🌸10🌸

45 7 0
                                    

وصلت رحيق إلى منزل جويرية القديم ظنًا منها أن جويرية هناك ولكنها لا تعرف ماذا ينتظرها هناك .
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
قبل لحظات وفي سيارة جويرية
كانت حفصة وخديجة وجويرية في السيارة وتقود بهن حفصة إلى منزل جويرية وهم يتحدثن ليخففوا حزن جويرية على موت طفلها ، قاطع حديثهن المتواصل رنين هاتف جويرية ، كادت جويرية أن تغلق الهاتف ولا ترد ولكنها حين رأت أن الإتصال دوالي ردت بسرعة وكانت ابنة خالتها فاطمة
جويرية : السلام عليكم يا فاطمة
فاطمة بخوف : أنت بخير
جويرية : ايوا الحمدلله ، ليه بتسألي
فاطمة : قولي لي أنت فين الأول
جويرية بقليل من العصبية : فاطمة فيه ايه ، اتلفتي اعصابي يا شيخة مش كدا قولي فيه انا مش ناقصة
بدى أن جويرية على وشك البكاء في نهاية كلامها
فاطمة بقلق : فيه ايه لكل دا يا جويرية ، مش أنت كويسة وطفلك كويس مالك يا حبيبتي
لم تحتمل جويرية فهي من الصباح وهي تمنع دموعها من النزول وبضغط فاطمة عليها أخرجت مكنونات صدرها كله : فيه إن إبني مات من قبل ما يشوف الدنيا ، فيه اني متهمة في شرقي من قبل شخص كنت .... وصمتت قليل ثم أكملت ، فيه إني مش بقيت قادرة استحمل ، عايزة ارتاح بس دا مينفعش ، ليه يا ترى عشان في واحد مجنون بيطاردني واحد متخلف وقع في طريقي وخلا حظي منيل اكتر ماهو ، يا رب أنا تعبت ومعتش قادرة معتش قادرة أتحمل ، أنهت كلامها ببكائها الشديد ، طبعا حين بدأت جويرية مكالمتها الهاتفية قامت حفصة بركن السيارة في جانب الطريق ، نزلت حفصة من مقعد السائق وذهب بجانب جويرية في الخلف واحتضنتها بقوة وهي تمسد على ظهرها لكي تهدأ
صمتت فاطمة وهي تسمع معاناة ابنة خالتها واختها و حبيبتها بحزن شديد ولكنها قالت لجويرية لتذكرها وتذكر نفسها : جويرية أنا عارفة إنك زعلانة وحزينة وتعبتي جدا وخلاص جبتي آخرك بس لأ انتي مجبتيش آخرك ولا حاجة إنتي بس عايزة ترتاحي عشان تكملي ، الواحد وهوا بيجري في الحياة لازم يرتاح كل فترة وياخد نفسه عشان يقدر يكمل ، وبعدين تعالي ليا هنا يا متعلمة يا بتاعت الأزهر والعلوم الشرعية اللي كنتي مسكاني بيها ، فين كلامك بأن ربنا عادل ولا يظلم عنده شئ فين كلامك بأن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدا ابتلاه هاا... فين
جويرية كل واحد فينا بيمر بحاجات صعبة جدا وفترات مؤلمة بس مفيش حد بيستسلم لأن دي مش النهاية النهاية هناك عند ربنا ، عشان يجازينا على أعمالنا وباذنه تعالى ندخل الجنة ، احتسبي الأجر عند الله واصبري
كانت حفصة فتحت الاسبيكر لكي تسمع جويرية فاطمة وتهدأ ولكن الحال انقلب والثلاث فتيات أصبحن يبكين من حزنهن وتأثريهن
فاطمة بمزاح : يا هوووو انا بهديها تقوموا تعيطوا ، اضكحوا بقى يهد شطانكم
مسحت جويرية دموعها : عندك حق يا فطومة ربنا يخليكِ ليا
حفصة : بجد أنت جميلة اوي يا فاطمة إن شاء الله نتقابل على خير ، بعد اما نخلص موضوع الزفت البرت
فاطمة : يا ربي ...نستوني كنت هقول ايه يهد شطانكم يا رب ، الزفت البرت في مصر
صرخت خديجة : يالهووووووى ، ومقلتيش ليه من بدري يا ضفدعة البركة
فاطمة : ما انتوا اللي نستوني ، وكمان المختل دا عرف انك حامل احتمال كبير يكون ......لم تستطع فاطمة إكمال كلامها واغلق الهاتف
جويرية : خديجة على بيتي بسرعة
............................
عند رحيق
وصلت رحيق أمام منزل رحيق ووجدت عند المنزل سيارة يبدو أن صاحبها ثري للغاية ، نزلت وذهبت تجاه باب منزل جويرية متجاهلة تلك السيارة ومن فيها ، طرقت الباب مرات عدة ولكن لم يأتيها رد ، أيقنت أن جويرية ليست في الداخل لذا أخرجت المفتاح الاحتياطي الخاص ببيت جويرية وأوشكت أن تضع المفتاح داخل اللسان ولكن يدًا أمسكت يدها بقوة ومنعتها من ذلك ، نظرت رحيق لصاحب اليد بغضب وقد كانت عزمت أن تسمح للسانها بإطلاق أعذب السباب اللاذع ، ولكنها تراجعت في خوف لم تظهره حين رأت ما أطلقت عليه فيما بعد (الدولاب البشري) من ضخم حجمه
رحيق بخوف تجاهد إخفائه : لو سمحت سيب ايدي ميصحش كدا
الرجل وبلكنة إنجليزية فريدة من نوعها : هل تعرفين السيدة جويرية ؟
لوهلة نظت رحيق أن من يقف أمامها هو ذاك الحقير البرت ودعت في خاطرها مرارا الا يكون هو
رحيق بتوتر : أنت لو سمحت سيب ايدي ، ونزعت يدها منه
الرجل : هل تفهمين ما أقوله يا سيدة
حاولت رحيق المماطلة وتمثيل دور الغبية : أنت بتقول ايه يا جدع أنت أنا مش فاهمة
غضب الرجل : جاوبيني بلغتي ، أعرف أنك تستطيع التحدث وتستطيعين فهمي أيضاً لذا لا تمثلي دور الغبية والا...نطق الأخيرة بلهجة تشعرك بالخوف
بلعت رحيق ريقها في توتر وخوف بالغين ولكن عيناها شخصت حين رأت الشخص القادم من خلف الرجل
عرفته فورا إنه ذلك اللعين ألبرت الحقير الذي لا يملك ذرة رحمة
أتي ووقف بجانب الرجل ووضع يديه على كتف ذلك الرجل وقال متحدثاً بالإنجليزية أُترك الباقي علىّ ، وأكمل بالعربية وبالتحديد اللهجة المصرية أنا هعرف ازاي أتصرف معاها
هنا كادت رحيق بأن يغشى عليها من الخوف ، نعم هي قوية وشخصيتها قوية ، ولكن هذا رجل مرعب ، هذا الرجل يقود واحدة من أكبر عصابات العالم ، يكفى ما روته جويرية عنه يكفي ما شهدته خديجة منه ، يكفي ما رأته حفصة ليجعلها تتعلم كيف تحمل سلاحا وتدافع عن نفسها ، كل هذا جعل الخوف يسكن قلبها وجسدها ، لتوشك على الانهيار والسقوط ولكن ما منع هذا أنها أسندت ظهرها إلى الباب .
لاحظ البرت ما يحدث من تحولات على وجهة الفتاة أمامه وأدرك أنها خائفة ، وهذا سيساعده كثيرا لكي يخرج منها كل المعلومات التي يريدها
مدت البرت يده ليلمس وجه رحيق : أنت عارفة أنا مين ؟
ابعدت رحيق يده عن وجهها بقوة وسرعة : من أنت ؟
البرت بضحك : حسنا ، تريدين لعب دور الغبية لا بأس ، ولكنني اكره الاغبياء وحين أكره شخصاً لا ادعه يعيش معي على نفس الأرض
نظرت له رحيق بتوتر وقلق : ماذا تريد مني يا سيد؟ منذ أن رأيتك وأنت تتحدث بالهراء وحسب
البرت بابتسامة عريضة : حسنا حسنا ، هنيا لك فقد نجحتي بجعلي اغضب اتعرفين شعوري الآن كما تسمونه بلهجتكم (عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي) ، والآن يا قطة ، أخبريني اين زوجتي
رحيق : اي زوجة ، انا لا اعرف عما تتحدث
البرت بهدوء مخيف للغاية ، ظل ينظر حوله مرات عديدة ثم أمسك رأس رحيق بقوة وبعنف وأخرج هاتفه وفتحه على صورة لجويرية ومعها جميع الفتيات : تلك التي في المنتصف ، لا تغتري بي لأنني لعبت معكِ قليلاً
رحيق : ....
................................
في سيارة جويرية
كانت خديجة تقود بسرعة متوجها لبيت جويرية ، والقلق يملؤهن .
بعد أن أنهوا حديثهم مع فاطمة جاء جويرية إتصال من مسك تخبرها أن أختها ذهبت لها البيت لتطمأن عليها وتسامحها ، سألتها جويرية متى ذهبت رحيق لمنزلها أخبرتها أنه مر على ذهابها أكثر من ساعة إلا ربع ، اتصلت جويرية برحيق حينها أجابت رحيق بسرعة ولم تنطق بحرف ولكن جويرية سمعت صوت الرجل  وبعدها سمعت صوت ألبرت اللعين وعرفت أن صديقتها تواجه الخطر المحدق بسببها  .
جويرية : حفصة
حفصة : نعم
جويرية : حفصة بسرعة على سفيان تروحي عنده وتفهميه الوضع كله تمام
حفصة : أنت بتقولي ايه ، أنا مش فاهمة حاجة
جويرية : بالله عليكي مش وقته ، اعملي اللي بقولك عليه
واتصلي بسرعة بمحمد ولا مصطفى شوفي مين فيهم أقرب لبيتي وخليهم يخدوا احتياطتهم وعرفيهم أن البرت هناك  ، واعملي بينا كلنا مكالمة جماعية
حفصة : اديني بتصل بيهم اهو
قامت حفصة بالاتصال بالتوأم محمد ومصطفى
جويرية : خديجة اتصلي إنت بسفيان وياسين بسرعة
حفصة : محمد إنت فين ، ومصطفى فين
محمد : أنا عند بيت صاحبتكم اللي جويرية كانت فيه
مصطفى : انا عند....وكان هو الأقرب لرحيق
حفصة : مصطفى اطلع على بيت جويرية ، وأعرف أن ألبرت هناك ومعاه واحدة صاحبتنا
مصطفى : لما الأكشن دا يخلص أنا لازم أفهم الليلة كلها مش انا اللي أبقى عامل زي الأطرش في الزفة
حفصة : وأنت يا محمد ارجع....
قاطعتها جويرية : محمد أدخل البيت لمسك وأهلها واخترع حجة وخليك هناك ، وحاول تعرف سفيان باللي بيحصل من غير ما نقول إن أخته في خطر
محمد بتأفف : ماشي
وأغلقت حفصة الهاتف وسألت جويرية : ليه قلتي لمحمد يروح عند بيت العامري
جويرية : سفيان وياسين مش في البيت ، وأكيد الخروف اخوهم مش في البيت هوا كمان
خديجة : تصدقي لو سمعك ليعمل عليكي ملوخية
حفصة : جويرية أنت خايفة من ايه
جويرية بحزن : ألبرت هيعمل كل حاجة يقدر عليها عشان يذلني ، زي ما عمل واحنا في امريكا ، لازم اخد احتياطي

.............................
في تركيا
تقف رغد متأففه تضرب الأرض بقدمها تنتظر خروج ذلك مديرها الجديد .
خرج المدير من اجتماعه سعيدا بعدما أخذ وظيفة المدير التي كان يحلم بها ، نظر لتلك التي يبدو عليها الانزعاج
المدير : هاي ، يا فتاة اتبعيني
رغد بسخط : حاضر ، واكملت بلغتها .. انسان بارد مستفز ، مسطنع
وقف المدير فاصتدمت به رغد
رغد بغضب : مش تفتح يا أعمى أنت
المدير : هل ترفعين صوتك على
رغد : لا
المدير : ما تستغليش انك مصرية وتشتميني بلغتك يا هانم
وذهب وتركها مصدومه
رغد بصدمة : يالهوووي مصري ، هترفد هترفد و عمتى هتموتني
ذهبت راكضة خلفه : يا أستاذ يا أستاذ
وقف لتصتدم به مرة أخري وهذه المرة أختل توازنها وكادت تسقط ولكن ذلك المدير أمسكها بسرعة وساعدها على الوقوف ، ظلت تنظر إليه وتدقق النظر في ملامحه الوسيمة تلك ، ولكنه أخرجها من شرودها قائلا
ريبال
رغد بعدم فهم : نعم
ريبال : اسمي ريبال ، ومتخافيش مش هتطرك بس لمي لسانك
وذهب وتركها تقف مثل البلهاء

يتبع
.........
أنهيت فصل آخر أخيرا
أرجو أن يعجب من يقرأه

بقلم : براء عسكر
رواية : ولي فؤاد

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن