الجزء الثامن

2K 180 87
                                    

#قالت: أتهوى؟
قال: نعم أهوى.
ابتسمت و قالت: من؟
قال: من ابتسم.

















عندما خرجت من المنزل صباحا، هانبين كان ينتظر خارجا. هرولت نحوه و هو ابتسم لي فورما وقفت أمامه.

"لم يكن عليك المجيء"
أخبرته و باشرنا السير متوجهين للمدرسة.

"لم يكن لدي سبب لعدم المجيء"
تحدث و أنا ابتسمت. أشعر بأنني استعدت نفسي الآن بوجوده قربي.

"اذن ما الذي تريدين فعله بعد أن التقينا منذ مدة؟"
تحدث و أنا رفعت طرف شفاهي بتفكير. كنت أرغب بفعل العديد من الأشياء معه لكنني أريد الجلوس برفقته طوال الوقت فحسب، كان علي استغلال هذه اللحظات لأنال قدرا كافيا منه، كنت أخشى أن أبتعد عنه مجددا.

"أرغب بالتحدث معك فقط، لساعات، هذا كل ما أحتاجه حقا"،
همهم و أومأ،"أنا سألتصق بك يوميا حتى و ان لم ترغبي بذلك، ليس عليك القلق بشأن هذا"، أحاط كتفي بذراعه. شعور بالأمان تخلل جسدي. أعتقد أن الإحساس الأروع في العالم أن يكون المرء مطمئنا، مطمئن لا أكثر، لا يشعر بالخوف أو الريبة، لا تعتليه الشكوك أو الضيقة، مطمئن فحسب. كنت أشعر بذلك كلما كان هانبين بقربي. 

افترقنا عندما وصلنا للمدرسة. أخبرني بأنه عليه المرور على مكتب المدير اولا. في الفناء الامامي، هونسوك كان واقفا مع مجموعة من الطلاب. تنهدت براحة لأنه ليس وحيدا اليوم. رفع رأسه لتقابل عيناه خاصتي. ابتسم كما يفعل دوما. بادلته الابتسامة ثم مشيت أبحث عن كرسي أجلس فيه منتظرة عودة هانبين لأن الصفوف لم تبدأ بعد. كان علي الذهاب للفناء الخلفي لأنه بالكاد يوجد مكان لأقف فيه هنا. لكن الأمر كان نفسه في الفناء الخلفي. كنت سأذهب للصف لكنني توقفت عندما رأيته.

توجهت حيث كان يجلس. أعرف بأنه سيذهب ان جلست هنا، و هكذا سيترك لي الكرسي بأكمله لي. كان يتحدث بهاتفه، بدأت أشك بكونه مجرد طالب، أظنه رجل أعمال أو شيء كهذا. لماذا يستمر بالتحدث بالهاتف ان لم يكن كذلك. جلست بجانبه لكنه لم ينظر.

"أنا أجلس هنا لأنه لا يوجد مكان آخر"
تحدثت بعدما اغلق هاتفه و نظر نحوي.

"هل طلبت منكِ تبريرا؟"
رفع حاجبه و لكن تعابيره لم تتغير. أظنني لم أره يضع اية تعابير على وجهه حتى الآن، لن تظهر تجاعيده بسن مبكرة.

"هل بامكانك اعطاء ردة فعل على الأقل؟"

"لا أعرف ما هي ردة الفعل المناسبة التي يجب اعطاؤها لشخص بالكاد يعرفني لكنه يستمر بالجلوس معي كلما رآني"
قلبت عيناي على رده.

"لماذا تستمرين بالالتصاق بي؟ هل تعتقدين انكِ تملكين الحق للتحدث معي فقط لأنك تتحدثين مع ثلاثتهم، أنا لا أحب فكرة دخول أشخاص جدد بحياتي"
تحدث و لم ينظر لي قط اثناء حديثه. أخرج سيجارة من جيبه، و لماذا يستمر هؤلاء الاشخاص بالتدخين كلما كنت بالجوار؟ سعلت عمدا عندما نفث دخان سيجارته. شعرت بنظره يستقر نحوي، لم أكن أنظر اليه.

let's not fall in love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن