🌸9🌸

46 8 0
                                        

على الله ربنا توكلنا
....................
مودة : البت مبتتحركش
ياسين بسخرية : ما طبيعي ما اللي وقع عليها مش انسان بعيد عنك
سفيان : دا جبل
وانطلقت ضحكاتهما معا
مودة بجدية : بطلوا استظراف جويرية نبضها ضعف وأنفسها غير منتظمة ، دا غير أنها مبتتحركش فعلا
مسك بخوف وقلق : ايه اللي حصل لها
رحيق : مفيش وقت بسرعة اتصلوا بالاسعاف
حفصة : اتصلت بيهم وهما في الطريق
خديجة : وسع يا اخ منك له (قالتها للفتيان) ، رحيق ماشي اخواتك
رحيق : يلا اتكلوا على الله
حذيفة : اللهم اجعلنا من المتوكلين عليه في السراء والضراء ، ولكن انتي مش شايفة الجثة اللي على الأرض دي
رحيق : مهو انا عايزة سعتدك تمشي عشان اشوف الجثة اللي انت خلتها هامدة ، يلا منك له من هنا
رحل الشباب ، وقامت خديجة برفع اقدام جويرية ليصل الدم لدماغها واحضرت حفصة بعض الماء وقامت برشة على وجه جويرية لعلها تستفيق
مودة : ماشاء الله عليكوا ، دا انتوا احسن من الإسعاف بقى
رحيق : مش وقتك خالص يا مودة والله
مودة : انا ماشية وسيباهلكوا ، اه صحيح نسيت اقول لكم أن الجنين مهدد بالإجهاض
صدمت الفتيات ، وحزنوا ، تلك الفتاة أحبته اخيرا ، ليرحل بعدما أحبته واقلمت نفسها عليه
سمعوا صوت سيارة الإسعاف تقترب ، فذهبت إحداهن لها وارشدتهما لمكان جويرية وذهبوا بها للمشفى ومن خلفهم انطلقت سيارات الفتيات والفتيان ليتوقفوا عند المشفي المنشود ، دخلت جويرية غرفة الطوارئ وظلت بها أربعون وخمس دقائق ، خرج بعدها الطبيب معلنا أن الطفل قد أجهض وأن جويرية بصحة جسدية جيدة وتحتاج لدعم نفسي لأن حالتها النفسية من المتوقع أن تتدهور ، وبالذات بعد ما تسبب هذا الإجهاض به ، فقد أصبحت فرص حملها مرة أخرى ضئيلة للغاية ، وحين سألوه عن السبب بهذا الإجهاض ، أخبرهم أن السبب التوتر الشديد والضغط النفسي الكبير الذي كان عليها وايضا يبدو أن شئ ثقيل وقع عليها أو اصطدمت به ، هنا جميع الأنظار وجهت لحذيفة وبالطبع منها الأنظار الحارقة القاتلة ، شعر حذيفة بنظرات الفتيات تخترقه فصرخ بهن : في ايه بتبصوا ليا كدا ليه ، محسسني اني كنت قاصد أؤذيها
حفصة بتهكم : اه ما احنا عارفين
حذيفة : ما هوا باين من نظراتكم وطريقة كلام ، انا عارف انكم مش مصدقيني وبالذات أنتِ يا رحيق
كانت رحيق جالسة تبكي على صديقها وما حل لها بسبب شقيقها
رحيق ببكاء : بالله عليك يا حذيفة أسكت
انفطر قلب ذلك الأخ على أخته وهو يشاهد دموعها تنهمر فقترب منها وجثي على رقبته ووضع يديه على وجنتيها ليمسح دموعها
حذيفة بحنية : رحيقي ، أنتِ عارفة كويس إني مستحيل أكون قاصد أني أقع عليها
رحيق وهي تبعد يديه وتبكي  : ايوا ، بس الدكتور قال ضغط نفسي وتوتر وأنت السبب في الاتنين دول
حذيفة بهمس : ماهو صعب أمسك نفسي لما اعرف اني معيش واحدة شمال مع اهلي وافضل ساكت
رحيق : بالله عليك سبني دلوقتي
حذيفة : حاضر ، بس بطلي عيا....
قاطع كلامه خروج الطبيب معلنا عن استيقاظ المريضة (جويرية) وسيسمح بدخول ثلاثة فقط ، دخلت حفصة وخديجة ومسك وبقيت رحيق في الخارج
ركضت مسك فور رؤيتها لجويرية واحتضنتها بقوة وهي تبكي ، مسدت جويرية على رأسها
جويرية بتعب : اللي يشوفك يقول انك اللي تعبانة مش انا فيه ايه يا حجة بطلي عياط
مسك ببكاء حاد : انا اسفة آسفة ، آسفة جدا والله انا اسفة اوي اوي
جويرية بتعب  : آسفة علي ايه يا منيلة ، وبتعيطي بستماتة كدا ليه
مسك : آسفة إن اخويا كان السبب في موت طفلك آسفة
جويرية بصدمة : ايه ، موت مين هوا الطفل مات
مسك بأسف وحزن وبكاء : انتي مكنتيش تعرفي
حفصة : مسك حبيبتي
مسك : ايه يا حفصة
حفصة : جويرية شكلها مصدومة سبيها شوية مع خديجة لوحدهم
مسك : بس ...
حفصة : بصي لجويرية قبل ما ترفضي
نظرت مسك لجويرية لتجدها توجه نظرها للسماء وتردد (انا لله وانا اليه راجعون)والدموع تنهال من عينيها
انسحبت مسك مع حفصة والحزن يسيطر عليهما
ركضت رحيق ناحية شقيقتها وصديقتها لتتطمأن على جويرية ، فهي لا تملك الشجاعة لمواجهتها
رحيق : جويرية عامله ايه
حفصة بألم : مصدومة
رحيق : طب ينفع اخش ليها
كادت رحيق فتح الباب الفاصل بينها وبين جويرية لتعبره ولكن يد مسك منعتها نظرت لها رحيق ، أشارت مسك برأسها (لا تذهبي) والدموع تنهمر من عينيها
رحيق بصوت عالٍ : جويرية مالها
حفصة : مكنتش تعرف إن ابنها مات
مسك ببكاء : وأنا بغبائي قلت لها وطبعاً انصدمت
رحيق : بس أنا لازم اشوفها
حفصة : سبيها ترتاح شوية بس
رحيق : بس...
قاطعها صوت جويرية : مفيش داعي تدخلي يا رحيق انا طالعة
وخرجت جويرية جالسة على كرسي متحرك تدفعها خديجة
حين رأتها رحيق جثت أمامها وبكت بشدة وهي تتأسف
هدأتها جويرية ثم وجهت نظرها لحذيفة الذي كان ينظر إليها بألم شديد على ما تسبب به : أنتم ليه بتعتذروا على خطأ شخص مفكرش أنه يعتذر حتى ، أنتم ملكوش ذنب
أستاذ حذيفة هوا اللي قتل إبني
حذيفة مهاجما ومدافعا عن نفسه : أكيد مكنتش أقصد أعمل كدا وبعدين...
قاطعته جويرية : " التبرير لا يرينا التقصير " يا أستاذ حذيفة ، أكيد مكنتش تقصد بس على الأقل اعتذر اندم تأسف على فعلته بينك وبين نفسك على الأقل ، أنت تسببت في قتل روح بريئة ملهاش أي ذنب ، أنت أخطأت فياريت تحس بخطأك .
كلامها صحيح 100٪ ، ولكنه لم يرضى به بل وأنه يشتعل غضبًا ، هو ليس من النوع الذي يغضب من النصيحة أبدا ، ولكنه لا يحتمل أن تتكلم تلك الحقيرة في نظرهِ
حذيفة بغضب واستهزاء : ما شاء عليكِ ، لبستي ثوب التقوى والحكمة دلوقتي يعني ...
قاطعته رحيق وهي تعلم ما ينوي قوله : حذيفة بطل
حذيفة بغضب : أبطل ايه بالظبط ، أنا مش هقول حاجة غير الحقيقة
صرخت رحيق بغضب والدموع تملأ عينيها : الحقيقة الكل يعرفها
نظر لها حذيفة باستغراب : كلهم ؟ وعادي خالص كدا
رحيق : كلهم عارفينها معداك
نظرت رحيق للفتيات : بنات خدوا بالكم من جويرية ، وأنت يا أبيه تعالى معايا
رحلت رحيق وهي تمسك بيد حذيفة وتجره معها لمكان خالٍ .
بعدما رحلت رحيق مع حذيفة وتركت الجميع في حيرة من أمرهم ، أخبرتهم جويرية بأن يرحلوا ويتركوها مع خديجة وحفصة ، ظنت مسك أن جويرية حزينة منها وذهبت والدموع والألم على وجهها .
جويرية : حفصة أنا عايزة أخرج من المستشفى
خديجة : مينفعش أنت لسه قايمة من العملية
جويرية : لازم أمشي من هنا بسرعة
حفصة : على فين
جويرية : أنا كان في حاجات كتير اللي كان مانعني عنها إني حامل ، بس دلوقتي خلاص مبقاش في مانع
خديجة : بصي يا جويرية اعملي اللي تعمليه بس مش دلوقتي ، ارتاحي الأول وبعدين يا ستي لو عايزة تجاهدي مش هقول لك حاجة
حفصة : خديجة عندها حق يا جويرية ، وبعدين إن لجسدك عليك حق
جويرية : حاضر هريح شوية ، بس برضو عايزة أخرج من المستشفى
حفصة : ماشي يا ستي اي طلبات تانية
جويرية : لو ملهاش. تعب ممكن تجيبوا حاجتي من عند رحيق
خديجة : امممم ، هتقعدي فين
جويرية بإصرار : راجعة بيتي

في الجهة الأخرى أخبرت رحيق حذيفة بالحقيقة كاملة
حذيفة : طب ومقالتش لي ليه ، دا حتى ماما كانت عارفة
رحيق بحزن : اعتقد كانت خائفة انك مش تصدقها ودا اللي حصل بجد
حذيفة بحزن : أنا تسرعت في الحكم ، ودي أول مرة تتسرع كدا في حاجة
رحيق : بص يا حذيفة الفترة دي معلش تبعد تماما عنها ، حتى متخلهاش تشوفك صدفة
حذيفة بانزعاج : يا سلااام ، ازاي وسعادتها مرزوعة في بيتنا
رحيق بحزن : معتقدتش أنها هترضى تكمل معانا
حذيفة : يكون أحسن
رحيق : حذيفة أنت مش كدا ، شخصيتك جميلة خالص لكن اللي قدامي دا مش اخويا
وتركته ورحل ، بينما هو ذهب قاصداً سطح المشفى لينفث عن غضبه
رجعت رحيق ولم تجد أحد فاتصلت بشقيقتها لتستفسر عما حدث ولما رحل الجميع ، أخبرتها مسك أن جويرية طلبت منهم الرحيل ، ذهبت رحيق لچراج السيارات وركبت سيارتها وتوجهت لبيت جويرية ، لاعتقادها أن جويرية هناك ، ولكنها لم تكن تدري أين تودي بنفسها
___________
كل عام وانتم بخير بمناسبه عيد الاضحى المبارك
كنت أريد أن أنزل الفصل في أيام العيد ولكن لاباس ها أنا ذا أنزلته في موعده

_أتمنى أن تنال هذه الرواية حقها

رواية : ولي فؤاد
بقلم : براء عسكر
🌸🌸🌸🌸 إلى اللقاء 🌸🌸🌸🌸

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن