بالنسبة لآدم و براء فقد كان اليوم يوماً حزيناً بالنسبة لهما ، فاليوم تحتفل مدرستهم بيوم الأمهات ، هم يرون أصدقاءهم كل واحد
يتعلق بيد أمه ، و آخر تقبّله أمه على وجنته ، وآخر يركض لأحضان أمه و ضحكاتهم تتعالى ، انتحى براء لزاوية حتى لا يراه أحد
و جلس يبكي بقهر و حزن متذكراً أمه ، و كذلك آدم كان يبكي بحزن و ألم ...
حان موعد الانصراف
بحث براء عن آدم كثيراً في المدرسة و لم يجده ، خرج للخارج فوجد والده في انتظارهم
ركض براء نحو والده و قال بصوت امتزج بالبكاء : أبي آدم مفقود ، أنا لا أجده في أي مكان .
هوى قلبه وشلت الصدمة كيانه ، لكنه تدارك الأمر بسرعة ، أمسك بيد براء و سار لداخل المدرسة
تحدث براء قائلاً ببكاء : لقد بحثت في كل مكان في المدرسة و لم أجده ، حتى في غرفة الفصل لم أجده .
شدد من إمساكه بيد براء و قال بثبات زائف : لا تقلق سنجده .
طالع مهند ساحة المدرسة ثم سأل براء باستغراب : هل كان هناك مهرجان هنا أم ماذا ؟
يوم الأمهات : قالها بانكسار و ألم و دموعه لا تزال تجري على وجنتيه المحمرة .
حين علم الإجابة علم مدى خطورة الأمر فيبدو أن هذا اليوم أثر على براء وآدم بشكل سيء و أفاض أحزانهما المخبأة، أسرع في خطواته يبحث و يسأل هنا و هناك عساه يجده و يتمنى أن يجده بخير .
..............
في المشفى ، أنهى الطبيب فحوصاته ، و عاد ليجلس على كرسي مكتبه ، بينما اعتدل يحيى
و حين استعاد توازنه ، سار بخطوات بطيئة ليجلس على الكرسي الذي أمام الطبيب ليعلم أخر تطورات حالته .
عدل الطبيب من وضع نظارته الطبيبة و قال و هو ينظر للأوراق أمامه، ثم مدها باتجاه يحيى
طالع يحيى الأوراق التي أمامه اتسعت عيناه بصدمة للحظة ثم أخفاها بسرعة ...
ونظر له الطبيب بلوم و قال : أما زلت مصراً على رفض العلاج ؟
الطبيب : قل لي لماذا ترفض يا بني ، أنت طبيب و تعلم أهمية العلاج و خاصة في مرحلة مبكرة ، فلماذا ترفض يا يحيى ، رفضك هذا
يؤذيك ، أنت تؤذي نفسك ، مداومتك على مسكنات الألم لا تكفي أنت لا تعالج الأمر بل تخفيه فقط .
يحيى ، طوال الفترة التي درستك فيها كنت أقول بأنك ذو عقل متزن و رأي صائب فلماذا تتشتت الآن ؟
تابع الطبيب : تعلم بأن مرضك خطير و علاجه ليس ببسيط و لكن لا تفقد الأمل يا بني ، أبقي أملك بالله كبير و بإذن الله ستشفى ، عليك الأخذ بالأسباب أيضاً .
أنت تقرأ
غريبٌ في الحياة
Mystery / Thrillerغريب أنا من دونكم غريب أنا حتى في وطني غريب أنا حتى لو كان كل الناس حولي .