لئنْ كنتَ في الدُّنيا بصيرًا فإنّما
بلاغُكَ منهَا مثلُ زادِ المسافِرِ
إذَا أبقتِ الدّنيا علىٰ المرءِ دينهُ
فمَا فاتَهُ منهَا فليسَ بضائِرِ!
- أبو العتاهِية.
...........................
أتت مسك ورحيق على عجلة من أمرهما ، رأوا حذيفة واقفا يبدو عليه الشرود
اقتربت رحيق من جويرية : في ايه يا جويرية ليه صوت حذيفة عالي
جويرية : معرفش ، فجأة مسك ايدي جامد وقعد يسألني على اسم قريبة خديجة ، هوا في ايه
مسك : امال هوا واقف كدا ليه
جويرية : معرفش حاجة والله ، من ساعتها وهو مصدوم
رحيق بشك : جوري ، هي قريبة خديجة دي مين
جويرية : جوري ؟! ، خير يا رحيق مصيبة ايه اللي هتحصل
رحيق : مصيبة ايه ، عادي بدلعك ، المهم البنت دي اسمها ايه
جويرية : رغد
مسك : ايه
جويرية : رغد كمال اليوسفي
رحيق : طيب ، أنا هشوف حذيفة مالو ، وانت يا مسك خدي جويرية جوا
مسك : حاضر ، تعالي يا جوري
جويرية : ماشي ، أما اشوف فيه ايه
مسك : تعالي بس وانا هقول لك كل حاجة
ذهبت مسك وتركت رحيق مع حذيفة
وضعت رحيق يدها على كتف حذيفة : حبيبي ، مالك يا نور عيني
حذيفة : انا كويس يا رحيق
رحيق : عليّ برضو الكلام دا ، مالك بس ، مش معقول تكون لسه بتحبها
صدح حذيفة بصوت عالي : أحب مين يا حجة ، أنا كل أما أسمع اسمها افتكر قد ايه كنت مغفل وأهبل
رحيق : حذيفة ، أنت مش مغفل أو اهبل ، أنت كان نقصك حاجات كتير ، كنت مجرد ساب مراهق ميعرفش حاجة في الدنيا دي ، كنت محتاج اي حد يطبطب عليك
حذيفة بألم : انت مش عارفة انا قد ايه بكره نفسي كل أما افتكرها ، انا رحت وراها وسبكتم ، ورميت المسؤولية على اخويا الصغير
رحيق بابتسامة مشرقة ودموع تترقرق في عينيها : كلنا كنا بنضيع ، بعد ما أبي الله يرحمه مات ، كلنا تشتتنا ، كلنا توهنا ، أمي اللي الصدمة تعبتها أكتر ، مسك اللي بقت بتحط عدسات عشان متشوفش لون عين ابويا في عنيها وتعيط ، سفيان اللي بقى عامل زي العيل الصغير وتعلق بأمي أكتر وأنت في يوم وليلة المسؤولية اللي مكنتش تعرف عنها غير أنها كلمة كبيرة بقت كلها عليك ، فأرجوك متلومش نفسك ، كلنا كنا هنضيع لولا فضل الله علينا
فإمسك نفسك كدا واجمد ، لأن احنا حاليا في أَمَسِ الحاجة ليك
نظر حذيفة لرحيق بامتنان وشكر ، وضمها إليه بقوة : أنا بحبك اوي يا رحيق ، بجد انا بحبكوا كلكم انتم اللي ليا في الدنيا
ربتت رحيق على ظهره ، ثم أبعدته : بما انك هديت قل لي بقى ، ايه حوار رغد اللي زعلك دا ، غمزت بعينيها ، الحب القديم طفح
حذيفة بابتسامة : حب ايه ، تصدقي اني دلوقتي اقدر أجزم أني محبتهاش انا كنت بهرب من الواقع وخلاص
أمسكت رحيق يده ليسيرا في حديقة منزلهم : امال ايه يا وحش اللي مزعلك
نزع حذيفة يده من رحيق ليضعها على كتفها ويضمها إليه : وحش ، دا انتي اتدلعتي عالاخر
نظرت له رحيق : ايه مش اخويا يبقى ادلع براحتي
حذيفة بابتسامة : ماشي يا لمضة
رحيق : طب تعالى جوا يلا
حذيفة : ليه
رحيق : عشان تطمن ماما اللي خلتنا ننزعل نشوفك وهي مش قادرة تنزل ، وعشان تعتذر لجويرية
حذيفة : اعتذر لجويرية ليه هوا انا عملت لها حاجة
رحيق : لازم تع..._قاطعتها جويرية التي أتت بعدما أخبرتها مسك بالقصة القديمة المؤلمة للجميع
جويرية : متجبريهوش يا رحيق ، أنت معملتش حاجة يا استاذ حذيفة
رحيق : جوري ايه اللي جابك
جويرية : اممم ، جوري ، طيب ماشي انتي حرة يا رحيق ، عالعموم لما انك زوجي فأنا جاية اخد اذنك عشان اروح المطار
رحيق : حبيبتي انا مقص....قاطعها حذيفة
حذيفة : ليه إن شاء الله
جويرية بجفاء : أظنك سمعت المكالمة
حذيفة بغضب : راحة تجيبي العيل الصغير ، ازاي حضرتك هتركبي مع راجل غريب عربية واحدة ، مش خلوة دي ولا مش خلوة يا شيخة جويرية
جويرية بغضب : اولا أنا مش شيخة ، لمجرد اني بحاول اتبع تعليم الدين ، وعارفة معلومات عن الفقة والعلوم الشرعية تقول شيخة ، انت واللي زيك بيخلوا الناس تكره نفسها ايه العنصرية دي ، ثانيا بقى والأهم ، اني راحة اجيب صديقتي مش يوسف ، صحبتي اللي اتعصبت عليا عشانها ، و اللي سعتك كنت بتحبها
أمسك حذيفة يد جويرية بقوة وقال بغضب : وطي صوتك واتكلمي عدل احسنلك ، وبعدين انا مش بحبها
نزعت جويرية يدها من حذيفة وقالت ذاهبة : انا راحة المطار ومش جاية النهاردة وملكش دعوة بيا خالص
بعدما اختفت جويرية من أمامهما تنهد حذيفة بحزن
رحيق بحزن وعتاب : ينفع كدا يا حذيفة اللي عملته
حذيفة : رحيق انا مش عارف انا بعمل كدا ليه ، من شوية كنا كويسين
رحيق : حذيفة
حذيفة : نعم
رحيق : انا ماشية بس قبل ما امشي واسيبك تفكر مع نفسك أحب اعرفك معلومة أنت مش واخد بالك منها
حذيفة : ايه هي يا فقيقة
رحيق : إنك تحب جويرية
وذهبت وتركته يفكر تارة وينكر تارة أخرى
