الفصل الثاني: الجزء الأول

1.1K 97 72
                                    

#إفترقنا إذن
الذين قالوا الحب وحده لا يموت أخطأوا
و الذين كتبوا لنا قصص حب بنهايات جميلة
ليوهمونا أن مجنون ليلى  محض استثناء عاطفي
لا يفهمون شيئا في قوانين القلب
إنهم لم يكتبوا لنا حبا، كتبوا لنا أدبا فقط
العشق لا يولد إلا في وسط حقول الألغام،
و في المناطق المحظورة
و لذا ليس انتصاره دائما في النهايات الرصينة الجميلة
إنه يموت كما يولد،
في الخراب الجميل فقط.
-أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد-


















خرجت من القاعة بعد أن انتهى الرئيس من اجتماعه الذي لطالما بدا دون فائدة بالنسبة لي. لا أفهم لماذا يحاول جاهدا منحي عطلة رغم أنني أخبرته أنني سأقوم بأخذ اجازة عندما أرغب أنا بذلك.

"هل أنتِ انسان آلي؟"
نيك تقدم يمشي أمامي،"منذ أن بدأتِ العمل هنا منذ سنتان لم تأخذي اجازة واحدة".

"أعتقد أنني انسان آلي حقا"
أخذت رشفة من قهوتي.

"هل حياتكِ مملة لدرجة أن كل ما تفعلينه هو العمل؟"
سأل و أنا قلبت عيناي،"أراهن أن حياتي لن تصبح مملة لو أنني قتلتك".

"متوحشة"
تحدث يضع يداه على صدره بخوف مزيف.

"لدي موعد مع مريضتي الآن، أراك لاحقا"
صفعت مؤخرة رأسه بخفة و هو تذمر.

توجهت لمكتبي و قمت بوضع الأدوية التي كانت موضوعة بشكل عشوائي داخل الدرج. الباب طرق و دخلت المريضة التي كنت في انتظارها، كانت فتاة بالخامسة تعاني من مشاكل في بطنها. هذه هي المرة الخامسة التي تأتي بها و لكنها ما تزول خجولة على التحدث معي بنفسها.

"قولي مرحبا لطبيبتك"
والدتها تحدثت تجعلها تمشي نحوي، كانت خجولة جدا. ابتسمت ثم نزلت لمستواها،"كيف تبلي ليزي الصغيرة؟"، سألتها بلطف أحاول جعلها تتكلم معي بأريحية.

"هل لاحظتِ أي تحسن من المرة السابقة؟"
وجهت سؤالي لوالدتها بعد أن جلست بمكتبي و جلست هي تقابلني مع ابنتها بجانبها.

"ما زالت تشعر بالعطش بسبب جفاف فمها، لكنها صارت أكثر حيوية من قبل"
قالت و أنا كنت أستمع بتركيز،"لم تعد تنام كثيرا، و شعرت بأنها لم تعد تشعر بضعف في جسدها"، أضافت و أنا أومأت، الدواء أعطى مفعوله لحسن الحظ.

"هل كانت تشرب الكثير من الماء؟"
سألتها مجددا،"أجل، أضعاف ما تشربه عادة".

"سأفحصكِ قليلا الآن"
وقفت من مكاني و توجهت نحو الصغيرة أمد يدي لها، نظرت نحو أمها بتردد، ثم أمسكت يدي. حملتها أجعلها تجلس بالسرير المخصص للمرضى.

let's not fall in love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن