأمر بسيط كما تظن يا آدم .

أخذه في أحضانه و قال : وجودك كافٍ لتخفيف جزء من ألمي يا صغيري .

سمعا طرقات على باب الغرفة و أطل حمزة

حمزة : أتيت لايقاظك من أجل صلاة الفجر و لكن يبدو أنك سبقتني .

أومأ مهند برأسه و نظر لآدم قائلاً : ما رأيك أن تصلي معنا اليوم ؟

هز الصغير رأسه بحماس ...

حمزة و هو يشير له : تعال معي إذن يا آدم لنتوضأ سوية .

ركض آدم باتجاه حمزة ممسكاً يده و غادر حمزة الغرفة و هو ينظر لمهند بحزن ، اختفت ابتسامته التي رسمها من أجل صغيره فقط

 و وضع يده ضاغطاً على عينيه بتعب و ألم ، هو يجاهد على إكمال حياته من أجل صغيريه ، تنهد بألم ثم تبع حمزة وآدم ، صلى ودعا

 كثيراً أن يعينه الله و يحفظ له من تبقى من أحبته .

بدأ حمزة و مهند بالاستعداد للخروج و ساعد مهند آدم في تبديل ملابسه و ترتيب شعره فهو سيخرج أيضاً .

انتهت تجهيزاتهم و قبل أن يخرجوا ...

نظر آدم لوالده بتساؤل و قال : إلى أين نحن ذاهبون يا أبي ؟

انخفض مهند لمستواه و قال بحنان : سيصطحبك عمك حمزة للشركة ، مكان عملنا .

عبست ملامح الصغير قليلاً و هو يقول : و أنت يا أبي ، ألن تأتي معنا ؟

غريبٌ في الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن