مَنْ اعتَاد على التَّسبيح قَبل نَومِه أُعطِيَ نشَاطًا فِي قَضاء حاجَاتِه، وقُوَّة فِي عِبادته.
-شيخ الإسلام ابن تيمية.
- متنسوش الوِتر يا كِرام.|💚
............................
جويرية : أنا راحة أجيب دليل قاطع ، لو مرجعتش ياريت تعرف أهلي
المحامي : أنت هتروحي فين كدا يا مدام
جويرية : لألبرت
المحامي : ليه حضرتك ملوش لازمه
جويرية بكره وتصميم : أنا عايزة أنهي ألبرت خالص ، لدرجة أنه مبقاش معاه بربع دولار ياكل
المحامي : تقصدي ايه
جويرية : ألبرت رجل شرير سواء في مصر أو في أمريكا ذات نفسها ، المحاكمة اللي هتتعمل هنا هي موضوع الجواز والمطاردة وإطلاق النار وامتلاك سلاح بدون ترخيص ، يعني اللي حصل على الأراضي المصرية ، بس دول ممكن يخرج بكفالة عادي وشوية رشاوي ويكون برة ، وممكن ينتقم كمان ، أنا بقى عايزة اخلص عليه ، ويتحاكم على كل اللي عمله في أمريكا وغيرها باعتباره مواطن أمريكي
المحامي : فهمتك يا مدام ، طبعا من غير ما اقول أنا معاكي دائما في اي حاجة تحتجيها
جويرية بامتنان : اللي خلاني اختار حضرتك ، سمعتك الطيبة بين زميلك وعملائك ، وأنا واثقة انك مش هتتأخر ، دلوقتي أنا همشي ، دا رقمي خليه معاك ......
المحامي : في رعاية الله يا مدام
وذهبت جويرية وتركت المحامي يجهز الأدلة والتقرير التي تفيد أن ألبرت هو من أرسل الشخص الذي أطلق على حذيفة ، وبعض الأوراق الأخرى التي ستساعده على الفوز بهذه القضية ، أيضا صور المحادثة الدائرة بين ألبرت وحذيفة ، فافيها دلائل كثيرة............................
ذهبت جويرية لمنزلها لتأخذ ما تحتاجه حين تسافر ، أخذت بطاقتها ، جواز سفرها ، مسدسها ، وبعض الأوراق التي ستحتاجها ، ثم ذهبت لمنزل العامري
دخلت المنزل ، وجدت سفيان يجلس في بهو المنزل ، ألقت السلام عليه ، وشكرته لوقوفه معها ، وصعدت لغرفة الفتيات ، تفاجؤا من وجدها ، سلمت علي الجميع ، بدا كأنها تودعهم ، ولكنهم لم يصدقوا هذا الشعور ، ودعتهم وخرجت قائلة ( أنا راحة لحذيفة )
وركبت سيارتها منطلقة للمكان الذي يقطن فيه ألبرت ، وصلت جويرية بعد ساعة إلا ربع للمكان المنشود ، نزلت من سيارتها والخوف ينهش قلبها ، تراودها نفسها بالعودة ، والابتعاد عن ألبرت ، جاء في عقلها منظر حذيفة والرسائل التي أرسلها لحذيفة والصورة التي أرسلها لحذيفة ، أثار ذلك الرعب في داخلها على عائلتها وأصدقائها ، فألبرت قد يؤذي أحد منهم ، وهي لا يمكنها أن تنتظر ، يجب أن تواجه خوفها منه ، يجب أن تحل مشكلتها بنفسها ، يكفي ما حدث لحذيفة
دخلت بقدم ترتجف لذلك المنزل الكبير الذي يقع في مكان بعيد عن العمار
أخرجت جويرية مسجل صغير من حقيبتها ووضعته على التسجيل ثم تقدمت رنت جرس الباب ليأتي أحدهم ويفتح الباب
جويرية : ممكن أقابل ألبرت
أدخلها الرجل ثم قال لها
الرجل : عذراً سيدتي لا أفهم ما تقولين
نفخت جويرية بتأفف : أريد أن أقابل ألبرت
الرجل : من أنت يا آنسة
جويرية : أخبره أن جويرية من أتت
انصرف الرجل لدقائق معدودة ، ثم فُتح باب ليخرج منه ألبرت فاتحا ذراعيه والبسمة تعلو وجهه : جويرية ....جويرية عزيزتي
جويرية بنفور : ألبرت
تقدم ألبرت ليجلس بجانبها : ما سر هذه الزيارة السعيدة
جويرية : جئت لأخبرك بأن تتوقف وتدعني وشأني
ألبرت بابتسامة : لماذا أوافق
جويرية : لأني لا أريدك
نهض ألبرت ومازالت البسمة تعلو وجهه : أحقا لا ترديني
جويرية بهدوء ظاهري : أجل ، أنت تعرف كيف تم زواجنا أصلا ، تم بالاكراه يا رجل كيف يمكنني أن أريدك أو أن احبك بعدما خدعتني واهنتي وعذبتني طوال ذلك الوقت
ألبرت : لا تقولي لي أن هذا كان يؤلمك
ضحكت جويرية بسخرية : حقا اتتسايل هل يؤلم أم لا ، تعالت ضحكاتها مرة أخرى مع دموعها ، أتعرف أنا أكرهك ، أكرهك لدرجة أنني أكره نفسي ، أكرهك لدرجة أنني كرهت إبنك مع إنه كان إبني أيضاً
تقدم منها ألبرت : لحظة لحظة ، أتقولين أنك حامل
جويرية بحزن والدموع مازالت في عينيها : كنت حامل ، لقد مات
بدت على ألبرت ملامح الجنون ، وبدأت ضحكاته تعلو بشكل غريب : لقد قتلتيه
جويرية : لست مثلك أيها المجنون
سار ألبرت بعيدا عنها بخطوات هادئة ، ثم التفت ونظر إليها ، ثم وفي لحظة ركض إليها بسرعة ، اخافت جويرية ، أمسكها ألبرت من كتفيها ورماها على الأرضية واقترب منها
ألبرت بصوت مخيف : لقد قتلتي ابني
جويرية : لم أقتل أحدا في حياتي قط فما بالك بإبني
ألبرت بهدوء : اصدقك عزيزتي لذا سأكافأك
جويرية برعب : ابتعد عني لا أريد منك شئ
حاولت التملص منه ولكنه كان أقوى للأسف ، أحكم إمساك يديها بقوة ، وجرها خلفه
جويرية بخوف : اتركني ، اتركني أيها المجنون
توقف ألبرت ونظر لها ثواني ثم تقدم ونزع الحجاب من على رأسها : هكذا أفضل ، هي بنا
جويرية بدموع وخوف : ألبرت أرجوع اتركني ، أرجوك ، ثم صمتت لتبكي بصمت
التفت ألبرت لها مره أخرى : لماذا توقفتي عن الصراخ ، أنا أحب صراخك ، إنه يذكرني بأول يوم لنا ، واتبع كلامه بضحكة خبيثة
نظرت له جويرية بقوة وتذكرت كلام المعالجة النفسية أخبرتها أن نوعية ألبرت يتمتعون بأذية الأخرين ، وكلما تألم الشخص ذاد ذلك من مرح الشخص الآخر ، صمتت جويرية وأقسمت بداخلها ، أنها لن تتألم أمامه مهما يكن ، وستكتم ألامها
ألبرت : حسنا إذا سنرى إلى متي ستصمدين
لم تنطق جويرية بحرف ، ولكنه حين وصل بها للغرفة المنشودة التي أقل ما يقال عنها غرفة تعذيب واستجواب ، لونها أحمر والإضاءة كذلك ، تهافتت الذكريات على جويرية ، تذكرت كم الآلام التي عانت منها ، تذكرت كم أن ألبرت كان يضربها حتى تفقد وعيها ثم يتركها ، لحظة جويرية ، نعم فقدان الوعي هو الحل الوحيد للهرب
أخذت جويرية نفس كبير ثم أخذت تنفخ مرات عديدة حتى أصابها دوار خفيف ولكنها انتهزته واسقطت نفسها
نظر لها ألبرت : يا إلهي اسقطتي من الخوف عزيزتي
نزل إليها وضرب وجهها بكفه بخفة ، استيقن أنها لا تمثل ، تركها وذهب ليحضر ما يفيقها به
حين ذهب فتحت جويرية عيناها وجدت غير موجود نهضت مسرعة وأخذت حجابها الملقى على الأرض وركضت تجاه الباب لتخرج سالمة من وكر الوحش ، رجع ألبرت لم يجدها ووجد الباب مفتوح ، فهم أنها خدعته وهربت
ركبت جويرية سيارتها وذهبت مسرعة للمحامي سراج ، الذي ما إن رأها حتى ركض عليها مسرعا ، فشكلها يوحي بما مرت به
المحامي بقلق : أنتِ كويسة يا مدام جويرية
جويرية : سيبك مني أنا كويسة بالنسبة للي كنت فيه ، أنا كنت متوقعة إني معرفش أخرج لأسبوع مش ساعات ، الحمدلله
المحامي : ربنا سترها ، المهم دلوقتي ايه اللي جابك ، جبتي الدليل القوي اللي قولتي عليه
جويرية : للأسف لأ معرفتش أجيب غير تسجيل باعتراف منه وخلاص
المحامي : متزعليش ، إن شاء الله ياخد جزاته
جويرية : إن الله يُمهِل ولا يُهِمل
المحامي : فعلا ، خدي الورقة دي هتساعدك تسافري بأمان
شكرت جويرية المحامي بامتنان وخرجت قاصدة المطار
