🌸0.5🌸

38 5 15
                                        

‏واعلم أنك في سباق مع عمرك لحَـــمل
القرآن معك إلى الآخرة، فإياك أن تتوانى
دقيقة عن الحفظ والمراجعة سارع سارع
وابذل ما بوسعك فعمرك قد ينقطع في أي
لحظة، ‏ولترِ الله منك خيرًا لعله أن يرحمَـك
إن قبضت قبل أن تنتهي في رحلة القُـــرآن
فيكتب لك أجره" 🤍🌿

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وضعت يدها على رأسها...تضغط على بقوة لتُخفف ذلك الألم الذي يهتك دماغها من الداخل، ويعصف بها عصفًا...
لاحظتها اِحدى الممرضات لتركض إليها مسرعةً : مودة... أنتِ كويسة يا بنتي؟
أومأت مودة بخفة بعدما رسمت اِبتسامةً عريضة علىٰ ثغرها : أنا كويسة يا سُمية...مجرد صداع بس...
نظرت لها سمية بحزم : المفروض إنك دكتورة ومش محتجاني أقولك الكلام دا...أي إشارة بسيطة، أو أي ألم مهما كان عادي مش بنتجاهله... وأنتِ بتيجي مصدعة كل يوم تقريبًا
ضحكت مودة بخفة : حاضر يا سُمية...أنا بس محتاجة أرتاح...دا مجرد اِرهاق عادي
سمية باِبتسامةٍ عريضة : خلاص روحي روّحِ وارتاحي...
ابتسمت مودة بأسىً مصطنع : المدير مش هيرضى إني أمشي... أنا مخلصة كل أجازاتي...
ربتت سمية على كتفيها : روحي أنت، وملكيش دعوة... أنتِ نسيتي أنا مين...
ويبدو بالفعل أن مودة نسيت...ضحكت سمية عليها لتقول بضيق مصطنع : يا بت دا أنتِ حاضرة فرحنا...لا حول ولا قوة إلا بالله...أنتِ ضايـــعة خآلص...
ضربت مودة جبهتها بخفة : الله صحيح...دا جوزك...إن كان كدا اتعاملي أنتِ بقى...خلينا نستفاد بالعلاقات دي...ضحكت في نهاية كلامها...
ثم حملت حقيبة يدها، وودعت صديقتها، وغادرت بعدما تأكدت من خلو غرفة الطوارئ من حالات طارئة أو صعبة...
اتسقلّت سيارتها...لتقود بسرعة قبل أن يغلبها النعاس...
وصلت منزلها بعد دقائق عديدة...فتحت منزلها بمفتاحها الخاص بعدما طرقت الباب ولم تجد مُجيبًا...
ولجت لغرفة طفلها فلم تجده...ذهبت لغرفتها لتجدها فارغةً كذلك...ألقت نظرة على ساعة الجدار، لتجدها تشير إلي الحادية عشر قبل منتصف الليل...
أين ريبال وأين أيوب والدُهُما...
أمسكت حقيبتها لتخرج هاتفها...أخرجته...
جاهدت لترى مكان الأرقام وهي تكتب كلمة سر هاتفها...ولكن هيهات...
فقد غلبها النوم والإرهاق...
نامت وهي مستلقية على بطنها...جزعها العلويّ على السرير...ونصفها السفلي يتدلي من السرير واصلًا للأرض...
في إحدى يديها هاتفها...يضيئ كل عدة دقائق معلنةً عن اتصال زوجها بها...ولكن هيهات بينها وبين الاِجابة...فهي في سباتٍ عميق...

ــــــ
كان ريبال قد أوصَل طفله لعمته "سُهير" ليبقى معها...
فقد أخبرته زوجته أن لديها عمل طول اليوم...ولن تنتهي منه إلا متأخرة...كذلك كان هو...
لكنه الآن عاد من عند عمته ووالدة زوجتهِ وخالتها...
كان ذاهبًا لأخذ طفله، إلا أن السيدات الثلاثة أصريّنَ عليه بتركه...قائلات " الواد نايم، سيبه، كمان ولاد حذيفة وياسين هنا...سيبه"...
ما أقنعه بتركه طفله ليس ما قالوه...بل قلقهِ على زوجته، فالأن منتصف الليل حَل...كان لِيتفهم الأمر إن كانت ما تزال في المشفى... إلا أن صديقتها لم تحب أن تجعله مرتاح البال...اِتصلت به لتخبره أنها غادرت، وأن زوجته مريضة ومرهقة، ويجب أن يعتني بها أكثر..."
يعتني بها؟!
سيعتني بها لكن بعدما تجيب عليه، وترحمه من التأكلُ من القلق...

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن