الجزء الخامس و الثلاثون

2.4K 160 231
                                    

#أحبك جدا، بسعة إحدى عشر كوكبا معا، بعوامل ضخمة و ليال طويلة لا يفصل إمتدادها ضوء، أحبك مثل سماء سابعة تحضن ست سماوات و أرض.






















أعتقد أنني نمت فورما وضعت رأسي فوق الوسادة البارحة. لم أنم جيدا هكذا منذ فترة. مددت جسدي بينما أقف من السرير. رتبته ثم توجهت نحو الحمام و أخذت حماما سريعا دون أن أغسل شعري بما أنني غسلته قبل أن أنام بالفعل.
عدت للغرفة و فتحت الخزانة التي بدت فارغة تقريبا بسبب ملابسي القليلة الموجودة بها. سحبت تنورتي القصيرة المصنوعة من الجينز الأسود مع قميص خوخي بسيط حيث قمت بطي أكمامه القصيرة من الأسفل. رتبت شعري و تركته منسدلا دون الحاجة لربطه.
ابتسمت لنفسي بالمرآة بينما أضع مرطب شفاهي محاولة رفع معنوياتي. النوبات مازالت تأتيني من فترة لأخرى لكنها خفيفة و أستطيع التحكم بها أغلب الوقت. الطبيب قال أن حالتي النفسية تؤثر على العلاج لذلك أنا أحاول أن أبقى هادئة و لا أتوتر.

خرجت من الغرفة و دعيت أن أجد الرفاق بالأسفل بالرغم من أن الوقت مبكر نوعا ما، لا أعتقد أنهم سيأتون على الثامنة بعد كل شيء..
هم لم يكونوا هنا كما توقعت، المكان هادئ. دخلت المطبخ الذي كان فارغا، هل الجميع ما يزالون نائمين؟

الأكل كان موضوعا فوق الطاولة و أعتقد أن أحدهم استيقظ أولا و قام بتحضير الطاولة. أنا لا أستطيع تناول أي شيء عادة صباحا و الا شعرت بالغثيان لذلك توجهت للثلاجة و أخرجت قارورة ماء باردة و سكبت لي كأسا تجرعته ببطئ بسبب برودة الماء.
أرجعت القارورة لمكانها ثم خطوت بخطواتي خارج المطبخ ثم خارج المنزل. جلست بأبعد بقعة عن المنزل بالحديقة، جلست بجسدي فوق العشب الأخضر الذي بدا و كأنه قُصَّ مؤخرا.

لسبب ما اليوم تحديدا، اشتقت لسماع صوت أمي المزعج الذي كنت أكرهه أحيانا و هي تصرخ علي لأنني لم أقم بطي الملابس كما أخبرتني، كنت أتأفأف حينها و أتظاهر أنها تعيقني عن دراستي بينما كل ما كنت أفعله هو الإستلقاء و العبث بهاتفي.
كنت قادرة على اخبارها كل شيء حينها، لكنني لم أفعل يوما. كنت أستطيع اخبارها أنني ممتنة لها لأنها لم تتخلى عني كما فعل والدي، ربما ما كانت لتتركني حينها.

لماذا لا ندرك أن تلك اللحظات قد تكون الأخيرة إلا بعد انتهائها؟ أشعر أن طريقة سير هذا العالم تافهة، نعرف أننا سنفقد كل شيء في نقطة ما، نعرف أن كل شيء سيزول يوما ما دون سابق انذار، أن لا شيء يدوم للأبد لكننا نصر على التصرف بلؤم، بعدم مبالاة، ثم نعود و نلوم أنفسنا. لطالما عاش البشر بهذه الطريقة، لطالما ندم البشر بهذه الطريقة.

خرجت من أفكاري عندما لمحت أحدهم يخرج من المنزل و قد كان شخصي المفضل.. أعتقد أنه صار شخصي المفضل بعد كل شيء.
وقفت من جلوسي و مشيت نحوه بينما هو كان يتوجه نحو سيارته التي كانت مركونة بالمكان المخصص للسيارات.

let's not fall in love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن