17

8.1K 482 12
                                    


في غابة كثيفة الأشجار .. بحيرة صغيرة يصب بها شلال .. ينثر حبيبات من المياه الباردة حوله ..

لترتطم بالأعشاب الخضراء الداكنة تصدر أصواتا ناعمة و تطفو رائحتها كالمطر تنعش الفؤاد ..

ناظرت نفسي و إذا بي واقفة في وسط البحيرة ..
واقفة فوق الماء  ..

نظرت لقدماي بخوف لأرى الحجارة التي في قاع البحيرة و عدة أسماك ملونة و شعب مرجانية ..

مياهها العذبة التي أظهرت قاعها أزاحت خوفي قليلا ...

تأملتها بصمت ..  
ليأتي لمسامعي صوتها مجددا ..

صداه غطى أصوات الطبيعة من حولي ..
هالتها القوية تخضع الجميع ..

همست لي بصوت ناعم عذب ..

**آمني بقوتك تيا ..
لتكوني قوية **

زال الصوت ليختفي معه الصدى..
أصوات الطبيعة عادت لمسامعي و الخوف دب بجسدي للحظة ..

لأسقط داخل البحيرة ..

و أغرق بالقاع بعيدا .. حاولت السباحة و العوم و لكن جسدي و اطرافي متيبسة و لا أستطيع تحريكها ..
الهواء بدأ ينفذ من رأتيي ..

كدت سأستسلم و لكن رأيت نور الشمس الذي كان الوحيد الذي يظهر لي فوق المياه ..

لأحاول بكل قوتي العوم و النجاة ... أصارع بشدة على بقاء أنفاسي أكاد أفقد وعيي .. أحاول الوصول للشمس ..

أحاول الحصول على نجاتي ..

نهضت بذعر ..

و نبضات قلبي تقرع بشدة .. و جسدي يرتعش بدون توقف..

حلقي متيبس أريد بعض الماء ..
يد حطت على كتفي ..
لأهرع خوفا مجددا.

ما كان سوى اندرو ..

بنظرات لطيفة و قلقة للغاية .. نادرا ما أراها بملامحه..
أعطاني كأسا من الماء ..

حاولت إمساكه بيدي و لكنني ما زلت أرتجف ..
ليكمل و يشربني إياه بنفسه ..

أردف و هو يضعه على المنضدة بجانب السرير ..

《هل رأيتي كابوس ؟!》

أومأت له ..

《لا بأس عودي للنوم أنا بجانبك 》

مسح على رأسي و أمسك يدي بقبضتيه مع طبع قبلة عليها لأعود للنوم و الطمأنينة دبت بقلبي مجددا ....
.
.
.
.

همسات الآلهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن