الجزء الثامن و الأربعون

1.3K 92 113
                                    

#لا غربة أعمق من أن أحبك.



















أبعدت شعري عن وجهي بعد أن فتحت عيناي، مكان مارك كان فارغا، لم يكن بجانبي. شعرت بنسمة هواء تضرب بشرتي ما جعلني أحدق بباب الشرفة الذي كان نصف مفتوح، الجو كان مظلما ما جعلني أحمل هاتفي لأتفقد الوقت، كانت الثالثة صباحا.
أبعدت الغطاء عن جسدي و توجهت نحو الشرفة، مارك كان يقف بنهاية الشرفة، يحمل سيجارة باحدى يديه. شعرت بشيء مزعج يضغط على قلبي فورما رأيته يقف لوحده بهذا الوقت المتأخر و الجو البارد، و يدخن.

تقدمت بخطوات هادئة نحوه، لم يكن يضع قميصا حتى. كنت أبقي عيناي نصف مفتوحة، مازلت أشعر بالنعاس. وقفت خلفه ثم أحطت خصره بذراعاي ما جعله يدير رأسه لرؤيتي. قبلت كتفه بخفة، ثم أسندت رأسي لظهره. أرغب بجعل أيا كان ما يزعجه يذهب بعيدا و يتركه ينام بشكل جيد ليوم واحد.

"هل أيقظتك؟"
تحدث بصوت هادئ. رأيته يطفئ سيجارته و يلقيها فوق الطاولة التي كانت موضوعة بمكان قريب.

"لا"
أغمضت عيناي،"لماذا أنت مستيقظ بهذا الوقت؟".

"لا أعرف.."
أجاب بعد أن صمت لبعض الوقت. عضيت على شفتي السفلى بعد أن شعرت بذلك الشعور المزعج مجددا، هو لا يبدو بخير.
رفعت رأسي و هو استدار نحوي،"لماذا خرجتِ بهذا القميص، الجو بارد"، عاتب بنبرة هادئة. رفعت حاجبي و نظرت لجسده،"حقا؟"، رفعت نظري نحوه مجددا،"أنا معتاد لن أتأثر بشيء كهذا"، أضاف.
كنت أرغب بسؤاله ان كان يرغب بالتحدث و اخباري ان كان يمر بفترة صعبة لكنني خشيت أن يدفعني بعيدا و لا يتحدث بصراحة معي.

"ما الأمر؟"
تحدث مجددا. ابتسمت بخفة ثم نفيت،"هل تعاني من الأرق دائما؟".

"هل قلت أنني أعاني من الأرق؟"
سحبني من يدي معه لداخل الغرفة مجددا.

"لا تحتاج لأن تخبرني، الأمر واضح"
قلت أحدق بيداي، عقدت أصابعي ببعضها، أشعر بأنه يجدر به أن يشكو لي عندما يكون محبطا، لكنه لا يتحدث عن تلك الأمور أبدا، و هذا يجعلني أشعر بأنني عديمة الفائدة.

"هل تشعرين بالتوتر؟"
قال يجعلني أرفع نظري له. "لا.."، قمت بهز رأسي بخفة.
"أنتِ تفعلين هذا بأصابعك عندما تتوترين"
وضع يده على يدي يوقفني عن مشابكة أصابعي ببعضها.

"عليكِ العودة للنوم و التوقف عن الكفاح لإبقاء عيناك مفتوحة"
أمسك يدي و قادني نحو السرير. جعلني أستلقي ثم وضع الغطاء فوق جسدي. أبقيت عيناي مفتوحة أتابعه بنظري،"ماذا عنك؟"، سألت بنبرة تخبره أن يعود للنوم أيضا.
راقبته و هو يتوجه نحو الطرف الآخر من السرير. ابتسمت عندما استلقى بجانبي.
"مارك"
ناديته بصوت منخفض، همهم كجواب،"أنت تستطيع اللجوء الي عندما تسوء الأمور، أنت تعرف ذلك صحيح؟"، كنت نصف نائمة، حتى نطقي للكلمات لم يكن واضحا.
"أعرف"
أجاب لأتأكد بأنه تمكن من فهم ما قلته.
—————————

let's not fall in love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن