🌸7🌸

59 3 0
                                    

.اللهم لك الحمد كا الذي نقول ولك الحمد خيرٱ مما .نقول لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا .ولك الحمد على كل حال ونعوذ بك من حال أهل النار

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يلتفون حول المائدة يتناولون طعام الغداء ، لاحظت نادية أن الثلاث فتيات وعلى غير عادتهن لا يأكلن ، يبدو أن هناك شئ يُأرِقُهن ، بعد إنتهاء الطعام إنسحبت الفتيات إلى غرفتهم وورائهن صعدت نادية لتعلم أصل الموضوع وفصله ، أما بالنسبة لحذيفة وسفيان فلم يشعرا بشئ وتابعا تناول الطعام
في غرفة الفتيات
جلست رحيق ومسك كل واحدة على جانب من جويرية
زفرت مسك بملل وقلة حيلة : هتعملي ايه دلوقتي
لم تجد رد ، اصلا لم تكن تنتظر ردا ، ولكن رحيق كانت تأمل ردا لسؤالها
رحيق : جويرية أنتِ مصدقة بنت خالتك دي
نظرت لها جويرية : طبعاً ، فاطمة دي عمرها ما تكدب عليّ
مسك بخمول ( زي حالتي دلوقتي 😴) : طب أنا عايزة أعرف إحنا هنعمل إيه
جويرية : إيه هنعمل ايه دي ، أسمها هعمل أنا ايه وبعدين ايه الخمول اللي أنتِ فيه دا
مسك : بعيد عنك واحدة مجنونة مسهرانا من الفجر في يوم الأجازة ، بقول لكم ايه أنا عايزة أنام وزي ما بيقولوا الجسم السليم في العقل السليم
جويرية وهي تغلق النوافذ : اولا اسمها العقل السليم في الجسم السليم مش العكس وبعدين دي معمولة عشان الرياضة مش النوم
رحيق وهي تتمدد بجانب أختها : أنا هموت وأنام
خلعت جويرية ملابسها وبدلتها بيجامة وتمددت على السرير : وأنا كمان
بينما كانت نادية على مشارف الوصول للغرفة لتطرق على بابها بخفة ثم لتفتحه لتجد أنهن نائمات ، أُجِلَت عملية الإستجواب لحين إستيقاظهن ، عادت أدراجها لولديها الطفلان اصحاب جسد الكبار لتجدهم يجلسون في الحديقة يتحدثون حول العمل بجدية كبيرة تركيز بالغ ، وقفت تدقق النظر في ملامحهم وتطالعهم بعشق جارف ، لحظها سفيان ليناديها لتجلس بينهما وتلبي ندائه
حذيفة : ايه يا أمي كنتِ واقفة كدا ليه
نادية بنبرة مليئة بالحنين : ياه يا حذيفة ، أنت كبرت أمتى يا زوزتي ، وانت يا سيفو كبرتوا يا ولاد
سفيان : احنا تقريبا بقلنا 27 سنة بنكبر
نادية بحنية : أنتوا أغلى حاجة عندي في الدنيا دي كلها ، انتوا واخواتكوا بالدنيا واللي فيها ، حذيفة ، سفيان ، اخواتكم إمانة في اديكم سواء أنا موجودة ولا لأ
ضمها كلا من حذيفة وسفيان : بالله عليك متقوليش كدا
نطقها سفيان وهو على وشك البكاء
حذيفة : ارجوكِ يا أمي متجبيش السيرة دي تاني
حالة من المشاعر المختلطة أحاطت بهم
نادية : بس الدنيا دي وحشه اوي يا عيال ، أنا مش مصدقة اني بقالي 45 سنة فيها
حذيفة : أمي..
نادية : حبيبي ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال كدا قال إن كل يوم اليوم اللي بعده أشر منه أو فيما معناه ، وبعدين أنا عايزة أشوف حبيبي وسيدي محمد صلى الله عليه وسلم ، أنا تعبت كتير وإن شاء الله أرتاح عن قريب
مع آخر كلمات الأم نبضت قلوب أولادها بعنف وبخوف مما تقصده ، صمتا لم يقدرا على أن يتكلما
نادية : حبايبي متزعلوش لو أنا مشيت ، دا فراق مؤقت لحد أما نتجمع في الجنة ، إعتبروني مسافرة مثلا ، أوعدوني إنكم متعصوش ربكم ولا أوامر نبيكم عشان نتلاقى في الجنة ، ولو أذنبتوا استغفروا ربنا غفور رحيم ، اخواتكم البنات لو اتجوزتم متسبهمش لوحدهم ، تهتموا بيهم على طول متحسسهمش بغيابي
حذيفة : أمي أرجوكِ ، الكلام دا بسمعه من صغري بس كل مرة بخاف لتحصلك حاجة بجد ، فبالله عليكِ اسكتي
نادية : حاضر
بينما نهض سفيان بصمت ليبتعد عنهما ويختفي عن أنظارهما ، تبعته والدته فهذه عادته منذ صغره ، حين يظن أن والدته ستموت وتتركه يذهب للحديقة الخلفية المليئة بالاشجار الكثيفة ويجلس هناك يبكي وحيداً يضم قدميه ويدفن رأسه بينهما ، وجدته كما توقعت فجثت بجانبه
نادية : لسه زي ما أنت ، بتعيط ليه دلوقتي بس
سفيان : مين هيلقيني لو أنتِ مشيتي يا أمي مين_ وضمها بقوة
نادية : سفيان ، حبيبي انت كدا هتخنقني
تركها : آسف مكنتش اقصد
نادية : حبيبي ، أنا هفضل على قلبك متخفش ، ويلا روح لخوك عايزك_ ونهضت تنفض التراب عن ملابسها وتهم بالعودة لداخل الڤيلا_
سفيان : بقولك إيه يا أمي ، ممكن النهاردة طبق ملوخية من اديكي دي
نادية : ماشي يا اخويا ، يلا روح شوف شغلك يا بأف يا عيوطه ، وغادرت وهي تضحك عليه ومن تذمره ونفي بكاءه
اللهم أحفظ لي والدتي يا أرحم الراحمين اللهم لا تخبرني فقدانها يا علام الغيوب

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن