#تأملته حتى حفظت تفاصيله، نظر إلي فتظاهرت أنّي لا أبالي.
لملمت قطع قلبي المتبقية لعلي أصلحه في وقت لاحق. أبعدت السترة التي كانت تغطي ضعفي عن وجهي عندما تأكدت أن المكان يخلو من أي أحد عداي، لأنفرد به لوحدي. كنت أجلس فحسب، بدوت هادئة، ومتى لم أبدو كذلك على أية حال. لكني أفيض بالتعب، يكاد الإرهاق يخرج من مسام جلدي.. من فرط وفرته داخلي، لم أكن بحاجة إلى أكثر من طمأنينة تنهي كل هذا الخوف الذي يسكن أحشائي، أنا خائفة.. و هو يؤكد مخاوفي.
جعلت جسدي يقف بعد محاولات عديدة لأقنعه بترك هذا المكان و التحرك. كنت أمشي، و لا أعلم إلى أين ستقودني قدماي. كان علي ترك هذا المكان الموحش فحسب. كنت في أشد لحظاتي حاجة للإهتمام، لأن ليرى أحدهم كل هذا الدمع المتراكم في روحي، لأن يرى هذه الشتائم العالقة على أطراف لساني. كنت بحاجة شديدة لأن أرتمي غارقة بدموعي على كتف أحدهم ليخبرني أن كل هذا سيمضي، أن هذا الوقت سيمضي.
أنا أريد ذلك الأحدهم ليظهر و يضمني ككل مرة يحس بها بأن هناك خطب ما. كنت أحتاجه هو و حينها سيتقاسم ألمي معي، كما يفعل بكل مرة أتذكر بها والدي، و روحي التي فقدتها معه.جسدي توقف عن التحرك عندما أصبحت أقابل البوابة، كانت مغلقة، و كم بدت المسافة التي قطعتها لأصل هنا طويلة، كم بدا رأسي ثقيلا. استدرت أتفحص الفناء الخالي أمامي، كان علي العودة، و قطع كل تلك المسافة لأنني لن أستطيع الخروج.
لكني قبل أن أتحرك. شخصي المفضل ظهر من خلف الجدار و هو يلهث. نظري تتبع كل حركة قام بها، من انحنائه ليستند على ركبته، تقليص عينه بسبب تعبه الواضح على وجهه، قطرات العرق التي تشكلت على جبهته، ليمسحها بقميصه بسرعة. اعتدل في وقوفه عندما لمحني أحدق به. شعرت به يتنهد عندما رفع راسه للاعلى، هو كان يبحث عني، و قد وجدني اخيرا عندما تمنيته، و ظهر على شكل أمنيتي المفضلة.خطى نحوي، و مع كل خطوة كان يخطوها نحوي، قلبي كان يهتز، شوقا للارتماء في حضنه. توقفت امنيتي امامي، ملامحه ارتخت و هو يتفحص وجهي. عيناه انتقلتا من بشرتي الشاحبة الى عيناي المنتفختان. وضعت ابتسامة واسعة، و عيناي امتلأتا بقدر اتساع ابتسامتي. سقطت أول دمعة عندما رمشت. حدق بي لثانية واحدة، مجرد ثانية قبل ان اشعر بنبض قلب قرب اذني، رائحة لطالما احببتها احاطتني، يده التي تربت على راسي من الخلف ليكتمل شعوري المفضل. كنت اشكو له دون التحدث، هو يفهم صمتي الذي ترافقه دموعي عكس الآخرين.
لا احد يشعر بتلك الصراعات التي اخوضها كل يوم،
لا احد يعلم عدد المرات التي قاومت فيها، كي لا يشعر احد بحزني، كم من الممرات التي اوهمت بها نفسي بأن كل شيء على ما يرام كي تهدأ النيران المشتعلة في داخلي لكنها تزداد.. لكنه يعلم كل شيء دون ان اخبره شيئا. حتى في ذلك الوقت الذي لم يكن هو بقربي كان يشعر بي من خلال نظراتي،
"انا هنا. صغيرتي، اهدئي"، تحدث، بنبرته المحببة لدي. شددت العناق حوله لأنه طوق نجاتي الوحيد.
انا لم افعل شيئا لأستحق هانبين. أنا أنقذته مرة واحدة، و هو ينقذني كلما أضعت طريقي و أوشكت على الغرق.
"آسفة"، شعرت بأنه علي الإعتذار له فجأة، ربما لأنني لا أستطيع رد كل ما قام بفعله لي، أو ربما لكوني مجرد عبئ على شخصي المفضل.
حافظ على صمته، و ضمني اليه اكثر. لطالما احببت هذه العادة بهانبين. عندما انفجر بالبكاء امامه، اول ما يقوم به ليس سؤالي عن ما جرى كما يفعل الآخرون، هو يضمني اليه، يجعلني اهدأ داخل حضنه، و بعدها يسالني بهدوء. هو يجيد التعامل مع انكساراتي اكثر مما اجيد أنا.
أنت تقرأ
let's not fall in love
Fanfictionلا تتوقعي الكثير مني، لا أريد أن أخسرك أيضا، قبل أن تصبح الأمور معقدة، قبل أن تتأذي، لا تثقي بي.